أخبار وتقارير

زيارة أمين مجلس التعاون والسفير الأمريكي والمبعوث الأممي لليمن.. حراك سلام تعيقه الميليشا (تقرير)


       

 

 

تقرير - عين عدن خاص:

خطوات سريعة على كافة المستويات تُبذل لإقرار السلام في اليمن، وكأن المجتمع الدولي حدثت له إفاقة مؤخرًا، يحاول من خلالها إغلاق ملف أزمة اليمن نهائيًا، ولكن لازل تعنت ميليشيا الانقلاب يقف عائق أمام أي محاولات للسلام، فالجميع يعلم أن الحوثي لا تتخذ قرارها من رأسها، وهو أمر أصبح معلوم للجميع، فعندما تحاول اي قوى دولية إقرار سلام في اليمن تذهب إلى سيد ميليشيا الحوثي القابع في إيران، الذي لازال يتمسك بتحويل اليمن لمُنطلق للإرهاب لتهديد التجارة الدولية ودول الجوار، كورقة ضغط إيرانية يستخدمها الملالي في مساومته للمجتمع الدولي حول برنامجه النووي.

 

عودة مجلس القيادة والحكومة

الحراك الدولي لإقرار السلام في اليمن ظهر جليًا مع زيارة المبعوثين الدوليين إلى الدول المؤثرة في الأزمة، بالتزامن مع عودة عدد كبير من مسؤولي الشرعية للمناطق المحررة، وعلى رأسهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، ودولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، بالإضافة لأعضاء مجلس القيادة ووزراء الحكومة.

 

حراك دبلوماسي في عدن وصنعاء

وفي الوقت الذي كان فيه وفود سلطنة عمان تنقل مطالب ميليشا الحوثي الانقلابية للمجتمع الدولي، بعد لقاءاتهم في صنعاء مع قيادات الميليشيا التي تحتل بقوة السلاح العاصمة التاريخية لليمن، كانت المناطق المُحررة التي تقع تحت سيطرة الحكومة في حراكٍ مستمر مع زيارات لمسؤولين دوليين بينهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي.

 

زيارة السفير الأمريكي لسيئون

وفي إطار مساع السلام، زار السفير الأمريكي إلى اليمن ستيفن فاجن مدينة سيئون في محافظة حضرموت، في زيارة هي الأولى لسفير الولايات المتحدة إلى المدينة منذ أكثر من عشرة أعوام، وقد استقبله محافظ حضرموت مبخوت بن مبارك بن ماضي، حيث ناقشا الجهود المبذولة لإتاحة الفرصة لسكان المنطقة للمساهمة في استقرار اليمن وأمنه وازدهاره وأهمية التوصل إلى حل سلمي وشامل للصراع في اليمن، مُشيرًا إلى وجود تطور إيجابي في عملية السلام، والتطلع إلى وقف إطلاق نار مستدام وحل شامل للصراع في اليمن بدعم من المجتمع الدولي وجهود اليمنيين أنفسهم.

 

 زيارة أمين مجلس التعاون لعدن

وفي زيارة تحمل دلالات كثيرة، زار الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، العاصمة المؤقتة عدن، في زيارة هي الأولى لمسؤول خليجي منذ نحو 8 سنوات، التقى خلالها رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، ودولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، بحث خلال هذه اللقاءات إطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن.

 

دعم مجلس التعاون لمساع تحقيق السلام

أكد البديوي "الموقف الثابت لمجلس التعاون الخليجي في دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام الشامل في اليمن استناداً إلى المرجعيات الثلاث"، مشيداً بـ"الجهود التي تبذلها السعودية وعُمان بما يحفظ لليمن سيادته ووحدته وسلامة أراضيه واستقلاله، ومؤكداً دعم "دول مجلس التعاون لمجلس القيادة الرئاسي لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد".

 

إشادة العليمي بدعم مجلس التعاون

العليمي الذي عاد إلى اليمن (29 أغسطس) قبل يومين من زيارة البديوي، أشاد "بدعم مجلس التعاون الخليجي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، وكافة الجهود الرامية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن، بموجب مرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة، وخصوصاً القرار 2216، وهي المرجعيات التي ترفضها مليشيا الحوثي المتمردة.

 

زيارة المبعوث الأممي لسيئون

وبعيدًا عن عدن وسيئون وصنعاء، زار المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، عقد خلالها مباحثات مع محافظها وعضو المجلس الرئاسي سلطان العرادة حول تطورات أزمة البلاد، وآخر مُستجدات الملفات الإنسانية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، أعرب فيها غروندبرغ عن تطلعه إلى "إحراز تقدم في العملية السياسية"، في حين شدد العرادة خلال اللقاء على دعم مجلس القيادة الرئاسي لجهود المبعوث الأممي لتحقيق السلام في اليمن، مضيفاً: "ينبغي أن يدرك المجتمع الدولي أن الحوثي بحاجة إلى عملية تهيئة ليصبح جاهزاً للسلام".

 

حراك سلام تعيقه الميليشيا

وفي الوقت الذي يتحدث فيها الجميع عن توجهات السلام وإنهاء الحرب تجد ميليشيا الحوثي الانقلابية تخرج لتُهدد بقصف المملكة العربية السعودية، وضرب حركة التجارة العالمية في مضيق باب المندب، ومساعيها الفاشلة لاختراق المناطق المُحررة من خلال هجومها المباغت على جبهة "الحد يافع" الحدودية بين محافظتي لحج والبيضاء، استخدمت خلالها مختلف الأسلحة بما فيها الثقيلة، إلا أن القوات الجنوبية نجحت بكل بسالة في صدها.

 

وفي النهاية فإن من الواضح أن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة مُنفتحان لأي مباحثات من شأنها إنهاء الحرب في اليمن وإقرار السلام، إلا أن دائمًا ما تكون الميليشيا هي العائق لأنها تعتاش على الدم وعلى الصراعات وفي بيئة غير مستقرة، فالاستقرار بالنسبة لها هو إنهاء لوجودها مثلها مثل أي تنظيم إرهابي في العالم، كما أن قرار الميليشيا ليس من رأسها بل من رأس نظام الملال الذي يمولها ماديًا واستخبارتيًا ويدرب عناصرها.