أخبار عربية

تسارع عمليات الإجلاء يثير مخاوف السودانيين


       

تسارعت، أمس (الأحد)، عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان من قبل دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في وقت تتواصل المعارك بين الجيش وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من أسبوع.

 

وأفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية أن أصوات إطلاق الرصاص ودوي الانفجارات وتحليق الطيران الحربي تتواصل في الخرطوم، وتطغى (الأحد) على ما عداها، لاسيما دعوات التهدئة المتكررة والتي جاءت أحدثها (الأحد) من البابا فرنسيس.

 

وترافق تسارع إجلاء المواطنين الأجانب، مع تزايد المخاوف على مصير السودانيين متى انتهت هذه العمليات.

 

ووصلت (الأحد) الى جيبوتي طائرتين عسكريتين فرنسيتين تحملان زهاء 200 شخص من الرعايا الفرنسيين وجنسيات أخرى جرى إجلاؤهم من السودان، وفق ما أفادت الخارجية الفرنسية.

 

وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (الأحد) إجلاء جميع مواطنيها الذين طلبوا مغادرة السودان. وكان وزير خارجيتها أنطونيو تاياني قد ذكر في وقت سابق (الأحد) أن الجيش الإيطالي أجلى «نحو 200 شخص بينهم مواطنون سويسريون وأعضاء في السفارة الرسولية».

وأعلن الجيش الألماني أن طائرة تابعة له توجهت إلى الأردن «تحمل 101 شخصاً تم إجلاؤهم»، مضيفاً أن إجمالي 3 طائرات من طراز «إيه-400-إم» وصلت إلى السودان لغرض الإجلاء.

 

أما إسبانيا فقد أجلت نحو 100 شخص على متن طائرة عسكرية، من بينهم 30 إسبانياً.

 

وأفادت وزارة الخارجية المصرية، مساء (الأحد)، عن «إجلاء 436 مواطناً من السودان عبر الإجلاء البري بالتنسيق مع السلطات السودانية».

 

وتسببت الاشتباكات منذ 15 أبريل (نيسان) بين الجيش وقوات «الدعم السريع» بمقتل أكثر من 420 شخصاً وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.

 

وأوضحت المصادر الفرنسية أن عمليات الإجلاء «شديدة التعقيد» وقد تمتد ليومين.

 

وقالت إن من تمّ إجلاؤهم كانوا «متعبين، متوترين»، كما كانوا «منهكين على الصعيد النفسي نظراً لما مرّوا به»، الا أن حالتهم البدنية كانت جيدة نسبياً رغم معاناتهم كسكان الخرطوم، من نقص المواد الغذائية والمياه.

وأوكلت دول مثل بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، إلى قواتها المسلحة إنجاز عمليات الإجلاء. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنجاز لندن لـ«عملية إجلاء سريعة ومعقدة» لدبلوماسييها وعائلاتهم.

 

والأحد، أعلنت السويد إرسال عسكريين لإجلاء دبلوماسيين ورعايا، في حين أكدت النرويج إجلاء سفيرها واثنين من الدبلوماسيين.

 

وأتى ذلك بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن أن قوات بلاده «نفّذت عملية» لإخراج موظفين حكوميين أميركيين، طالت أكثر من 100 شخص بينهم دبلوماسيون أجانب.

 

وأوضحت الرياض، بدورها، أنها أخرجت أكثر من 150 شخصاً من رعاياها ورعايا 12 دولة على متن سفن تابعة للبحرية السعودية.

وأثارت عمليات الإجلاء مخاوف على مصير السودانيين العالقين وسط القتال.

 

ويرى الباحث حميد خلف الله أن «المطالبة بممرات إنسانية آمنة لإجلاء مواطنين أجانب من دون المطالبة في الوقت نفسه بوقف الحرب، أمر رهيب». وقال «سيكون للاعبين الدوليين ثقل أقل بعد مغادرة مواطنيهم البلاد»، متوجهاً إليهم بالقول «لا تتركوا السودانيين من دون حماية».

 

وأفاد شهود (الأحد) عن سماع أصوات معارك وإطلاق نار في الخرطوم وضواحيها، يرافقها تحليق طيران حربي. وتسبّبت الغارات الجوية والقصف المدفعي حتى الآن بإغلاق «72 في المائة من المستشفيات» في مناطق النزاع، وفق لجنة أطباء السودان.

 

ومن الفاتيكان، اعتبر البابا فرنسيس (الأحد) أن الوضع «يبقى خطراً في السودان، ولهذا أجدد دعوتي لوقف العنف في أسرع وقت ولاستئناف الحوار».