أخبار وتقارير

زيارة بن مبارك للعراق ولقاءه مسؤوليها.. تحرك دبلوماسي من العيار الثقيل لحلحلة الأزمة اليمنية (تقرير)


       

تقرير – عين عدن خاص:

تحرك دبلوماسي من العيار الثقيل أقدم عليه وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك بزيارته المكوكية إلى دول العراق، كأول زيارة من نوعها لمسؤول يمني رفيع لبغداد منذ ما قبل الحرب عام 2014، حيث التقى بن مبارك الرئيس العراقي الدكتور عبداللطيف جمال رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ووزيرالخارجية الدكتور فؤاد حسين وذلك في خطوة مُهمة لحلحلة الأزمة اليمنية، حيث كان للعراق الدور الأهم في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران نظرًا لعلاقاتها الجيدة بالطرفين.

 

وساطة عراقية

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أكد على استعداد بغداد للعمل من أجل إحلال السلام في اليمن نظرًا لتمتعها بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف،  كما حث على "ضرورة تجاوز الأطراف المتحاربة مرحلة الاقتتال إلى مرحلة الحوار الذي يكفل استئناف عمليات تصدير النفط والغاز ووضع ايراداتهما في خدمة المجتمع"، في إشارة إلى تفاهمات قد تشملها الوساطة لإقناع الحوثيين بالكف عن قصف الموانئ النفطية الواقعة في مناطق سيطرة الشرعية، مما تسبب في توقف تصدير النفط وما ترتب عليه من مضاعفة المشكلات الاقتصادية والإنسانية.

وشدد الوزير العراقي على دعم بلاده لاتفاق الرياض عام 2019 وجهود السعودية لجمع أطراف الصراع اليمني على طاولة حوار تفاوضية واستعداد بلاده لوساطة تكون فيها جزءاً من الحل هناك.

 

اتفاق التشاور السياسي

وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أشار إلى أنه وقع مع نظيره العراقي اتفاقاً للتشاور السياسي لم يتطرق إلى فحوى تفاصيله، لكنه أعرب عن أمل اليمن في أن ينعكس الاتفاق السعودي - الإيراني الأخير إيجاباً على الأوضاع في اليمن، مردفاً "نعتقد بأن الوقت حان لإنهاء هذه الحرب في اليمن".

وفيما لم يفصح الجانبان عن تفاصيل اتفاق التشاور السياسي، توقع مراقبون أن يشمل تجديد الهدنة والشروع في تنفيذ التفاهمات المتعلقة بالجوانب الإنسانية التي ستصبح مقدمة لتفاهمات سياسية واعدة مثل دفع الرواتب وفتح مطار صنعاء والطرقات البرية بين المحافظات وفك حصار تعز وتوحيد قيمة العملة الوطنية وغيرها.

 

الارتقاء بالعلاقات اليمنية العراقية

بن مبارك وصف زيارته الى العراق بأنها "مقدمة للارتقاء بالعلاقات بين البلدين" وأن "العراق لعب دوراً إيجابياً في التوصل إلى اتفاق الهدنة في بلاده"، مضيفاً أن "اليمن يعاني  حرباً اقتصادية بسبب تدمير موانئ تصدير النفط وهناك صعوبة في إيصال المساعدات الإغاثية إلى البلاد".

 

رافد جديد في حلقات الجهود الإقليمية والدولية نحو السلام

اختيار الدكتور أحمد عوض بن مبارك للعراق كرافد جديد في حلقات الجهود الإقليمية والدولية نحو السلام، خطوة في الطريق الصحيح بناء على التأثير العراقي وعلاقاته الجيدة بالأطراف المعنية كافة، خصوصاً إذا ما أخذ في الاعتبار دور بغداد البارز الذي سبق الإعلان عن عودة العلاقات السعودية - الإيرانية في العاشر من مارس الماضي بعد عقود من التوتر وأعوام من الجولات منذ منتصف 2021، حينما استضافت بغداد سلسلة لقاءات بين مسؤولين أمنيين سعوديين وإيرانيين لتقريب وجهات النظر، من أجل التوصل إلى تفاهمات مشتركة.

 

مُحرك مليشيا الحوثي

وعلى جانب آخر فالعراق علاقاتها وطيدة بإيران التي تعتبر محرك ميليشيا الحوثي الانقلابية لذلك لجأ إليها وزير الخارجية بعدما أثبت الواقع أن ميليشيا الحوثي لا تملك من أمرها شئ لذلك كان لابد من اللجوء لمحركها إيران عبر العراق، خصوصاً أن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران تضمن تفاهمات تؤكد "دعم جهود إنهاء الحرب".

وفي النهاية فإن وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، يعمل بكل جهد واجتهاد في سبيل حلحلة الأزمة اليمنية دبلوماسيًا من خلال جولات مكوكية هنا وهناك ليس ضعفا أو خوفا من الحلول العسكرية ولكن لأن هذا الفارق بين حكم الدولة التي تخشى على مواطنيها من الحروب وبين حكم الميليشيا التي تقتات من الحروب.