أخبار وتقارير

أبو زرعة.. المسؤول الذي يفضل أن تتحدث نجاحاته عنه بعيدًا عن ضجيج الإعلام (تقرير)


       

تقرير – عين عدن خاص:

دائمًا ما يُفضل عضو مجلس القيادة الرئاسي قائد ألوية العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحّرمي الشهير بـ(أبو زرعة)،  العمل على أرض الواقع وعلى جبهات المواجهة ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية والتنظيمات الإرهابية، عن الظهور الإعلامي والتصريحات، فالرجل يؤمن بأن العمل والإنجاز هو أفضل مُتحدث عن المسؤول، لذا فتجد الإعلام هو من يطارده ليحاول الحصول منه على تصريحات إلا أنه قليلًا ما يُدلي بأي حوار أو تصريح، وفي المُقابل فجهود أبو زرعة في قيادة العمالقة تكللت بانتصارات كبيرة وواسعة على ميليشيا الانقلاب والتنظيمات الإرهابية، حتى أن قوات العمالقة تحت قيادته أصبحت الرقم الصعب على جبهات القتال.

 

قدرة سياسية متفردة لولي العهد السعودي

وفي حوار نادر فتح فيه أبو زرعة قلبه لأحد المواقع السعودية الكبري ، تحدث فيه عن كُل ما يدور في اليمن وأجاب عن التساؤلات التي تدور في رؤوس المواطنين، فقد أشار إلى أن ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، يمتلك قدرة سياسية متفرِّدة بالموازنة بين دور المملكة الدائم كحليف موثوق، ودورها الراهن كوسيط أمين للوصول إلى سلام مع الحوثيين؛ لهذا لجأت الشرعية إلى طلب تدخل التحالف بقيادة المملكة؛ لأننا ندرك أنها السند والجار الوفي،  مُشيرًا إلى أن ولي العهد أكد خلال لقاءه مجلس القيادة دعم المملكة للشعب اليمني ولمجلس القيادة ومساندته لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية حتى التوصل إلى سلام شامل ودائم.

 

وساطة السعودية حاضرة في كل أزمات اليمن

وحول جهود الوساطة السعودية، اشار أبو زرعة إلى أن المملكة دائماً حاضرة في كل أزمات اليمن، بدئًا بالمبادرة الخليجية؛ التي أعلنتها الدول الأعضاء في مجلس التعاون بقيادة السعودية في 3 أبريل 2011م، لتهدئة الاضطرابات إبان ثورة الشباب اليمنية، والتي ساهمت بنقل السلطة في اليمن وانتهت بانتخابات رئاسية في فبراير 2012م، ثم اتفاق الرياض بين أطراف الشرعية في 2020م، وكذلك الدعوة للحل الشامل التي أعلنتها السعودية لإيقاف الحرب في 2021م، التي رفضتها الحوثي، وكذلك مشاورات الرياض، وحالياً السعودية تقود جهود الوساطة مع الأشقاء في عمان، مُشيدًا بدور وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في الإشراف والمتابعة والاهتمام بملف الوساطة السعودية في اليمن.

 

زيارة السفير آل جابر لصنعاء شجاعة سياسية وإنسانية

وأشار عضو مجلس القيادة الرئاسي أبوزرعة، أنه لا شك أن لجهود السفير محمد سعيد آل جابر، بحكم خبرته ومعرفته ودرايته بالملف اليمني وقدراته المميزة دوراً كبيراً في المضي بالجهود للنجاح، ونحن على ثقة به وبقيادة المملكة، ومثلت زيارته إلى صنعاء شجاعة إنسانية وسياسية تُحسب للسفير والقيادة السعودية؛ حيث أدرك العالم أجمع وليس فقط الشعب اليمني بأنَّ المملكة مع صُنع سلام شامل يُنهي الحرب، مُثمنًا الدور الكبير للسعودية لتحقيق السلام في اليمن،وعلى الحوثي تحكيم العقل والانخراط المباشر في مشروع السلام؛ الذي تدعو إليه الوساطة السعودية لإنهاء الحرب.

