اليمن في الصحافة

إعلان مرتقب من السعودية باتفاق مع الحوثيين يغلب الاقتصاد على السياسة


       

صعد الحوثيون هجماتهم على مواقع الجيش اليمني في عدد من الجبهات خلال الأيام الماضية بمحافظات تعز ومارب والحديدة والضالع، في الوقت الذي تجري فيه محادثات غير معلنة في السعودية، وتشير المصادر أنها تواجه عقبات عديدة في المسار السياسي فيما يبدو الجانب الاقتصادي الأقرب للتوافق بين الحوثيين من جهة وبين السعودية والحكومة الشرعية من جهة أخرى.

 

وكشف المجلس الانتقالي الجنوبي عن تقدم في المفاوضات بين الرياض وصنعاء والتي سبق وتم تجميدها مدة طويلة إضافة لانشغال المنطقة بالحرب في فلسطين.

 

وذكرت مصادر مقربة من الانتقالي عن تقدم في الملف اليمني وإعلان مرتقب من السعودية بتغييرات على صعيد السلطة التابعة للتحالف السعودي، إضافة إلى إعلان استئناف تصدير النفط اليمني الخام، ما يعني أن هناك اتفاقات غير معلنة جرت بين صنعاء والرياض بشأن النفط الخام الذي سبق أن اشترطت صنعاء منع نهبه ووقف تصديره وعدم استئناف التصدير إلا بإعادة إيرادات النفط إلى اليمن وتسليم رواتب موظفي الدولة منها شمالاً وجنوباً.

 

وقال القيادي الإعلامي في الانتقالي صلاح بن لغبر في منشور على حسابه بموقع إكس، إنه لا يوجد اتفاق أو مقاربة متفق عليها تخص الجانب السياسي في تحركات الرياض وأن ما سيتم الإعلان عنه “يقتصر على ترتيبات اقتصادية تتعلق بالبنك والعملة والرواتب والطرقات وإعادة تصدير النفط الخام”.

وأشار بن لغبر إلى وصول المبعوثين الأممي والأميركي إلى المنطقة لهذا الغرض، متوقعاً “أن يكون هناك إعلان لوقف إطلاق نار شامل من قبل التحالف”.

 

بدوره، أكد وزير الدولة أمين العاصمة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياُ، عبدالغني جميل الاربعاء، الانباء التي تحدثت عن "اتفاق وشيك" سيعلن من السعودية بين الحكومة وميليشيا الحوثي الإيرانية.

 

وقال جميل في حسابه على منصة إكس، "هناك اتفاق كبير سيتم الإعلان عنه قريبا بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي بوساطة سعودية". واستدرك جميل "بالنسبة لي لست متفائلا لأني والجميع يعرف أن الحوثي لن يفي بأي اتفاق منذ 2004 ".

 

واعتبر جميل أن "الشيء الوحيد الذي يتفاءل به هو صرف مرتبات الموظفين وبإصرار وضغط من السعودية والحكومة الشرعية".

 

 

وكشفت مصادر إعلامية الأربعاء، عن تحضيرات قالت إنها "نهائية" تجري للتوقيع على اتفاق بين جميع الأطراف اليمنية في الرياض، وسيتم الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة.

 

وقالت المصادر إن رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وصلت إلى الرياض، في حين من المتوقع أن يصل وفد الحوثيين خلال الايام المقبلة برفقة الوفد العماني، بالتزامن مع وصول المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ ومن المرتقب وصول المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ.

 

وتابعت أن الاطراف اليمنية وبوساطة سعودية عمانية توصلت إلى "خارطة طريق سيتم تطبيقها بالتدريج وعلى فترات زمنية، حيث تقضي في شقها الإنساني الإفراج عن كافة الأسرى من كل الاطراف فتح الطرقات وتسيير رحلات من كافة المطارات، فضلاً عن تكفل السعودية بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين لمدة ستة أشهر وإعادة تصدير النفط.

 

الحوثيون اعتادوا القيام باستفزازات عسكرية والتصعيد على الجبهات بالتوازي مع مسار المفاوضات بهدف إظهار القوة والضغط لفرض شروطهم لكنهم هذه المرة وقعوا في الفخ وتكبدوا الخسائر

 

ويتضمن الجانب الاقتصادي من المفاوضات توحيد العملة وسحب العملتين من السوق وطباعة عملة جديدة ونقل مقر البنك الى صنعاء، لافتة إلى أن هذه النقطة "ماتزال محل رفض من قبل مجلس القيادة الرئاسي".

 

وبينت أنه سيتم تشكيل حكومتين في صنعاء وعدن خلال مرحلة ما بعد الاتفاق لإدارة المرحلة الانتقالية حتى الوصول الى مرحلة الحل الشامل وبعدها سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأشارت إلى أنه فيما يتعلق بـ"القضية الجنوبية"، تم اتفاق الاطراف على ترحيل اطار حلها حتى "مفاوضات الحل النهائي"، وهو ما يرفضه المجلس الانتقالي رفضا تاما.

 

واعتاد الحوثيين القيام باستفزازات عسكرية والتصعيد على الجبهات بالتوازي مع مسار المفاوضات الجارية في السعودية، بهدف إظهار القوة والضغط لفرض شروطهم، لكنهم هذه المرة وقعوا في الفخ الذي نصبوه وقتل ثلاثة من كبار القادة الحوثيين في محافظتي صعدة والضالع خلال 24 ساعة في معارك مع القوات الشرعية الجنوبية.

وأفشلت القوات الحكومية هجوما للحوثيين ليلة الأربعاء باتجاه مواقعها شمال غربي الضالع جنوب اليمن وكبدتهم خسائر كبيرة.

وأعلنت مصادر عسكرية يمنية لصحيفة “عكاظ” السعودية، أن الميليشيا خسرت ثلاثة من كبار قادتها الذين تلقوا تدريبات على أيدي قوات “الباسيج” في طهران خلال السنوات الماضية، ضمن مجموعة يقدر عددها بـ200 شخص.

وأضافت أن القياديين أبو الرضا وأبو طالب السفياني قتلا في مواجهات مع قوات الشرعية في جبهة الملاحيظ برفقة عدد من مسلحيهم، بينما قتل القيادي الحوثي حسن محمد الوشلي المكنى “أبو سليمان” مع نجله المكنى “أبو حسن” في الضالع. وأكدت المصادر أن مستشفى الثورة بذمار يستقبل يومياً عشرات الجثث من القتلى قادمة من الضالع وصعدة، وأن غالبية القتلى ينتمون إلى المحافظة.

 

وقالت مصادر عسكرية، إن مليشيا الحوثي الإرهابية شنت هجوماً على مواقع القوات الحكومية في قطاع الثوخب شمال غرب الضالع، بغطاء ناري مكثف استخدمت فيه سلاح المدفعية وقذائف الهاون والآربي جي والأسلحة الرشاشة.

وأضافت المصادر أن القوات الحكومية اشتبكت مع العناصر المهاجمة وخاضت معها معارك استخدمت فيها سلاح المدفعية وكبدتها خسائر في العتاد وأجبرتها على التراجع.