5 ملايين ريال مكافئة لمن يقبض على قاتل الصمدي أو يدلي بمعلومات
لليوم الثامن على التوالي تشهد مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الإرهابية، توترا غير مسبوقاً، وذلك على إثر استمرار توافد الآلاف من مشائخ وأبناء القبائل الذين قدموا إليها مدججين بالأسلحة، من مديرية عتمة خاصة، ومحافظة ذمار وعدد من الحافظات الأخرى بشكل عام، وذلك تلبية لدعوات النكف القبلي الذي أطلقه مشائخ مديرية عتمة، على خلفية اغتيال رجل الأعمال الشاب مؤيد فيصل الصمدي.
يأتي ذلك في الوقت الذي أقام المحتشدون مخيما كبيرا وسط مدينة الحزم، معلنين اعتصاما مفتوحا، وأبدي انضم إليه المئات من تجار المدينة وذلك لمطالبة السلطات المحلية بسرعة ضبط الجناة المتورطين بعملية الاغتيال، وتقديمهم للمحاكمة، إلى جانب الاحتجاج على ما وصفوه بإهمال وتراخي الجهات الأمنية وإخلالها بواجباتها الأمنية في التعاطي مع واقعة الاغتيال، والتي مر عليها نحو أسبوع في حين لا يزال الجناة فارين.
ووفقا لمصادر محلية فإن مخيم الاعتصام اليوم الأربعاء استقبل أول قافلتين غذائيتين الأولى مقدمة من قبيلة آل الشرع، والأخرى مقدمة من أبناء مديرية عتمة المتواجدين بمحافظة صعدة، وذلك دعما لمخيم الاعتصام .. مبينة أنه ونتيجة للضغوط الكبيرة التي تقوم بها الحشود المتمركزة وسط مدينة الحزم، فإن السلطات تمكنت حتى الآن من ضبط عدد (8) أشخاص ممن تربطهم علاقة بالجناة بشكل مباشر وتم إيداعهم السجن والتحقيق مستمر معهم.
وأوضحت المصادر أن اللجنة المنظمة لعملية الاعتصام والمكونة من عدد من مشائخ القبائل، اعلنت يوم امس عن مكافأة مالية قدرها (5) ملايين ريال يمني، وذلك لمن يتمكن من إلقاء القبض على القاتل الرئيسي الفار من وجه العدالة المدعو أحمد ناجي بركن بن مسفرة، أو يدلي بمعلومات للقبض عليه، كما قامت بنشر صور القاتل وتعميمها على المواقع الاخباري، ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي .. كما اعلن رجل الاعمال ماجد ثابت الأسدي على صفحته بالفيسبوك عن مكافأة مالية قدرها (20) الف دولار في او سیارة نوع (راف فور) موديل 2014 لمن يدلي باي معلومات عن القاتل المذكور ومكان تواجده.
ولفتت المصادر الى أن اعتصام رجال القبائل والتجار جاء تعبيرا عن استنكارهم ورفضهم لحالة التراخي التي ابدتها السلطات الامنية الانقلابية في التعامل مع القضية، الى جانب احتجاجهم على ما تشهده محافظة الجوف من فوضى وحالة وانفلات امني غير مسبوقة، والتي تضاعفت على اثرها جرائم الاغتيالات، والاعتداءات والانتهاكات والسرقات والنهب وغيرها من الجرائم المختلفة .. مبينة ان اولياء دم الشهيد المغدور مؤيد الصمدي، ومعهم كافة الحشود القبلية، حصروا مطالبهم في سرعة ضبط القاتل ومعاونيه، وتقديمهم للمحاكمة، وانهم يتوعدون انه في حال لم يتم تنفيذ مطالبهم وضبط الجناة فإنهم سيلجأون للأخذ بالثأر لابنهم المغدور بأنفسهم.
من جانبها عبرت قبيلة آل الصمدي ممثلة بأولياء دم الشهيد المغدور مؤيد فيصل الصمدي، وكافة مشائخ القبيلة، عن ترحيبها وشكرها لجميع مشائخ ورجال القبائل الذين توافدوا الى مدينة الحزم من مديرية عتمة خاصة، ومحافظة ذمار وغيرها من المحافظات اليمنية بشكل عام مؤكدين وقوفهم الى اولياء الدم، مبديين استعدادهم لنصرتهم، مقدمين كل وسائل وسبل الدعم الممكنة.
وقال آل الصمدي في بيان لهم مخاطبين الحشود: "حقيقة نقولها لكم ايها الشرفاء والنبلاء والأوفياء ان اللسان ليعجز عن ترجمة مدى فخرنا واعتزازنا بمواقفكم التي فعلا جسدتم من خلالها حقيقة الاخوة والتعاضد والتكاتف وواحدية اللحمة والغاية والهدف التي عرفت بها عتمة وابناءها بل وكل ابناء اليمن الشرفاء على مدى التاريخ، كما اكدتم لنا ولكل انصار الحق والخير والفضيلة في العالم اجمع ان الخير والوفاء والبذل والعطاء والتضحية وغيرها من القيم النبيلة لا تزال باقية، وأن انصار الحق كانوا وسيظلون الاكثرية".
الجدير ذكره أن المجني عليه مؤيد فيصل الصمدي المنتمي إلى قبيلة بني الصمدي، التي تعد أحد أكبر قبائل مديرية عتمة - محافظة ذمار، يعد أحد رجال الأعمال البارزين الذين اتخذوا من محافظة الجوف مركزا لأعمالهم التجارية، منذ عدة سنوات، حيث أنه يعمل في مجال توريد المواد وبيع الغذائية للمحافظة، إلى جانب تجارة المكسرات وغيرها .. كما أنه على الصعيد الشخصي، ووفقا للعديد من معارفه يعد من أهدأ التجار وأكثرهم تسامحا وطيبة وأنبلهم خلقا، وأنه لم يسبق له وتخاصم أو تشاجر مع أحد.. وهو الأمر الذي جعله محط حب واحترام وتقدير كل من عرفوه.