أخبار وتقارير

اغتيال الحوثي للشيخ الثمثمي بين صراعات الجماعة الداخلية ومساعي ترهيب القبائل (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص 

 
جاء اغتيال الشيخ محسن حسن ناجي الثمثمي وإصابة نجله يحيى محسن الثمثمي ١٢ عاماً وإصابة ابن أخيه عدنان علي حسن الثمثمي بجروح خطيرة، لتفتح من جديد سياسة جماعة الحوثي المُتمثلة في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات لعدد من شيوخ القبائل لإضعاف القبائل أو تأليب القبائل بعضها على بعض أو نتيجة صراع أجنحة داخل جماعة الحوثي.
 

تفاصيل حادث الاغتيال

قالت مصادر قبلية، إن جماعة الحوثي، اغتالت بطريقة وحشية الشيخ مُحسن حسن ناجي الثمثمي بإطلاق النار عليه مُباشرة أمام منزله وعائلته، وأكدت المصادر أن الهجوم الحوثي أدى أيضا إلى إصابة نجله يحيى محسن الثمثمي ١٢ عاماً وإصابة ابن أخيه عدنان علي حسن الثمثمي بجروح خطيرة، مُشيرة إلى أن القيادي الحوثي أبومصطفى محمد شريان المنتحل صفة  مدير  مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران هو الذي ارتكب الجريمة البشعة بحق أسرة الشيخ مُحسن حسن ناجي الثمثمي.
 

قبائل سفيان تتوعد بالثأر والقصاص

وذكرت المصادر، أن القيادي الحوثي شريان توجه قبل يومين بعدة أطقم إلى منزل الشيخ الثمثمي بحجة أنه مطلوب أمني وحين فتح باب منزله لمعرفة ما يريدونه باشروه بإطلاق النار وأردوه قتيلا، حيث تخوض جماعة الحوثي حرباً شعواء على شيوخ القبائل والسُكان والتُجار وكل الفئات الاجتماعية، فيما رفضت قبائل سفيان رفضت في اجتماع دفنه حتى يتم محاسبة القتلة وتقديمهم لايدي العدالة، متعهدين بالثأر له والقصاص من القتلة.
 

حجج حوثية واهية

وبررت جماعة الحوثي تصفية الزعيم القبلي الثمثمي بزعم أنه كان "مطلوباً لجهاتها الأمنية"، إلا أن المصادر أكدت أن عناصر الجماعة باشرت بإطلاق الرصاص فور خروج الرجل وأفراد من عائلته للحديث مع قادة الحملة الحوثية، بينما وأشارت المصادر إلى أن المصابين لا يزالان في العناية المركزة إثر جراحهما الخطرة.
 

صراعات داخلية حوثية

ويعطي شبح الاغتيالات والتصفيات في مناطق جماعة الحوثي دلالات واضحة ورسائل صريحة عن صراعات داخلية حوثية وتصفيات ممنهجة لخصوم الجماعة، بمن فيهم القضاة والمشايخ والضباط، ففي 26 أكتوبر الماضي حاول مسلحون حوثيون اغتيال خالد الأثوري رئيس المحكمة التجارية الخاضعة لسيطرة الجماعة، ضمن رسائل وصراعات بين أجنحتها.
 

اغتيال الحيدري وحزام

وفي مايو، قامت جماعة الحوثي بتصفية الضابط البارز في الجيش اليمني سابقاً العميد خالد حسن الحيدري، وذلك ضمن موجة اغتيالات وتصفيات تستهدف المناهضين للمليشيات، وفي الشهر نفسه، قالت مصادر محلية وإعلامية، إن مسلحين حوثيين اعترضوا طريق الشيخ حسين علي حاتم حزام لدى خروجه من أحد المساجد عائداً إلى منزله في حي "حزيز" بصنعاء، وأطلقوا عليه وابلاً من النيران قبل أن يسقط مضرجاً بالدماء.
 
 

اغتيال ناصر الكميم ودرهم نعمان 

وفي يناير 2023، اغتال مسلحون تحت أنظار عناصر جماعة الحوثي الشيخ القبلي البارز ناصر عبدالله طماح الكميم، لدى خروجه من إحدى المحاكم الحوثية في صنعاء قبل أن يلوذوا بالفرار أيضا، وفي أكتوبر 2022، اغتالت جماعة الحوثي الدبلوماسي اليمني البارز درهم نعمان، وذلك لدى خروجه من منزله في العاصمة المختطفة.
 

اغتيال محمد الكبسي ومحمد حمران

 وسبق اغتيال نعمان تصفية جماعة الحوثي البرلماني والقيادي السياسي محمد عبدالله الكبسي أمام منزله في حي "الحصبة" في قلب صنعاء في سبتمبر 2022، وفي ذات الشهر، طالت عملية اغتيال مماثلة عضو المحكمة العليا القاضي محمد حمران، الذي تعرض لحملة تشهير وتحريض ممنهج قبل أن يتم اختطافه وتصفيته بالرصاص جنوب العاصمة.
 

سياسة إرهاب بقية زعماء القبائل

وصفت جماعة الحوثي 24 زعيما قبليا خلال الفترة الممتدة من يناير 2019 وحتى فبراير 2021، وتركزت معظمها ‫في 6 محافظات شمالي اليمن، والتي تستوطنها قبيلتا "حاشد" و"بكيل" كبرى قبائل البلاد، ووفقاً لزعماء قبليين، فإن تصفية جماعة الحوثي المشايخ المنخرطين بصفوفها يستهدف تغير البنية الاجتماعية للقبائل وسياسة إرهاب بقية زعماء القبائل من ذات المصير، حال رفضوا واقع الذل والعبودية.
 
 

حال اللادولة

وقال خُبراء ومُتابعون، إن جماعة الحوثي تُسابق الزمن لاستغلال تهدئة السلام الهش في تصفية منافسيهم وخصومهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث نفذت الجماعة في الآونة الأخيرة اختطافات وتصفية لقيادات مجتمعية وقبلية وقضائية وسياسية وعسكرية، بينما اعتبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن ما يحدث في مناطق سيطرة الحوثي يُعبر بما لا يدع مجالاً للشك كيف يكون حال اللادولة في ظل حُكم جماعة لا تعرف للوطن والوطنية طريق وكُل انتمائها وولائها لمن يدفع لها ويسلحها ويدعمها.