أخبار وتقارير

هدنة غزة.. دلائل انتصار المقاومة وإهانة كيان الاحتلال (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

فشلت إسرائيل في النهاية، وأقرت بأنه لا فرار من شروط المقاومة التي ذكرتها قبل تورط جيش دولة الاحتلال في اجتياح بري لقطاع غزة، أدى إلى مقتل المئات من جنود دولة الاحتلال، قنصاً وحرقاً وتفجيراً، قالها لهم أبو عبيدة وصدق كعادته "سنذيقكم أصناف من العذاب" وقد كان، فالجيش المهزوم لن يستطيع بأي حال من الأحوال تحقيق أهدافه خاصة المُتعلقة بإطلاق سراح أسراه بالقوة ورضخ لسيناريو تبادل الأسرى مع المقاومة.

 

آمال إسرائيلية غير مُمكنة في الانتصار

تعتبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) _وفق ما أكده أبو عبيدة المتحدث باسم جناحها العسكري كتائب القسام- أن ما وافقت عليه إسرائيل من هدنة هو نفسه ما عرضته الحركة قبل 3 أسابيع، مما يعني ضمنيا أن إسرائيل أضاعت وقتاً كثيراً لتعترف ضمنيا بأن آمالها في تحقيق انتصارات غير ممكنة، أما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فيقدم رواية أخرى ويقول إن ما تم الاتفاق عليه أفضل مما قُدم لإسرائيل قبل أسبوع.

 

تعرية الرواية الإسرائيلية

لم يكن التمنع من الوصول إلى الهدنة خياراً إسرائيلياً فحسب، بل كان حتى وقت قريب خياراً غربياً عاماً، إذ تعالت أصوات رسمية من دول عديدة تدافع عن حق إسرائيل في مواصلة عملياتها من أجل محق حماس، كما ظلت إسرائيل ترفض السماح بأي هدنة أو توقف للقتال قبل عودة المحتجزين، قبل أن تبدأ الصورة في الانقلاب، وتضج شاشات العالم بصور المأساة والدمار الذي فجرته القنابل الإسرائيلية على رؤوس الأطفال والمرضى في المنازل والمستشفيات والمساجد، وقد أسهمت مشاهد الدمار الوحشية في تعرية الرواية الإسرائيلية، وأعادت تشكيل الرأي العام الغربي تجاه ما يجري في غزة، إذ كانت تلك المشاهد أصدق مما تقدمه إسرائيل.

 

خسائر إسرائيلية عسكرية فادحة

كما أن حجم الخسائر التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي ومن مسافة الصفر، وحجم خسائره في الأرواح والعتاد، كان هو الآخر دافعاً لإعادة التفكير والانحناء أمام عواصف الضغط الداخلي والخارجي وخسائر الميدان، فحسب الرواية الإسرائيلية ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين منذ التوغل البري في القطاع إلى 44 قتيلا، بينما ارتفع الإجمالي منذ 7 أكتوبر إلى 361 قتيلاً (وهو رقم يُمكن ضربه في 10)، وبينما لم تعلن إسرائيل عن خسائرها في المعدات العسكرية خلال التوغل في غزة، قال ناطق القسام، أبو عبيدة: "وثقنا حتى الآن تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية تدميراً كلياً أو جزئيا".

 

انتصار للمقاومة

أكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق فيصل الفايز، أن الوصول إلى هدنة في قطاع غزة، يشكل انتصاراً للمقاومة الفلسطينية وحركة حماس، التي استطاعت فرض شروطها على قادة دولة الاحتلال الإسرائيلي، مُشيراً إلى فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في فرض شروطه ولم تستطع قوات الاحتلال إحراز أي تقدم عسكري في حربها على قطاع غزة بعد قرابة شهر ونصف الشهر من العدوان، سوى استمرارها بارتكاب المجازر الوحشية وجرائم الحرب بحق الأطفال والنساء والمدنيين.

 

إهانة للكيان الصهيوني

قال الباحث السياسي معين مناع، في تصريحات صحفية، إن التوصل إلى الاتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة -الذي أعلن اليوم الأربعاء- يمثل ثمرة انتصار للمقاومة الفلسطينية التي استطاعت أن تحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي في بقعة محددة وأن تستنزفها، بما يمثل إهانة "للكيان الصهيوني"، وتهديداً للنفوذ الأميركي في المنطقة، ووضع الجهود البريطانية والفرنسية التي استمرت 200 عام في مهب الريح.

 

حكومة نتنياهو لم تحقق شيئاً

وشدد الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، في تصريحات صحفية، على أن "حكومة نتنياهو لم تحقق شيئاً من كل مطالبها السابقة والتي تمثلت بإطلاق سراح كل المحتجزين والأسرى بدون مفاوضات ولا مقابل، وتصورت أنها قادرة على تحقيق هذا الهدف عبر المجازر والإبادة والعقوبات الجماعية والضغط العسكري المكثف، كما أخضعت إطلاق سراح الأسرى للهدف الأساسي الذي أعطته الأولوية وهو القضاء على "حماس" التي صورتها مثل داعش، ومرة أخرى هذا كله لم يتحقق".

 

فشل إسرائيل في سحق حماس

الكاتب والمحلل محمد القيق، أكد أن "الهدنة بددت مصطلحات وغيرت مفاهيم وبدّلت أولويات، "ورغم أنها مؤقتة إلا أنها ترسم للجميع معادلات بالفعل عززتها المرحلة وباتت ملحة للجميع، وستكون باتجاه حل سياسي يطمح له الوسيط كما نجح في جغرافيا أخرى"، مُشيرًا إلى أن حماس نجحت في تثبيت عدة مبادئ أبرزها أنها تدير القطاع، وأن إسرائيل فشلت في سحقها، بل تحولت إلى قوة مركزية يتم معها هدنة وتبادل وتفاصيل على الأرض".