أخبار وتقارير

منى صفوان: هناك انشقاق في صفوف جماعة الحوثي كشفتها الأحداث الأخيرة


       

قالت الكاتبة الصحفية والناشطة اليمنية منى صفوان، إن صراع الأجنحة داخل جماعة الحوثي بصنعاء، اشتغل مؤخرًا، وشق الجماعة إلى نصفين، بعد التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة التي شهدتها البلاد.

              

أجنحة متعددة

 

وبشأن ذلك أشارت إلى أن "وفد سياسي يذهب للتفاوض والتشاور في الرياض ، وجهاز عسكري يهاجم الحدود السعودية ، قسم يتحدث ويصرح للصحف السعودية عن الاجواء الايجابية ، وقسم يلوح بالرد والانتقام، وقيادة حوثية تلتقي وزير الدفاع السعودي لأول مرة، وقيادة عسكرية حوثية تهدد الأمن القومي والدفاعي السعودي!! فما الذي يحدث !".

 

وأضافت صفوان في مقال لها أن "الجماعة تطير باجنحة متعددة، وهذا هو اختبارها الحقيقي للصمود في وجه التغيرات الدولية والاقليمية، وهي ايضاً فرصة الخصوم والأعداء والمتربصين". حسب تعبيرها.

 

وأشارت إلى التنديد الدولي والأممي والإقليمي، بالهجوم الحوثي على الحدود السعودية الذي أسفر عن إصابة ومقتل عدد من جنود التحالف" وقالت: "وهذا قد ينسف خطوات الحوثيين باتجاه الرياض، مع أن الأمر مازال يبدو تحت السيطرة، بسبب عدم ردّ وتصعيد التحالف عسكرياً".

 

وأضافت : "لقد كان الرأي العام في اليمن والخليج مهيأ لاستقبال خبر اتفاقية وقف إطلاق النار في اليمن، بعد الزيارة الحوثية الناجحة للرياض".

 

بداية العد التنازلي

 

وأردفت: "وكان العد التنازلي قد بدأ، وبُحثت التفاصيل ، وتوجت المشاورات بلقاء "وفد صنعاء" بالامير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، وبعدها حديث ولي العهد عن خطة السعودية للاستثمار في اليمن، وكانت الأمور مُبشرة، ولم يتبق إلا الإعلان الرسمي، وبدء مرحلة التفاوض السياسي، ولكن مع مغادرة وفد صنعاء (الوفد الحوثي) ، وإنهاء زيارة ناجحة ووسط اجواء ايجابية، اشتغلت الحدود مجدداً، في مفاجأة صادمة وتطور عسكري عسكري".

 

ولفتت إلى أن "الهجوم على التحالف في الحدود، لم يتم تبنيه اعلامياً أو سياسيا بشكل كالمعتاد، ولم يسوق كبطولة، مما يوشي بحقيقة الصراعات الخفية داخل الجماعة، التي تواجه تحدياً غير مسبوق".

 

وتساءلت الناشطة منى صفوان: "اذاً مع من ستتفق السعودية، هاهم الحوثيون يكرسون ذات النظرة النمطية عنهم، بانهم جماعة خارج الدولة، واهل حرب، وغير جادين بالسلام، وبقدمون أنفسهم كعصابة ومليشيا، وليس كدولة".

 

تساؤلات ومفاجآت قادمة

 

وتابعت: "فبعد اللقاء بوزير الدفاع السعودي، وهو حدث سياسي لافت، كان على العلاقات ان تسير باتجاه آخر، فهذه نقطة فارقة في تاريخ الجماعة، وكان عليهم اتخاذ مسار سياسي أكثر جدية ورزانه، وبناء ثقة متينة مع الجانب السعودي، الذي يدعونه اليوم لاعادة مواصلة الحوار كما جاء باسم مسؤول الخارجية الحوثي، ولكنها ستبقى دعوة غير جادة ، وغير مسؤولة ولا يعول عليها".

 

وقالت:"وهذا هو الفرق بين الدولة والمليشيات، لذلك كان اتفاق السعودية مع إيران اسهل، من اتفاقها مع جماعات متصارعة اسمها الحوثيون ، تقدم نفسها بأنها جماعة خارجة عن القانون والمنطق والبرتكول، وكل أنواع الضوابط، وليس لها كبير!".

 

وتساءلت: "هل هناك من يريد احراج وإفشال وفد الحوثي، هل كانت الضربة ضد الجناح المتقارب مع السعودية، أكثر منها ضد السعودية، وإن كانت هذه الجماعة لا تستطيع توحيد صفوفها، وتتملص مما فعلت، ولا تجروء على المعالجة أو الاعتراف، فكيف ستشارك بحكم اليمن؟ وماهو دوّر قيادتها ممثلة بعبد الملك الحوثي شخصياً، أم أن هناك من هو اقوى منه داخل الجماعة! كلها أسئلة برسم الأيام والمفاجآت القادمة".