أخبار وتقارير

فتحي بن لزرق يدعو إلى ترميم العلاقات بين الأطراف


       

كتب الصحفي فتحي بن لزرق مقالا جاء فيه:


في 1986 وبسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في جنوب اليمن يومها أُخرجت ابين وشبوة من الحكم في الجنوب بشكل كامل ويومها ساد الحكم لطرف واحد ووحيد بإعتباره الطرف الذي انتصر في هذه الحرب.


جاءت الوحدة وذهبت الأطراف التي كانت مسيطرة على الحكم اليها ثم تلاها الخلاف السياسي بين الحاكمين جنوباً وبين نظام الرئيس علي عبدالله صالح .


ومابين عامي 1992 بداية نشوء الازمة السياسية و1994 لحظة إندلاع الحرب كانت هناك فرصة كبيرة وكبيرة جداً للأطراف الحاكمة جنوباً ان تحاور الأطراف الأخرى التي أُخرجت من الحكم لكنها لم تفعل وحينما أندلعت كانت هذه الأطراف (أبين وشبوة) عامل حسم كبير للحرب .


في 2019 تم إفتعال حرب عبثية كانت عدن مسرحاً لها مولها الخارج وقسم أطرافها ،أنتهت مجدداً ايضاً بخروج أبين وشبوة من المشهد مضافاً اليها هذه المرة حضرموت وسقطرى ، فيما كانت عدن وابنائها غائبة عن المشهد منذ 1967.


تدحرجت كرة السياسة خلال أسابيع قليلة لتشكل مشهداً مشابهاً للظروف السياسية التي سبقت حرب صيف 1994 ،ذات الأطراف في طريقها للتحالف مجدداً مسنودة بدعم دولي في مواجهة ذات الطرف الذي واجهته في 1994 .


الطرف الذي يحكم جزء كبير من الجنوب ومهم تدحرجت الكرة في ملعبه الان أيضاً مٌشكّلة واقعاً مطابقاً لواقع مابين عامي 1992 و1994 وهو بين خيارين واما ان يقرر مواجهة كل هذه الأطراف كما فعل في 1994 مع فارق القوة والتسليح والدولة والظروف الدولية وغيرها وبين ان يلتقط الفرصة التي أهدرها في 1994 ليرمم مايمكن ترميمه وقد يسعفه الوقت وقد لايسعفه، والمدخل لكل ذلك الإعتراف بإن حرب 2019 كانت عدواناً على رفاق السلاح والإخوة والموقف.