أخبار وتقارير

14 أكتوبر.. ثورة الجنوب التي أذلت أعتى قوة على الأرض (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

تمر علينا اليوم ذكرى ثورة 14 أكتوبر أو ثورة الاستقلال أحد أبرز الثورات العربية التي نجح فيها الثوار في تحرير جنوب اليمن من قوى الاحتلال البريطاني التي ظلت تحتل أراضي الجنوب لما يُقارب القرن والنصف من الزمان وبالتحديد مائة وتسعة وعشرون عاما، ليُثبت أبناء الجنوب في حينها أنه مهما طال الاحتلال سيأتي اليوم الذي ينتفض فيه الشعب ليتحرر حتى لو كان المُحتل امبراطورية لا تغيب عنها الشمس.

 

ملحمة بطولية خالدة

فقبل 60 عاماً، سطر شعب الجنوب ملحمة 14 أكتوبر البطولية الخالدة، التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء بقيادة القائد والفدائي البطل راجح غالب لبوزة لتعم كل حوضر الجنوب وأريافه وسهله ورمله وجباله، ليكتوي بنضالها ونارها المستعمر البريطاني على مدى أربعة أعوام من الكفاح التحرري المسلح وحتى الاستقلال.

 

احتفالات كبرى في عدن

وفي إطار الاحتفالات الوطنية الكبرى، شهدت عدن احتفالات ضخمة بمناسبة الذكرى الستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، حيث  خرج المواطنون بأعداد كبيرة إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم وفخرهم بهذه الثورة التاريخية التي أدت إلى استعادة استقلال الوطن وتحقيق الحرية والكرامة، وتوجه المواطنون إلى ساحات الاحتفال المختلفة، وتم تنظيم فعاليات متنوعة للاحتفال بالمناسبة الوطنية الهامة.

 

نبتة شيطانية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي،  في خطاب له بمناسبة ذكرى ثورة «14 أكتوبر»، شدد على ضرورة توحيد صف اليمنيين لاستعادة دولتهم، واصفاً الجماعة الحوثية بـ«النبتة الشيطانية»، مع تأكيده التزام المجلس الذي يقوده بدعم مساعي السلام والإصلاحات الاقتصادية والمؤسسية.

 

معركة استعادة صنعاء

ووصف الرئيس رشاد العليمي، مدينة عدن بأنها «تقود اليوم معركة استعادة صنعاء، والتحرر والخلاص من الإماميين الجدد المدعومين من نظام الملالي في إيران»، مشيراً إلى أن الجماعة الحوثية «لن تدخر جهداً للمضي في مغامراتها المدمرة للشمال، والجنوب على حد سواء»، مُتهمًا الجماعة بأنهم «رفضوا كل المبادرات من أجل تخفيف المعاناة، وتوسيع المشاركة في الحقوق السياسية، والتخلي عن العنف والسلاح، وتمسكوا بكل ما يمكن أن يدمر، ويعمق الانقسام والفُرقة».

 

مراحل نضالية

ثورة 14 أكتوبر مرت بمراحل نضالية بين تفجر الثورة في أكتوبر 1963 وحتى إعلان الاستقلال رسميًا ورحيل آخر جُندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر 1967، انتقلت من ردفان إلى مناطق أخرى في الجنوب، استخدم الانجليز في محاولة وئدها كُل أنواع الأسلحة المتطورة، إلا أن صمود ثوار الجنوب حال دون ذلك، فشروق فجر أكتوبر سبقه انتفاضات في مختلف مدن الجنوب، وحركة احتجاجات طلابية ونقابية واسعة، وتنظيمات سرية اعتمدت الكفاح المُسلح لمواجهة الاحتلال وأدواته المحلية، ومؤتمرات عُقدت لتدارس انطلاق الثورة وتنظيم مسارها.

 

تضحيات عظيمة لأبناء الجنوب

وخلال أربع سنوات من الكفاح، قدم أبناء الجنوب، أعظم التضحيات في سبيل الخلاص من جحيم المستعمر البريطاني بمشاركة مختلف الأطياف والتوجهات والتكوينات من الفعاليات الطلابية والنسائية والنقابية في مسيرة النضال من خلال المظاهرات والإضراب والكفاح المسلح، لتُكلل الثورة بالاستقلال وتعم الفرحة كل قرى ومدن اليمن شمالا وجنوبا.

 

عنوان الجنوب

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قال نُشطاء، إن أكتوبر هو عنوان الجنوب، وبوابة الوصول إلى سجل بطولات شعبه وأرشيفه وذاكرته الوطنية إلى حاضره وأهدافه وثوابته، وأشاروا إلى أن الاحتفالات بالعيد الوطني الـ60، لثورة 14 أكتوبر 1963م الخالدة، لا يجب أن تتوقف عند الاحتفالات والفعاليات الرمزية رغم أهميتها، بل يجب أن تستخلص منها الأجيال مزيدًا من الدروس والعبر.

 

واحدية الهدف والمصير

من جانبه قال الدكتور عارف الحوشبي عبر مقال له: "نقول للتاريخ إنه كما هب أبناء جنوب اليمن للدفاع عن الثورة في شماله وساهموا وساعدوا في إسقاط الإمامة قبل ثورة أكتوبر بعام واحد، نجد أن الأرض في شماله كانت هي الجغرافيا الأولى للثوار وبها موطىء الأقدام التي انطلقوا منها إلى الجنوب وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على واحدية الهدف والمصير على الرغم مما يحصل من سلبيات وأخطاء مشوهة لذلك.