أخبار وتقارير

سدود وموانئ وطاقة ودعم عسكري.. مشاريع الإمارات لا تتوقف في اليمن (تقرير)


       

تقرير – عين عدن خاص:

لم تترك دولة الإمارات العربية المُتحدة فُرصة منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية في اليمن، إلا ودعمتها على كافة المستويات والمجالات سواء اقتصاديًا أو سياسيًا أو دبلوماسيًا أو ماليًا، لتُثبت أبو ظبي دائمًا أنها صاحبة أيادي بيضاء في اليمن وأن "عيال زايد" كما يُحب قيادات الإمارات أن يُطلق عليهم مستمرون على نهج والدهم الشيخ زايد – طيب الله ثراه – الذي أعاد بناء سد مأرب في عام 1986.

 

  • سد حسان

في 2 نوفمبر 2023، أعلن اليمن عن مشروع لإنشاء سد استراتيجي في محافظة أبين جنوبي البلاد، بتكلفة 78 مليون دولار، بدعم من دولة الإمارات العربية المُتحدة، عبر صندوق أبوظبي، حيث اجتمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بوزير الزراعة والري والثروة السمكية سالم السقطري (في ذلك الوقت) واستمع لتقرير بشأن التحضيرات الجارية لتدشين العمل بمشروع سد حسان الاستراتيجي في محافظة أبين (جنوب)".

 

  • نقلة زراعية نوعية

ومن شأن المشروع الحيوي، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) ، "إحداث نقلة زراعية نوعية، فضلا عن رفع منسوب المياه الجوفية في محافظة أبين والعاصمة المؤقتة عدن"، ومن شأنه زيادة مساحة الأراضي الزراعية وإحداث نقلة نوعية في دلتا أبين التي تعد أهم وأكبر السلال الغذائية في اليمن"، كما أنه من شأنه " رفع المخزون المائي في حوض أبين، الذي يغذي أبين وعدن.

 

السد الجديد سيعطي القدرة على التحكم بالفيضانات المتدفقة عبر وادي حسان، (أشد أودية الجمهورية اليمنية انحدارًا)، وري معظم الاراضي الزراعية الواقعة في نطاقه، كما أن سعته التخزينية تزيد عن 19.5مليون متر مكعب، ويروي 22.000 ألف فدان".

 

  • مستشفيات مجانية

دعمت الإمارات منذ انقلاب ميليشيا الحوثي أواخر 2014، عشرات المستشفيات اليمنية كان أبرزها مستشفى حريب العام الذي أصبح اليوم بعد إعادة تأهيله وترميمه ملجأ لأكثر من 100 ألف نسمة وآلاف النازحين آخرين، فعقب تدخل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، تحول مستشفى حريب إلى منشأة طبية حديثة تجسد اهتمام أبوظبي بالشعب اليمني، وبإنشاء مشاريع خدمية تلامس حاجة سكان اليمن بشكل مباشر.

 

وأصبح المستشفى يخدم نحو 3 مديريات هي "حريب" و"العبدية" في مأرب و"عين" التابعة لمحافظة شبوة، كما يستقبل مختلف الحالات الإنسانية التي تحتاج لتدخل طارئ من العسكريين والمدنيين بمن فيهم النازحون.

 

وبجانب مستشفى حريب العام جنوبي مأرب عاصمة مملكة سبأ القديمة ، دعم الإمارات مستشفى 2 ديسمبر في المخا غربي تعز، ومستشفى شبوة العام في مدينة عتق حاضرة شبوة على بحر العرب، حيث يتسلم عشرات المرضى في هذه المستشفيات أدويتهم المجانية، وفقا للوصفات الموقعة من الطبيب.

 

 

  • مشاريع طاقة

الإمارات أيضًال وضعت حلول استراتيجة مستدامة، في قطاع الكهرباء باليمن وذلك بعد سنوات من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وعرقلته جهود التنمية في البلاد، فمن عدن إلى حضرموت شرقا والمخا في تعز غربا، حضرت دولة الإمارات في تدخلاتها الحاسمة وبمشاريع حيوية في مجال الطاقة المتجددة لتوفر لليمن قرابة 100 مليون دولار شهريا كانت تستهلكها الكهرباء في عدن فقط.

