أخبار وتقارير

اعتقال الحوثيين لأبي زيد الكميم بين الجَهل بقدر المعلم وعدم قدرة الجماعة على إسكات المعلمين (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

لا تزال مطالب المُعلمين تُسبب أزمة كبيرة لجماعة الحوثي على كافة المستويات، فلم تستطع الجماعة حتى الآن رغم كُل ما تملكه من أدوات قمع، لم تستطع إسكات صوت المُعلم الذي يُطالب فقط بحقوقه المشروعة، التي تسطوا عليها قيادات الجماعة.

 

اعتقال الحوثي لأبي زيد الكميم

وجاء اعتقال من عناصر جماعة الحوثي لرئيس اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين أبو زيد الكميم، ضمن الإجراءات التي تعمد الحوثيون اتخاذها؛ بهدف كسر إضراب المعلمين، وإنهاء أكبر تحدٍ واجههم بشأن مطالب الموظفين برواتبهم التي قُطعت منذ 7 سنوات، وهو ما آثار غضباً عارماً بين جموع المعلمين بل والشعب اليمني.

 

إدانة الحكومة لاعتقال الكميم

الحكومة من جانبها، دانت على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، إقدام الحوثيين على اختطاف رئيس نادي المعلمين بعد محاصرة منزله في العاصمة صنعاء، واقتحامه، وإطلاق النار عليه بشكل عشوائي وترويع أسرته، على خلفية مطالباته بصرف مرتبات المعلمين.

 

جريمة نكراء

ووصف الوزير الإرياني اعتقال النقابي أبي زيد الكميم بـ«الجريمة النكراء»، وقال إنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد نفذ الحوثيون منذ انقلابهم «أبشع الجرائم والانتهاكات في حق الكادر التعليمي في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتهم، من قمع وتنكيل وسياسات الإفقار والتجويع الممنهج، ونهب المرتبات طيلة 9 أعوام، وتجريف العملية التعليمية ضمن مخططهم لهدم وتجريف مؤسسات الدولة».

 

ممارسة ضغط حقيقي على الحوثيين

وعلى جانب آخر، طالب الإرياني، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمبعوث الأممي، بإدانة واضحة وصريحة، وممارسة ضغط حقيقي على الحوثيين؛ لإطلاق سراح رئيس نادي المعلمين فوراً، ووقف سياسات الإفقار والتجويع الممنهج بحق الكادر التعليمي، ونهب الجماعة المنظم لإيرادات الدولة، وإلزامها بتخصيصها لصرف مرتباتهم بانتظام وفق قاعدة بيانات الخدمة المدنية لعام 2014.

 

نهب أربعة تريليونات و620 مليار ريالاً يمنياً

وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، ندد أيضًا بعدم استجابة الجماعة لمطالب المعلمين وباقي موظفي الدولة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، وقال إنها خصصت إيرادات الدولة المنهوبة لمصلحتها، التي تقدر خلال عامي 2022 و2023 بأربعة تريليونات و620 مليار ريالاً (الدولار يعادل نحو 560 ريالاً)، من قطاعات الضرائب، والجمارك، والزكاة، والأوقاف، والنفط، والغاز، والاتصالات.

 

الجهلة لا يقدرون المُعلم

من جهته طالب وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، الحوثيين بإطلاق رئيس نادي المعلمين، قائلًا: "يجب أن تطلقوا رئيس نادي المعلّمين اليمنيين، لم تتعلموا درساً، ولا يبدو أنكم ستتعلمون، تسجنون تربوياً كبيراً بعد الهجوم على بيته في صنعاء عقاباً له على مطالبته بمرتبات المعلّمين، أبو زيد الكميم ضمير كل مُعلّم ومتعلّم في هذه البلاد ووحدهم الجهلة لا يُقدّرون المعلّم ولا يأبهون للتعليم".

 

تعهد باستمرار الإضراب

ونددت اللجنة التحضيرية لنادي النقابات المهنية، بأشد العبارات، بما قامت به سلطات الحوثيين ضد الكميم، وقالت إن ذلك «تجنٍ واعتداء ضد كل المطالبين بحقوقهم وفقاً للدستور وقانون الوظيفة العامة»، مُطالبة «جميع منتسبي النقابات بالتضامن مع الموظفين»، في حين تعهد النادي باستمرار الإضراب وتصعيده حتى الاستجابة لمطالبه، وندد باعتقال رئيسه.

 

مُطالبات بالتدخل للحماية من الحوثيين

على جانب آخر، ناشدت الأمانةَ العامةَ لاتحاد نقابات عمال الجمهورية، والنائب العام، والنخب السياسية والاجتماعية كافة «التدخل للضغط على الحوثيين للإفراج عن أبي زيد الكميم والمعتقلين كافة على ذمة المطالبات بالحقوق الوظيفية».