أخبار وتقارير

بشوق وفرحة مكسورة.. صحفي يمني شردته الحرب يروي تفاصيل لقاءه بأمه في القاهرة


       

روى صحفي يمني شردته الحرب الدائرة في البلد تفاصيل لقاءه بأمه في العاصمة المصرية القاهرة.

 

وروى ظنين الحوشبي تفاصيل هذا اللقاء المفعم بالمشاعر كالتالي.

 

في أم الدنيا التقيت أمي العزيزة بعد أربع سنوات من البعد والغياب..بشوق وفرحة مكسورة وقفت عند بوابة مطار القاهرة بانتظار الضيف القادم من عدن كون زيارتها لمصرلم تكن للسياحة أو لترفيه،فالمواطن اليمني لا يتجاوز حدود بلده إلا للدراسة أو العلاج.

 

كان الكثير يقفون عند بوابة المطار قبل أن تصل اليمنية وعليها أهل البلدة الطيبة،نزل من في الطائرة وبدأ البعض بالتوافد إلى حيث نقف في صالة الانتظار.

 

شاهدت من يحمل على الأكتاف وآخرين كثر في صورهم خيبات الداخل المكسورة بنار الصراع والاقتتال الدائر منذ سنوات..

 

حقيبة كرستال كانت حاضرة بقوة لدى بعض القادمين من عدن،هذة الحقيبة صديقة للكثير من اليمنيين المغادرين لوطنهم، لا أدري ما السر فيها؟!ومالذي يمنع اليمني من شراء حقيبة وهو الذي ينفق مبالغ باهظة في سفره إلى الخارج، ما علينا من كرستال.!

 

نعود لموضوع انتظار الوالدة هذه اللحظات كانت صعبة انا شخصاً لا أحب الانتظار ،لكن  الشوق والفرح بقدوم والدتي دفعني للقدوم إلى مطار المدينة قبل نحو ساعتين،من الموعد.

 

هناك وقفت حاملا الورد  لأجمل ضيف يزورني منذ سنوات وأفكر باللقاء الأول.

 

أخشى من فرحة والدتي فهي مريضة وقد تكون الفرحة سببا في مضاعفة مرضها الحمدلله وصلت ضيفتي،وكانت متماسكة إلى حد كبير حضنتها بشوق وحب كبيرين استقريت في حضنها كما لو أني مولود يخرج لهذا العالم لأول مرة..

 

ما أقسى البعد عن الأم،وما أجمل أن تعيش مع أمك طفلا لا تكبر..وحاضرا لا تغيب..

 

تحركنا من المطار باتجاة الفيصل،هذا المكان يشبه اليمن   كثيرا،بقالات،مطاعم، أسواق المدينة وحتى المارة فيه يشعرونك كما لو أنك في سوق الملح.

 

هناك لا حد يوقفك طالبا للهوية،يكفي أن تكون يمني لتعيش محل حب وتقدير الكثير من المصريين.

 

الحديث عن حال الأهل والقرية والناس كان مشوقاً إلى حد كبير، كانت أمي تسردلي حصاد سنوات من الغياب.

 

فلان تزوج وقد معه عيال،وفلانه خطبت وآخر أصابه المرض وو،كان الحديث إليها ومعها ذو شجون بجوارها كانت سعادتي لا توصف..

 

لكن الصدق البلاد تغيرت كثير يا ولدي، الناس باتت تنتظر كل شيء من المنظمات..!

 

والمنظمات لا تقدم غير الفتات، الغلاء قتل الناس، أكثر من الحرب..!

 

لا أحد يكترث لحال المواطن ولا لمرضه، حتى المستشفيات تحولت إلى محال تجارية تستنزف الناس بلا رحمة.. تجارة عيني عينك.!

 

تركتها تنام وذهبت إلى فراشي،وصحيت الفجر على واقع.