أخبار وتقارير

مأساة الطفلة علا في مناطق سيطرة الحو-ثي.. وكأن الميليشيا قلبت الأوضاع في اليمن بانقلابها (تقرير)


       

تقرير – عين عدن خاص:

وكأن ميليشيا الحوثي قلبت الأوضاع في اليمن بانقلابها، حتى أصبحنا نرى ونسمع في مناطق سيطرتها أشياء لم نتخيل في يوم من الأيام أن تحدث في بلادنا التي يسودها الأعراف العربية والأصول القبلية والمُعاملات الإسلامية، فهل كُنا نتخيل أن يُعذب أب طفلته التي لم تتجاوز الأحد عشر عام ويتسبب في موت أخرى وهروب آخر.

 

بداية القصة

بدأت القصة مع وفاة زوجة مواطن يُدعى عبده ثابت غانم من مُديرية مزهر بمحافظة ريمة وسط اليمن، وتركت له بنتين وولد، فتزوج الرجل شقيقة زوجته (خالة الأطفال) لتكون حنونة على أبناء شقيقتها، إلا أنه للأسف كانت الخالة قاسية مع الأبناء الثلاثة ونجحت في نقل القسوة للأب، فاشتركا سويًا في تعذيب الأطفال، حتى ماتت طفلة من الطفلتين وهرب الولد وبقت عُلا تتلقى حصص التعذيب وحدها.

 

الأبن يمنح طفلته لشقيقه أو شقيقته

قرر الأب أن يُسلم الطفلة المُتبقية وتُدعى عُلا إلى شقيقته لاستخدامها في خدمته وخدمة بيته، ولكن للأسف لم يختلف حالها، إذ انتقلت من سيئ إلى أسوأ ضربًا وإهانة وقسوة من عمتها وزوجها، حسب الأخبار المتداولة، حيث عاملاها بقسوة لا تقل عن تعامل الأب وزوجته معها وعرضاها لأشد أنواع التعذيب.

 

عم الطفلة أو عمتها يبيع الطفلة المسكينة لمُسن

وفي نهاية الأمر، باعها زوج عمتها إلى رجلٍ مسن بمبلغ 200 ألف ريال (نحو 400 دولار)، واقتسم المبلغ مع والدها، وتحسبا لما قد يحدث قاما بإحضار شهود من خارج المنطقة، وحررا عقد زواج للطفلة بالمسن بمبلغ مليون ريال (حوالي ألفي دولار)، وتم تزوير سنها لتصبح 19 عاما بدلا من عمرها الحقيقي، ويتبين في عقد الزواج المتداول خلوه من أي ختم رسمي.

 

هروب الطفلة وتتهم خالتها بقتل شقيقتها

وتعرضت الطفلة لأنواعٍ من القسوة والمعاملة السيئة والتعنيف من قبل المسن وعائلته خلال إقامتها لنحو 4 أشهر، فلجأت إلى أحد أهالي المنطقة، وطلبت منه النجدة، لتهرب الطفلة المسكينة من المأساة التي عاشتها وتخرج قصتها إلى النور ليعرفها القاصي والداني، وبحسب ناشطين، فإن الطفلة علا قالت إن خالتها قتلت أختها، أما أخوها فهرب من المنزل، وبعد ذلك أخذ الأب علا إلى عمتها وزوجها اللذين قاما بتعذيبها أيضا وبيعها كجارية لرجل مسن بمبلغ 200 ألف ريال لخدمته.

 

قرار القتل

وحسب نُشطاء، فإن الأب والخالة والعمة وزوج العمة قرروا أخيراً التخلص منها فأبلغوا الرجل المسن وأولاده بقتلها، فرحمتها زوجة الرجل المسن الذي اشتراها وهربتها، مؤكدين أن الطفلة علا الآن في منزل عاقل القرية، وتم إبلاغ الجهات الأمنية (التابعة للميليشيا) بالجريمة لكنها تجاهلت الشكاوى.

 

حروق وكسور وكدمات

وتداول ناشطون تقارير طبية للفتاة تشير إلى تعرضها لعشرات الانتهاكات التي توزعت بين حروق وكسور وكدمات في مختلف أنحاء جسدها، فضلا عن إصابتها بالعمى في إحدى العينين، في حين قالت الطفلة إن عمتها قتلت شقيقتها الصغرى، وإن شقيقها هرب من البيت.

 

ميليشيا الحوثي تحاول التكتم

يشار إلى أن الرجل الذي طلبت منه الطفلة النجدة أعطاها الأمان، قال إنه ذهب إلى الشرطة وجهاز البحث الجنائي في المنطقة للإبلاغ عن الحادثة، لكنهم لم يمنحوه أي إفادة بالحادثة.

 

غضب اليمنيين

من جهتهم، علق اليمنيون على هذه القصة المروعة بحق طفلة بهذا العمر ومن عائلتها، إذ تساءل ناشط عن دور المنظمات الإنسانية، بينما طالب آخر بالتضامن مع الطفلة علا حتى معاقبة من عذبها وظلمها، وإنقاذها منهم"، وعلق آخر بالقول أن انقلاب الميليشيا تسبب في قلب كل المعايير بمناطق سيطرتها، وقال آخر مُتسائلًا: ماذا تنتظرون أن يحدث في مُحافظات مخطوفة من وكلاء إيران في اليمن.