 

وعد بإنهاء المناكفات بين قوى الشرعية

وعن الصراعات السياسية في صفوف القوى السياسية بالجنوب والمناطق المحررة، توعد عضو مجلس القيادة الرئاسي قائد ألوية العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحّرمي الشهير بـ(أبو زرعة)،  بمُضي مجلس القيادة في التغيير والإصلاح والتصحيح بعيداً عن المناكفات وتصفية أي حسابات.

 

الشعب يواجه الحوثي كجسد واحد

وأفاد عبدالرحمن المحرمي أن مجلس القيادة الرئاسي يتطلَّع لحل سياسي شامل، ويطالب المجتمع الدولي بالضغط على مليشيا الحوثي للرضوخ، داعياً الحوثيين إلى تحكيم العقل والانخراط المباشر في السلام؛ الذي تدعو إليه الوساطة السعودية لإنهاء الحرب، ولفت إلى أن الشعب اليمني في الشمال والجنوب يواجه خطر الحوثي كجسد واحد، كاشفًا عن تسليم الميليشيا لتنظيم القاعدة طائرات مسيّرة وتدريبهم عليها والتنسيق معهم في تنفيذ الهجمات الإرهابية في عدد من المحافظات المحررة.

 

لولا دعم التحالف للعمالقة لما تحقق النجاح

أشار ابو زرعة، إلى أن ألوية العمالقة الجنوبية كانت عبارة عن كتائب قمنا بتشكيلها من قوات المقاومة الجنوبية التي واجهت مليشيا الحوثي في حرب 2015م، في عدن والمحافظات الجنوبية، وكان لتواجد الشهيد اللواء أحمد سيف اليافعي (رحمه الله)، الذي لعب دوراً بارزاً في تلك المعارك حتى استشهد بعد تحرير المخاء، مُشيرًا إلى أنه بعد تحرير المخاء وتقدم القوات إلى مناطق أخرى في الساحل الغربي، بدأنا بتشكيل ألوية العمالقة بدعم من قيادة قوات التحالف العربي، والذي لولا هذا الدعم والمشاركة الفاعلة من قيادة التحالف لما تحقق النجاح، حيث تتواجد اليوم العمالقة في معظم المناطق المحررة ويتركز وجودها في الساحل الغربي من محافظة تعز وكذلك محافظتي الحديدة وشبوة ومديرية حريب (جنوب محافظة مأرب)، كما تقوم بالتدخل في العديد من الجبهات الأخرى في المناطق المحررة.

 

أسباب عدم ظهوره إعلاميًا

وعن عدم ظهوره على المستوى الإعلامي، قال أبو زرعة، إنه لم يهتم بالظهور إعلاميًا في المرحلة السابقة، نظرًا لاهتمامه بقيادة القوات وتنظيمها والانتصار في المعركة، مُشيرًا إلى أن ظهوره في أبريل 2022 مع زملائه في مجلس القيادة الرئاسي كان ضرورة تطلبتها المهمة الوطنية في تلك اللحظة بعد تكليفنا لتأدية واجب ومهمة وطنية نرجو أن نوفق بها، وهنا تجد الفرق بين أساسيات العمل العسكري المرتبط بالجبهات والعمل السياسي.

 

العمالقة لا تعادي الشمال

وعلى جانب آخر، اشار أبو زرعة غلى أن نعت ألوية العمالقة بالجنوبية جاءت لأن جميع منتسبيها من المحافظات الجنوبية، وهناك تنسيق عملياتي مع غرفة العمليات التابعة للتحالف؛ مشددا على أن ذلك  لا يعني أنها معادية لإخواننا في الشمال، بل على العكس قوات العمالقة قاتلت بكل شرف وبسالة وحررت عدداً من مديريات المحافظات الشمالية في الحديدة وتعز ومأرب واستشهد العديد من رجالنا هناك، وهي ما زالت موجودة في العديد من مديريات المحافظات الشمالية إلى يومنا هذا لتأمينها.

