أخبار وتقارير

فشل مشروع خدمي جديد كشف الفساد.. أزمة مياه عدن بين التربح من ورائها وحلول لوئدها (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص:

لازالت أزمة فشل تشغيل المشروع الخدمي الجديد في مدينة كريتر، التابعة لمديرية صيرة، بعدن، تُثير الجدل والغضب في العاصمة عدن ، خاصةً مع تسبب فشل تشغيل المشروع في أزمة مياه بمديرية صيرة ومن ثم عدن،  والكشف عن أن المشروع تكلف مليار و600 مليون ريال، وهو ما يُعد إهدار مال عام وعدم تحمل مسؤولية من قبل المسؤولين عن تنفيذ المشروع، في وقت تئن فيه البلاد من أزمة اقتصادية ومالية كبيرة.

 

واقعة فساد كبيرة

من جانبه، وصف الإعلامي التربوي برهان مانع، أزمة الفشل في تشغيل المشروع الخدمي الجديد بـ"واقعة الفساد الكبيرة"، حيث أشار إلى أنها تمت على حساب شبكة خط المياه الرئيسية بمدينة كريتر، وهو ما تسبب حسب علمنا بأزمة مياه في مديرية صيرة بالكامل.

 

مشروع الاحتلال يعمل منذ 70 عامًا

تحدث الإعلامي التربوي برهان مانع، عن أن الخط الرئيسي القديم لتموين المياه لمدينة كريتر التي أنشأ عام 1954 في عهد الاحتلال البريطاني، تعمل منذ 70 عامًا وحتى الآن بوتيرة عالية في ضخ المياه، بينما المشروع الجديد لم يمر على بنائه أكثر من شهرين وتوقف عن العمل وفشل في ضخ أي مياه، موجهًا تسائولات  للمسئولين بعدن عن سبب استمرار المشروع البريطاني في العمل منذ 70 عامًا، بينما الحديث لم يعمل إطلاقًا.

 

اتهامات لمسؤولين محليين

الإعلامي التربوي برهان مانع أشار أيضًا إلى أن المشروع أنشأ بتكلفة كبيرة جدًا من خلال مقاول بالباطن لقيادات داخل المؤسسة المحلية للمياه بدل من إرساء العمل لشركة عالمية للتنفيذ، طارحًا تساؤلات مثل: لماذا لا يتم التحقيق والمُكاشفة مع المتلاعبين بخدمات المواطن في عدن، ولماذا الصمت على الفساد يا قادة، في إشارة إلى قيادات السلطة المحلية؟.

 

مطالبات بالتحقيق

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ناشد عدد من المواطنين نائب مُحافظ العاصمة عدن - أمين عام المجلس المحلي بدر معاون سعيد، بسرعة تشكيل لجنه مُحايدة للتحقيق في فشل مشروع تشغيل خط مياه جديد في مديرية صيرة بعدما تكلف مليار و600 مليون ريال، وذلك استجابة لطلب الدكتور محمود جرادي، مدير عام مديرية صيرة.

 

نشطاء يصبون غضبهم على محمد باخبيرة

وعلى مواقع التواصل أيضًا، صب نُشطاء غضبهم على مُدير مؤسسة المياه والصرف الصحي في العاصمة عدن المهندس محمد باخبيرة، واعتبروه المسؤول عن هذا الفشل بسبب عدم استعانته بشركات كبيرة لها سابقة أعمال قوية وفشله في تطوير أداء عُمال مؤسسة المياه والصرف الصحي مما تسبب في الوصول إلى هذا الحال من خسارة مليار و600 مليون ريال على الدولة.

 

مُطالبة لملس بالتحقيق في فشل تشغيل المشروع

وعلى جانب آخر، طالب نُشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، مُحافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، بالتحقيق في الأمر والاهتمام بالقضية أشد اهتمام ومُحاسبة المتورطين في هذا المشروع الفاشل الذي تسبب في خسارة مئات الملايين من الدولارات، الدولة في أشد الحاجة إليها، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها البلاد، وخط الفقر الذي أصبح يُهدد الملايين من المواطنين في عدن وغيرها.

 

متربحون وراء الأزمة

الناشط عبدربة الزهري، أدلى بدلوه أيضًا، وتحدث عن أن أزمة مياه عدن (التي تسبب فيها المشروع الجديد) لن تنتهي حتى لو تخلت بيونج يانج عن برنامجها النووي وانتهاء أزمة القضية الفلسطينية، وذلك لأن الأزمة (حسب قوله) أصبحت مشكلة ربحية مصطنعة تدر على القائمين عليها أموال ومكاسب مادية طائلة وأصبحت مصدر نعمة وثراء لكثير من مرضى النفوس والمنتفعين والمتنفذين، الذين يسطون على  ملايين الدولارات التي دعمت بها المنظمات الدولية حل أزمة مياه عدن.

 

حلول للأزمة

الزهري لم يكتفي بالانتقاد ووضع حلول للأزمة من شقين، الأول أن يكون هُناك رقابة من الحكومة ويتم مُحاسبة وسجن كُل من يثبت تورطه بالتلاعب بهذا الخصوص ومتابعة كل ريال ودولار تم رصده لحل هذه المشكلة (أين صُرف ومن صرفه وكيف تم صرفه؟)، والثاني مُجتمعي من خلال خروج مواطنو عدن للتظاهر السلمي أمام بوابات وزارة المياه، والمحافظة، والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي والمطالبة بإقالة كل الفاسدين وسجنهم وإلزامهم بإعادة كل ماتم نهبه من دعم خاص بهذا الأمر.

 

توجيه كلمة لمُحافظ عدن

ووجه عبدربه الزهري، في نهاية حديثه كلمة لمُحافظ عدن أحمد حامد لملس قال فيها: أخي المحافظ كونك شرعا ولي أمر أبناء محافظة عدن، نقول لك يا ولي الأمر مازالت الكرة في ملعبك والبلد مازالت مليئة بالشرفاء والكفاءات العالية والنزيهة، وعليك اختيار البديل المُناسب بأسرع وقت ممكن، حتى لاتكون انت وحدك "ذات يوم" مُحاسب أمام أحكم الحاكمين، وقبل ذلك في وجه المدفع الشعبي الغاضب .

 

فشل المشروع وراء أزمة مياه صيرة

وكان الدكتور محمود جرادي، مدير عام مديرية صيرة، قد كشف في لقاء رسمي حول أزمة المياه في المديرية، أن سبب الأزمة تشغيل الخط الجديد الذي تم تجريبه بعد أن تم سفلتت الشارع، وهذا خطأ حسب قوله حيث حدثت كسور عديدة، وبعد محاولات كتيرة لتشغيله فشل التشغيل، وتم إيقاف الخط الجديد والتحويل إلى الخط القديم، مشيرا إلى رفعه مذكرة رسمية لمحافظ عدن للمطالبة بتشكيل لجنة للتحقيق حول المشروع الجديد.