أخبار وتقارير

الموقف اليمني من "طوفان الأقصى" بين الدعم الحكومي والشعبي والسخط من موقف الانتقالي (تقرير)


       
تقرير عين عدن – خاص:
 
مسيرات في الشوارع ودعم وإشادة من قبل الحكومة والأحزاب، واحتفاء بوجود يمنيين ضمن شُهداء فصائل المقاومة الفلسطينية، وإدانة لتصرفات دولة الاحتلال التي أوصلت الأمور إلى هذا المستوى، هكذا كان الرد الرسمي والشعبي في اليمن على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية اتجاه الأراضي المُحتلة وعلى رأسها مستوطنات غلاف غزة.
 
الحكومة تحمل إسرائيل المسؤولية وعلى لسان وزارة الخارجية، دعت إلى حماية المدنيين ووضع حداً لاستفزازات قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاتها المتكررة على الشعب الفلسطيني ومقدساته، التي طالما حذر الجميع من تبعاتها ونتائجها، كما أكدت على موقف اليمن الثابت من العمل على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة، وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 

درسًا لن ينساه الكيان الصهيوني

 
وفي نفس الإطار، قال وزير الشباب والرياضة نايف البكري، إن المقاومة تلقن الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين درسًا لن ينساه بعد الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة ضد الشعب والمدن في فلسطين"، مؤكدًا أن هذا الاحتلال لن يردعه سوى القوة والمقاومة حتى يرحل من فلسطين".
 
 

دعم حزبي وتأييد لطوفان الأقصى

 
من جانبه، أعلن التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية (يجمع أكبر وأبرز الأحزاب اليمنية)، دعمه وتأييده لعملية “طوفان الأقصى”، باعتبارها الدفاع عن الوجود الفلسطيني وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية الشعب الفلسطيني والقيام بمسؤولياته لإجبار الاحتلال على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية وإرادة السلام.
 
 

رد فعل مشروع

 
وأكد التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية، أن عملية “طوفان الأقصى” جاءت كردت فعل مشروع على استمرار الكيان الصهيوني في اعتداءاته الهمجية على الفلسطينيين، وبالذات الاعتداءات التي طالت خلال الأشهر الماضية، المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، والتوسع الاستيطاني المستمر في الضفة، والذي بات يسد كافة أبواب السلام.
 
 

دعم صمود الشعب الفلسطيني

 
وقال التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية في بيانه "إننا كقوى سياسية في الجمهورية اليمنية، نضم أصواتنا إلى أصوات جماهير شعبنا العربي وأمتنا الإسلامية وأحرار العالم لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتأييد حقه في الدفاع عن نفسه، وحقه في المقاومة والنضال للتحرر من الاحتلال الصهيوني الغاشم وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وعودة اللآجئين إلى أرضهم وديارهم واستعادة حقوقهم المشروعة".
 
 

تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية

 
وحمل التحالف الوطني للأحزاب اليمنية، الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة تجاه ما يجري في أرض فلسطين المحتلة، من اعتداءات وانتهاكات للمقدسات وتجريف للهوية العربية الإسلامية في القدس وبقية المدن المحتلة.
 

مسيرات داعمة للطوفان الأقصى في اليمن

 
وعلى جانب آخر، شهدت مُحافظات اليمن، عدن وصنعاء وشبوة وتعز والبيضاء وإب وكُل المُحافظات اليمنية، مظاهرات ومسيرات احتفالية كبيرة بعملية طوفان الأقصى، مؤكدين دعمهم للشعب الفلسطيني في استعادة دولته وعاصمتها القدس، كما تبادل النُشطاء اليمنيون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عددا من جنود الاحتلال الإسرائيلي في قبضة "القسام" خلال معركة طوفان الأقصى.
 
 

يمنيون ضمن شهداء طوفان الأقصى

 
ومن بين قرابة 400 شهيداً فلسطينياً ثلاثة شهداء من أصول يمنية ضمن “كتائب القسام” التابعة لحركة حماس، قضوا خلال عملية “طوفان الأقصى” هم: “إبراهيم عدنان جراد” (34 عامًا) و “محمد موسى أبو طويلة” ، وإبن عمه “رابح أبو طويلة”، حيث تداول ناشطون باحتفاء على التواصل الاجتماعي صورا للشهداء، الذين ينتمون لمحافظتي الجوف ومأرب.
 
 

سخط من موقف الانتقالي وصحفييه وإعلامييه

 
وفي موقف مُخالف للإجماع اليمني (على مستوى الشرعية)، لم يُعبر المجلس الانتقالي الجنوبي عن موقفه اتجاه "طوفان الأقصى"، كما أثار صحفيو وإعلاميو المجلس موجة سخط شعبية بتراخيهم عن اتخاذ موقفاً حازمً بشأن الوقوف مع القضية الفلسطينية، فيما ذهب البعض منهم إلى تأويلات بعيدة كل البعد عن أهمية العملية التي قامت بها المقاومة الفسطينية.
 
فعلى سبيل المثال قال الصحفي المقرب من الانتقالي هاني مسهور، إن ‏استخدام حماس والجهاد لعرقلة التطبيع السعودي الإسرائيلي يؤكد أن الشرق الأوسط لن يهدأ بوجود هذه الجماعات الدينية المتطرفة من جميع الأديان، أما وضاح بن عطية عضو الجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، فقد دعا، إلى إعلان الاستعداد والنفير العام على كل الجبهات والمحاور، زاعماً بأن ” الحوثيين والإخوان” سوف يعلنون مايسمونه مساندتهم للمقاومة الفلسطينية في عملية ‎#طوفان_الاقصى ولأنهم أكبر الكذابين في العالم سوف يهاجمون عدن وحضرموت والجنوب بذريعة محاربة إسرائيل”.
 
 

استعداد الانتقالي للتطبيع

 
وبحسب مراقبون، فإن مواقف ناشطي الانتقالي من الصراع العربي الإسرائيلي يعد امتداداً لمواقف قياداته الذين باركوا التطبيع مع دولة الاحتلال، كما أعلن رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، استعدادهم للتطبيع، حين تمنحهم الأمم المتحدة دولتهم في جنوب اليمن، خلال مقابلة بثتها قناة روسيا اليوم.