 

مجلس القيادة حقق بعض الإصلاحات

وعن مجلس القيادة، تحدث أبو زرعة عن قبوله لمنصب في المجلس جاء من باب المسؤولية الوطنية والأخلاقية، مُشيرًا إلى مجلس القيادة حقق بعض الإصلاحات في الجوانب الواجب عليه القيام بها في مؤسسات الدولة؛ منها إعلان اللجنة العسكرية الأمنية التي باشرت مهماتها مباشرة بعد الإعلان، وكذلك إدخال تعديل وزاري أنعش دور تلك الوزارات المستهدفة، وحققنا تغييراً شاملاً في ملف القضاء والمؤسسات القضائية؛ التي أسهمت في رفع إضراب المحاكم، وتعيين محافظ لمحافظة سقطرى، وأدخلنا تغيير وتحسين أداء طيران اليمنية، ، كما أنه على المستوى الخارجي كان لمجلس القيادة الرئاسي الوجود في كل المناسبات الدولية والمشاركة الفاعلة برئاسة رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي، ومع كل هذا لا أستطيع أن أقول إني أحمل كل الرضا، شخصياً كنت أطمح لحلحلة مواضيع كثيرة ومختلفة؛ وأهمها ملف الكهرباء الذي أتعبنا جميعاً بمنظومة متهالكة.

 

ميليشيا الحوثي لم تلتزم بالهدنة

وعلى جانب آخر، أشار أبو زرعة إلى أنه رغم مشاورات الرياض والهُدنة، إلا أن مليشيا الحوثي لم تلتزم، وكانت الجبهات تشهد خروقات كثيرة، حتى استنزفت مقدرات اليمن وأفقدته مؤسساته وتدهورت حياة الناس الذين يعيش الكثير منهم على المساعدات؛ التي برز فيها دور مركز الملك سلمان وكذلك الهلال الأحمر الإماراتي، وبعض الجهود التي قدمتها الحكومات المتعاقبة والمنظمات الدولية الأخرى، مُشيرًا إلى أن مجلس القيادة، يُطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بممارسة ضغوط حقيقية وفاعلة على مليشيا الحوثي ليس فقط للدخول في هدنة، بل للدخول في مفاوضات الحل الشامل، وفي الحقيقة -شخصياً- أدرك بأن هذه الجماعة غير جادة في البحث عن خيارات السلام، مع أننا في الشرعية نعلن، دائماً، أننا جاهزون للسلام.

 

مستعدون للخيار العسكري

ومن جهة أخرى وبعيدًا عن مساع السلام، أشار أبو زرعة إلى أن هُناك استعداد للخيار العسكري والحسم؛ ممُشيرًا غلى أنه في 2018م، تم تحرير أحياء من مدينة الحديدة وكان ميناؤها على مرمى حجر من مواقعنا وكنا قادرين على تحريره وتحرير باقي المديريات لولا تدخل الأمم المتحدة وموافقة الشرعية على توقيف العمليات العسكرية والانسحاب، مُشيرًا إلى أن مجلس القيادة الرئاسي والتحالف نقدم الحل السلمي على خيار الحرب ولا نريد قطرة دم تسيل، ولا نرغب في هدم أي مبنى أو منزل أو حتى نزع شجرة، مع إدراكنا أن الحوثي لا يبالي بأي عُرف إنساني أو وطني.

 

الكُل مقابل الكل في ملف الأسرى

وبالنسبة لملف الإفراج عن الأسرى والمختطفين، أشار ابو زرعة إلى أن المجلس الرئاسي بذل ولا يزال يبذل جهوداً كبيرة في سبيل الإفراج عن الأسرى والمختطفين، وقد طلب المجلس من الوفد المفاوض لشؤون الأسرى التمسُّك بإطلاق الجميع على مبدأ «الكل مقابل الكل»، إلا أن مليشيا الحوثي رفضت وفضَّلت استخدام ملف الأسرى كورقة ابتزاز سياسي بكل وضوح في أبشع صورة لانتهاك حقوق الإنسان.

 

سطو الميليشيا على الاقتصاد لصالح قياداتها

وتحدث أبو زرعة، عن أن ميليشيا الحوثي استخدمت ملف الاقتصاد وعملية تجويع الشعب في مناطق سيطرتها، وعملت على جمع كل الموارد المالية لاستخدامها للمجهود الحربي وتحسين مستوى حياة قيادة الصف الأولى للجماعة، تاركةً المواطن للموت والمعاناة، مُشيرًا إلى أنه رغم الهدنة إلا أن الميليشيا أكملوا اعتداءاتهم على الاقتصاد، واستخدموا الطيران المسيّر لقصف المنشآت النفطية؛ مما منع عملية التصدير لتحرم الشعب من أهم العائدات المالية التي كانت بالكاد تغطي الرواتب وبعض الخدمات الضرورية.