 

ففي المخا، بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة، الأعمال الإنشائية في مشروع كهرباء يعمل بالطاقة الشمسية، فالمشروع يضع حلا نهائيا لمشكلة انعدام الكهرباء في هذه المديرية الساحلية الاستراتيجية، من المتوقع أن ينتهي تشييده في شهر يوليو المقبل، في ذروة فصل الصيف بمناطق الساحل الغربي، حيث تصل الحرارة إلى درجتها القصوى.

 

وتبلغ قدرة المشروع التوليدية الذي يموله "صندوق أبو ظبي للتنمية" ، نحو 15 ميغاواط، ما يزيد عن حاجة المخا الاستهلاكية من الطاقة بنحو 5 ميغاواط، كما يراكم المشروع رصيد دولة الإمارات التنموي في مناطق الساحل الغربي خاصة وفي اليمن عامة، إذ من المقرر أن يحقق افتتاح كهرباء المخا المتجددة اكتفاءً ذاتيا في الطاقة الكهربائية لمدينة المخا، والتي تستهلك نحو 10 ميغاواط.

 

وسيعزز المشروع الجديد من قدرة المديرية على استيعاب الطلب المتزايد على الطاقة، بعدما تحولت المديرية إلى مركز رئيسي لمديريات الساحل الغربي، وزاد فيها عدد السكان إلى نحو 3 أضعاف عما كانت عليها قبل تحريرها من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران عام 2017.

 

وفي حضرموت، وأعلنت الحكومة اليمنية التوقيع على 3 عقود مع شركات إماراتية لتنفيذ مشاريع استراتيجية بقطاعي الطاقة والبترول في محافظة حضرموت ذلك بدعم إماراتي، حيث يشمل أحد المشاريع "تشييد محطة كهرباء تعمل بالغاز بطاقة توليدية تبلغ (150) ميغاواط"، إلى جانب تشيد مصفاة للبنزين بطاقة (20) ألف برميل.

 

وفي عدن، يُجري العمل على قدم وساق في المشروع الإماراتي الضخم لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النظيفة والمتجددة في عدن، ويعد أول وأكبر مشروع استراتيجي من نوعه، حيث يشمل المشروع الذي تنفذه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، "تشييد محطة طاقة شمسية بقدرة 120 ميغاواط في الساعة، كما يشمل إنشاء خطوط النقل ومحطات تحويلية لنقل وتوزيع الطاقة التي ستولدها المحطة".

 

وستعمل محطة الكهرباء المتجددة في عدن "على تقليل كُلفة توليد الكهرباء في ساعات النهار، وكذا الاحتياج للوقود الخاص بمحطات التوليد، كما سيسهم في الحفاظ على البيئة عبر التقليل من الانبعاثات الكربونية".

 

  • دعم عسكري

وفي نهاية العام السابق، وقّعت اليمن والإمارات، اتفاقية للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، خلال اجتماع بين وزير الدفاع اليمني محسن الداعري، ووزير العدل الإماراتي عبد الله النعيمي، حيث جاءت الاتفاقية "ضمن الجهود الرامية لتعزيز التنسيق العسكري والأمني بين البلدين".

 

وتأتي (الاتفاقية) تلبيةً لرغبة الجانبين في التعاون المتبادل بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما، وتأكيدًا على الأهمية التي يوليها الطرفان للحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار في الجمهورية اليمنية.

 

وفي 1 يناير 2023، أقرت الحكومة اليمنية عقدا لإنشاء ميناء بحري جديد سيخصص للنشاط التجاري التعديني بمحافظة المهرة باستثمارات إماراتية قيمتها 100 مليون دولار، حيث أقر مجلس الوزراء أقر رسميا العقد الموقع مع شركة "أجهام" الإماراتية لإنشاء الميناء البحري في منطقة رأس شروين بمحافظة المهرة بنظام التشييد والتشغيل ونقل الملكية (بي.أو.تي).

 

ويتضمن المشروع إنشاء ميناء مكون من لسان بحري على عدة مستويات تشمل كاسر أمواج بطول 1000 متر، ورصيفا بحريا بطول 300 متر لرسو السفن، وغاطسا يبلغ 14 مترفي مرحلته الأولى، وسيكون الميناء مخصصا لتصدير الحجر الجيري ومعادن أخرى إلى جانب مناولة الحاويات والبضائع بأنواعها المختلفة وتموين السفن.