أخبار وتقارير

الجنوب يتحرك: هل يغير كيان سياسي جديد مسار القضية الجنوبية؟ (تقرير)


       

في ظل الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالجنوب منذ سنوات، تشهد المحافظات الجنوبية حراكًا سياسيًا متنوعًا ومتصاعدًا، يعكس تباين المواقف والرؤى بين مختلف القوى والمكونات الجنوبية حول مستقبل الجنوب وعلاقته بالشمال. 

 

في هذا السياق، تجري مشاورات بين عدد من الشخصيات السياسية الجنوبية بسبب الأحداث والصراعات التي تشهدها المحافظات الجنوبية خلال الأعوام الماضية. 

 

هذه الشخصيات تهدف إلى تأسيس كيان سياسي جديد يمثل رؤيتهم ومطالبهم في ظل التطورات الحالية على الساحة الجنوبية.

 

لكن ما هي أهمية هذا الكيان الجديد؟ وما هي التحديات والمقومات التي تواجهه؟ وما هو دوره في تحديد مسار القضية الجنوبية؟ 

 

 هذا المشروع يواجه تحديات كبيرة، منها:

 

- المنافسة مع القوى الجنوبية الأخرى، التي تحظى بشعبية واسعة في الجنوب، وتفرض سيطرتها على معظم المناطق الجنوبية. 

 

- التصدي للفوضى السياسية في الجنوب، التي تشهد تشظي وتفرخ عديد من المكونات والقوى السياسية، التي تخضع لتأثيرات خارجية، والتي تضعف من قضية الجنوب وعدالتها.

 

- الترويج لبرنامج سياسي يستطيع أن يحظى بقبول وإقبال من قطاعات واسعة من شعب الجنوب، خاصة في ظل تزايد التوجهات الانفصالية، وانخفاض شعبية خيار الوحدة.

 

 هذا المشروع الجديد يستمد مقومات نجاحه من المكانة والشهرة التي تتمتع بها الشخصيات المشاركة في المشاورات، والتي اكتسبتها بمواقفها الوطنية وفاعليتها السياسية والاقتصادية في الجنوب.

 

أيضا، التوازن والحكمة التي تتسم بها هذه الشخصيات، والتي قد تنعكس على طبيعة وتوجه الكيان الجديد، والذي قد يسعى إلى موازنة بين عدالة القضية الجنوبية، والحفاظ على مصالح الجنوب في إطار نظام سياسي اتحادي.

 

إلى جانب العلاقات الدولية والإقليمية التي تربط هذه الشخصيات بدول ومنظمات مؤثرة، والتي قد تساعدها على تأمين دعم خارجي لمشروعها السياسي.

 

وبالتالي إن تشكيل كيان سياسي جديد في الجنوب يعبر عن حرية التعبير والتنظيم التي يجب أن تكفلها دولة حقوقية وديمقراطية. لكن هذه الحرية لابد أن تكون مسؤولة وملتزمة بالمصلحة العامة للجنوب وشعبه، ولا تستغل لخدمة مصالح ضيقة أو خارجية.

 

 كما لابد أن يكون هذا الكيان قادرًا على تقديم رؤية وبرنامج سياسي واضح ومقنع للشعب الجنوبي، وأن يستطيع أن يتغلب على التحديات المحلية والخارجية التي تحاصره. كما لابد أن يكون هذا الكيان مستعدًا للتعاون والحوار مع باقي المكونات والقوى السياسية في الجنوب، من أجل تحقيق المصلحة العامة للجنوب وشعبه.

 

 فالتفرقة والتشظي لا تخدم إلا أعداء الجنوب، بينما التضامن والتآزر هما ضامنان لتحقيق حلم شعب الجنوب بالحرية والكرامة.