أخبار وتقارير

كاتب يمني : الانتقالي يمر بمأزق مركب ولن تقف الامارات الى جانبه هذه المرة


       

قال الكاتب اليمني عادل الشجاع ان المجلس الانتقالي الجنوبي لم يستفد من أخطاء الحكومة الشرعية في إدارة عدن والتي حرصت على تجريف أبناء عدن ورميهم خارج السلطة ، بل جاء الانتقالي ليزيد الأمر إقصاء ، وحرص على تعيين السلطة المحلية من غير أبناء المدينة ، ليضع نفسه في مأزق إقصاء العدنيين ومضاعفة معاناتهم الإنسانية التي نتجت عن عدم قدرة الانتقالي على النهوض بالأعباء المترتبة على الإقصاء وعدم توفير الخدمات ، مما ولد احتقانا لدى الشارع العدني الذي ربما ينفجر أثناء تعيين محافظ جديد من غير أبناء عدن الذين مارسوا أعلى درجات الصبر والتي بدأت تظهر كمواقف رافضة للانتقالي إن لم تكن معادية له .


واشار الى ان الانتقالي لم يخسر علاقته بالشارع العدني فحسب ، بل خسر أيضا عقد المصالحة مع الشرعية التي تركته يواجه مصيره في عدن واتجهت إلى حضرموت ، مما يجعل قيادات الانتقالي في مأزق ، وبالتالي ليس أمام عيدروس الزبيدي سوى أن يتراجع عن عضويته في مجلس القيادة والتفرد بالسيطرة على عدن ، وهذه الخطوة ستجعله يظهر وكأنه يقود خطوة انقلابية أخرى ، تضاف إلى سابقتها عام ٢٠١٩.


واشار الشجاع الى ان الرئيس رشاد العليمي لا يرغب في تحمل أعباء الانتقالي من الأساس ، بل يستدرج الزبيدي إلى خيار جنوني يجعله يقدم على تأزيم الأزمة بطريقة تجعل الانتقالي يفقد عناصر قوته ، ويهدف العليمي من ذلك إلى إعادة وضع الانتقالي على أجندة السعودية والإمارات على حد سواء بحسب الشجاع ، وهو يدرك أن الانتقالي لن يكون أمامه خيار سوى ، التسليم أو التفجير ، وفي كلا الحالتين لن يمضي الناس وراء الانتقالي .


واوضح الشجاع أن الانتقالي يمر بمأزق مركب ناتج عن محدودية وصعوبة الخيارات المتاحة له في ظل الضغط القادم من الشارع ومن السعودية في وقت واحد ، فلاهو قادر يتخلص من أعوانه الذين أصبحت مصالحهم مقدمة على مصالح العامة ، ولا هو قادر على تحقيق مصالح الناس ، وقد أدرك العليمي مأزق الانتقالي ،فتركه لوحده.


وأكد الشجاع ان الانتقالي يقف اليوم عاجزا عن تقديم إجابات على تساؤلات الناس الغاضبة والمتعلقة بماذا بعد ، فهو واقف في الواجهة ، وهذا يكسر ظهره ، أو على أقل تقدير يجعل الناس يفرغون طاقة غضبهم في وجهه وهذا سيؤدي إلى التقليل من مكاسبه المعنوية التي جناها بعد انقلابه على الشرعية ، ولكي يتجاوز ذلك ، عليه أن يجعل السلطة المحلية في عدن من أبنائها أسوة بالمحافظات الأخرى.


واختتم الشجاع بالقول : " ومالم يقم بذلك لن تقف الإمارات إلى جانب الانتقالي وستتركه وحيدا مكشوف الظهر ، وستوجد بدائل أخرى تضمن لها بقاء مصالحها بعيدا عن الصراع مع السعودية .