أخبار وتقارير

بعد حادثة كريتر.. هل يقتل الجن البشر؟ (تقرير)


       

 

في مدينة كريتر، بالعاصمة عدن، انتشرت رواية شعبية تزعم أن شابا توفي بسبب اعتداء جني عليه بعد أن تبول في مكان مهجور.

 

الشاب، واسمه عبده الهسيس، كان من سكان حي الخساف في كريتر، وأصيب بأعراض مرضية غريبة منها نزيف حاد، وخضع لرقية شيخ ديني قال إنه مصاب بالجن.

 

أسرة الشاب تؤكد هذه الرواية، وتقول إنه تعرض للمس الشيطاني بعد أن تعرض له جان في المكان المهجور.

 

ولكن هذه الرواية لم تحظ بالقبول من قطاع من المثقفين والأطباء في المدينة، الذين يرون أن سبب وفاة الشاب قد يكون له علاقة بـ لدغة حيوان سام أو مرض دموي.

 

وأثارت حادثة الشاب جدلا واسعا في شارع عدن، حول ظاهرة اعتقاد بعض الأشخاص بوجود كائنات خارقة للطبيعة تؤثر على حياتهم، في حين يؤكد آخرون على ضرورة التفكير العلمي والحديث.

 

رأي العلم في هذه المعتقدات يختلف باختلاف العلماء والمذاهب والعصور. بعض العلماء يؤمنون بوجود الجن وتأثيرهم على البشر، ويستندون إلى القرآن والسنة والتجارب الشخصية والروايات التاريخية.

 

 بعضهم يرفض هذه المعتقدات أو ينكرها أو يحاول تفسيرها بأسباب عقلية أو نفسية أو طبية أو طبيعية، ويستندون إلى العقل والعلم والمنطق والحقائق.

 

وبعضهم يتبنى موقفا متوسطا بين الإيمان والإنكار، ويقولون إن الجن موجودون لكن لا يستطيعون التأثير على البشر إلا بإذن الله، وأن كثيرا من ما يسمى بالجن أو المس هو نتيجة للخرافات أو الخداع أو الهلوسة أو المرض.

 

في هذا السياق، لا يمكن أن نحكم على صحة أو خطأ هذه المعتقدات بشكل قطعي، فالجن من عالم غيبي لا نستطيع رؤيته أو قياسه بأدوات علمية، ولا نستطيع التحقق من صدق أو كذب ما يزعمه بعض الأشخاص من تجاربهم مع الجن.

 لذلك، علينا أن نحترم آراء الآخرين، وألا نتطرق إلى هذه المسائل إلا بحكمة وعلم وإيمان، وألا نجعلها سببا للخلاف أو التشكيك.

 

ولكن ما يمكن للبشر العاديين فعله هو التحقق من هذا المكان المجهور، فلو أنه يحتوي على حيوانات سامة، أو فيروسات قاتلة، فلن يكون هذا الشاب الضحية الأخيرة، وستقع حوادث أكثر دموية، ويزداد معها الجهل والخرافة. 

 

إن موضوع الجن والمس والرقية من الموضوعات الشائكة والمثيرة للجدل في العالم، ولا يمكن حسمه برأي واحد أو بدليل قاطع. فهناك من يؤمن به بقوة، وهناك من ينكره بشدة، وهناك من يتخذ موقفا معتدلا بين الطرفين. ولكل منهم حججه وأدلته ومصادره، سواء كانت شرعية أو عقلية، لكن العلم يخضع للعقل والتجربة، وهو الأولى بالبحث والتفنيد.