زرع الحوثي الشيطاني، المُتمثل في الألغام، أخطر ما قامت به الجماعة المدعومة من إيران في مواجهة الشعب اليمني، وهو ما تسبب في إعاقات ووفيات بالآلاف، فلم تُفرق هذه الألغام الحوثية بين شباب أو نساء أو أطفال أو رجال، إلا أن تدخل المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام"، حرم الحوثي إلى حدًا كبير من السلاح الذي أرادت من خلاله إبادة المواطنين اليمنيين وتحويلهم إلى عجزة لا يقدرون على شئ.

 

 

اليوم، أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام"، عن نزع أكثر من 417 ألف لغم وعبوة ناسفة كانت الحوثي قد زرعتها، خلال نحو خمسة أعوام، حيث صرّح مدير عام المشروع أسامة القصيبي، إنه "تم تطهير الأراضي اليمنية من 417.103 لغم وذخائر غير متفجرة وعبوات ناسفة حوثية بواسطة فرق مسام، منذ يونيو 2018، وحتى 23 سبتمبرالماضي.

 

 

المسؤول السعودي أضاف أيضًا: أنه "تم تفجير ما نُزع من ألغام بواسطة الفرق المختصة أمام مرأى العالم بالصوت والصورة، مُشيرًا إلى أن فرق "مسام" قامت بتطهير 50 مليون متر مربع بالكامل، مبينا أن "كل شبر فيها شاهد على جرائم الحوثية في حق اليمن"، متهما الحوثي بالاستمرار في زرع الألغام، قائلًا: "تتسارع عمليات زراعة الألغام الحوثية ويتسع نطاقها، بعد كل هدنة نكتشف المزيد منها".

 

 

وأوضح القصيبي أن "ألالغام وثابة ومتشظية وعبوات مموهة، فمن الصعب تخيل أن هناك من يفخخ علب الفول ليقتل بها الأطفال والنساء والشيوخ في الجوامع والمدارس والمزارع وحول آبار المياه".

 

 

وبحسب القصيبي، وهو أول عربي وسعودي حاصل على شهادة إدارة عمليات نزع الألغام من الأمم المتحدة، فإن 85 في المائة من الألغام التي نزعتها فرق «مسام»، محلية الصنع، وتم تطويرها لتلحق أكبر ضرر ممكن تجاه المدنيين، مُشيرًا إلى أن فرق «مسام» تواجه «حرباً» ضد الألغام الحوثية الموجودة في اليمن. 

 

 

ووصف القصيبي مشروع «مسام» بالخطوة الجريئة من القيادة السعودية، التي بفضلها أقيم مشروع لنزع الألغام لأول مرة في التاريخ خلال حرب دائرة، حماية للشعب اليمني وليعيش بسلام بعيداً عن الألغام والعبوات الناسفة، داعيًا جميع المنظمات العاملة في اليمن إلى نشر كل بياناتها وتوثيق أعمالها، ليتعرف العالم على حجم الكارثة التي يعيشها اليمن من خلال إصرار الحوثي على قتل المدنيين عبر زراعة الألغام العشوائية.

 

 

وأكد القصيبي، أن فرق مشروع «مسام» التي تعمل في أكثر من 11 محافظة يمنية تكتشف مزيداً من الألغام الحوثية التي تزرع بطريقة عشوائية بعد كل هدنة، وأضاف بقوله: «عمليات زراعة الألغام الحوثية تتسارع ويتسع نطاقها، وفرق المشروع تكتشف مزيداً منها بعد كل هدنة».

 

 

واليوم على سبيل المثال لا الحصر، قُتل مواطن وزوجته وطفلهما، جراء انفجار لغم حوثي في محافظة الحديدة، حيث قالت مصادر محلية، إن رجلا وزوجته وطفلهما البالغ من العمر سبعة أعوام قتلوا بانفجار لغمين متصلين بسلك معدني كانت قد زرعتهما عناصر الحوثي، في مدخل منزلهم في منطقة الجبلية جنوب مدينة التحيتا.

 

 

لا أرقام حقيقية لضحايا ألغام الجماعة ومخلفات الحرب، غير أن تقارير المنظمات الدولية تشير إلى سقوط أكثر من 9 آلاف ضحية، خلال السنوات الماضية، في وقت ما يزال عدد الضحايا يتصاعد يوميا بفعل زراعة الجماعة أكثر من مليوني لغم في المحافظات، التي اجتاحتها.

 

 

وفي 5 سبتمبر الماضي، دعا رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي، الأمم المتحدة إلى إعادة النظر في دعمها الموجه للحوثيين في مجال نزع الألغام، و"إلزامها بالتوقف عن زراعة المزيد من الألغام الأرضية"، وذلك بعد إعلان الجماعة في 7 أغسطس، تسلمها 300 جهاز كاشف وماسح ألغام من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بقيمة 750 ألف دولار.

 

 

وتتهم الحكومة الشرعية، جماعة جماعة الحوثي بـ"زرع أكثر من مليونين ونصف المليون لغم في أكثر من 15 محافظة، مختلفة الأنواع، بين مضادة للأفراد والمركبات وألغام بحرية".

 

وكانت الولايات المُتحدة الأمريكية، قد دعت في أبريل الماضي، جماعة الحوثي، إلى تسليم خرائط الألغام التي زرعتها في اليمن، كما حضت طهران على دعم حل سياسي في اليمن، حيث قالت السفارة الأميركية في بيان مقتضب على "إكس": "في اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام، والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام، نحزن على اليمنيين الذين قتلوا وأصيبوا بسبب الألغام"، داعين الحوثيين إلى تسليم الخرائط المتعلقة بالألغام".