 

تحذير من استمرار الميليشيا في تهديد تصدير النفط

وبالنسبة للوضع الاقتصادي في المناطق المحررة، اشار أبو زرعة إلى أنه في أسوأ حالاته، ونعتمد على المساعدات الدولية والدعم الكبير من السعودية، وأُحذر هنا من استمرار الحوثيين في تهديد تصدير المشتقات النفطية وإدخال البلد كله في أزمة اقتصادية قد تخلق عقبات أمام السلام ومزيداً من الصراع والفوضى، ويأتي هنا دور المجتمع الدولي للعب دور أكثر تأثيراً وفعالية للضغط على الحوثيين لإيقاف هذه التهديدات.

 

الدعم السعودي الأخير أنقذ البلاد من وضع أكثر سوءاً

وأشار إلى أن مجلس القيادة يُقدر الدعم السخي الذي تقدمه السعودية والإمارات ووقوفهما مع الشعب، ولولا الدعم السعودي الأخير ورفد البنك المركزي مؤخرًا بـ1.2 مليار دولار لكنا في وضع أكثر سوءاً، ولشهد الريال اليمني تراجعاً أكبر بأضعاف مما هو عليه اليوم، خصوصاً في ظل وجود خلل في الأداء الحكومي في التعامل مع السياسات النقدية والعجز عن تثبيت سعر الريال اليمني.

 

نفى اقتحام معاشيق

وعن مزاعم اقتحام قواته لقصر معاشيق ومحاصرة دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، نفى أبو زرعة، ما اثير مُشيرًا إلى أنه يعتب على بعض وسائل الإعلام التي شاركت في هذه الحملة ومنحت مساحة على شاشاتها لتمرير تقارير مغلوطة ومعلومات غير صحيحة، ولو أنهم كلفوا أنفسهم بالتواصل مع مكتب الرئاسة لوجدوا المعلومة الصحيحة.

 

اتفاقية الرياض أساس مهم لضبط عمل الشرعية

وعلى جانب آخر، أشار إلى أن  اتفاقية مشاورات الرياض التي رعتها السعودية بين أطراف المنظومة الشرعية وجد لمعالجة نتائج أحداث 2019م، وهي أساس مهم لضبط عمل المؤسسة الشرعية وتنظيم العلاقة بين الأطراف والحفاظ على الوفاق في هذه المرحلة الحساسة والمهمة، وقد كان لها دور كبير في جمع الفرقاء وتوحيد صفوفهم ورسم خارطة لطريقهم نحو المستقبل وسنظل ندعمها ونؤكد على أهميتها.

 

مستقبل اليمن يحدده الشعب

وبالنسبة لرؤيته لمستقبل اليمنسواء من حيث فك الارتباط أو بناء دولة اتحادية جامعة لكل اليمنيين أسسها المساواة والعدل في تقاسم السلطة والثروة، أشار أبو زرعة إلى أن  هذه الخيارات المصيرية يحددها الشعب، ولا نريد أن نرتكب أخطاء من سبقونا الذين غامروا بمصير الشعب وتحمل المواطن عواقب الأخطاء الماضية، بالنسبة للجنوب هناك إطار خاص لحل قضيته في حوار الحل النهائي في اليمن وتم الاتفاق على ذلك في مشاورات الرياض.

 

تخادم الحوثي والقاعدة

وعن االعمليات الإرهابية التي استهدفت عدن، وأخيراً أبين، أشار إلى أن هذه العمليات تنفذها جماعات إرهابية لها ارتباط وثيق بمليشيا الحوثي، لا سيما أن المناطق التي توجد فيها العناصر الإرهابية بمحافظة أبين محاذية لمحافظة البيضاء التي تسيطر عليها المليشيا، وهناك يتم إيواء وتدريب عناصر تنظيم القاعدة لاستخدامهم في زعزعة الأمن في المناطق الجنوبية منها عدن وأبين وشبوة، حيث سلمت مليشيا الحوثي لتنظيم القاعدة الإرهابي الطيران المسير ودربتهم على إطلاقه.