أخبار وتقارير

صافر: قنبلة موقوتة في قلب البحر وسباق مع الزمن (تقرير)


       

صافر الخزان العائم  هو ناقلة نفط عملاقة ومتهالكة، ترسو قبالة شواطئ اليمن في ساحل البحر الأحمر منذ عام 2015. تحمل الناقلة حوالي 1.1 مليون برميل من النفط، أي أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة إكسون فالديز في عام 1989، وهي واحدة من أسوأ كوارث التلوث بالنفط في التاريخ.

 

إذا تسرب النفط من صافر، سيؤدي ذلك إلى كارثة بيئية وإنسانية واقتصادية غير مسبوقة في المنطقة. فالبحر الأحمر هو واحد من أغنى وأكثر التنوع البيولوجي في العالم، ويضم أكثر من 6000 نوع من الكائنات الحية، بما في ذلك 300 نوع من المرجان و1000 نوع من الأسماك. كما يعتبر مصدرًا حيويًا للغذاء والدخل لملايين يعيشون على طول سواحله.

 

تسرب النفط سيؤدي إلى تدمير هذه الموارد الطبيعية، وتلوث المياه والهواء، وانخفاض جودة الصحة والحياة للسكان المحليين. كما سيؤثر على النقل البحري والتجارة والإمدادات الإنسانية لليمن، الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج 17 مليون شخص إلى المساعدات الغذائية. وتُقدر تكاليف تنظيف تسرب النفط من صافر بـ20 مليار دولار أمريكي.

 

الأمم المتحدة تعمل على خطة لنقل النفط بأمان إلى ناقلة أخرى، قبل أن يحدث التسرب. ولكن تواجه صعوبات في تنفيذ خطتها، بسبب عدة عوامل، منها:

 

- التمويل: رغم أن الأمم المتحدة حصلت على تعهدات والتزامات كافية لإطلاق عملية طارئة لإنقاذ صافر، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من التبرعات لإكمال المرحلتين. كما ارتفعت تكاليف نوع السفينة المطلوبة لتخزين النفط، بسبب العوامل المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.

 

- التنسيق: الأمم المتحدة تحتاج إلى التعاون من جميع الأطراف المعنية في الصراع اليمني، بما في ذلك الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية والتحالف العربي، لضمان سلامة وأمان فريقها وعملها. كما تحتاج إلى موافقات وتصاريح مختلفة لدخول المنطقة والولوج إلى صافر.

 

- التوقيت: الأمم المتحدة تسابق الزمن لإنجاز خطتها قبل أن يفوت الأوان. فصافر تزداد تدهورًا وخطورة كل يوم، وقد تنهار أو تنفجر في أي لحظة. كما تؤثر عوامل طبيعية مثل حالة الطقس والأمواج والتآكل على استقرار صافر.

 

 بن مبارك قال إن عمليات إنقاذ الخزان بدأت بوصول فريق الصيانة إلى رأس عيسى بالبحر الأحمر. مشيرًا إلى أنه وخلال أسابيع سيصل الخزان البديل وذلك بعد سنوات من تعنت الميليشيات الحوثية ورفضها للحلول الأقل كلفة.

 

من المقرر أن تبدأ اليوم الأربعاء المرحلة الأولى من عملية إنقاذ ناقلة النفط اليمنية المتهالكة «صافر». والتي تنفذها شركة استأجرتها الأمم المتحدة بهدف نقل أكثر من مليون برميل من النفط الخام إلى ناقلة جديدة على أن تستمر العملية نحو ثلاثة أشهر.

 

ناقلة النفط اليمنية صافر، تشكل خطرًا محدقًا على البيئة والإنسان في المنطقة. حيث تعمل الأمم المتحدة على إنقاذ هذه الناقلة من التسرب أو الانفجار، رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهها في تنفيذ خطتها. وصعوبة أن تتوفر الظروف الملائمة لإتمام هذه العملية بأسرع وقت ممكن، قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.