حوارات وتقارير عين عدن

عصام المقبلي يفتح قلبه لـ"عين عدن": هيئة محو الأمية تُحقق إنجازات يومية ونحتاج رؤية دولة (حوار)


       

حاوره – رئيس تحرير عين عدن خالد شائع:

 

لا يختلف أحد على كون الدكتور عصام المقبلي مُدير هيئة محو الأمية في عدن، أحد أنشط المسؤولين في العاصمة، والذي لا يبخل بنقطة عرق واحدة في سبيل الارتقاء بالهيئة وتحقيق إنجازات تُحسب له ولإدارته، وهو ما يظهر جلياً في حجم النجاحات التي حققها طوال وجوده في منصبه، وهو ما أشاد به مؤخراً مستشار رئيس مجلس القيادة، محافظ عدن السابق الدكتور عبدالعزيز المفلحي، الذي أشار لنشاط الدكتور عصام المقبلي الدؤوب في مُختلف المناصب التي تولاها، لذا كان لنا مع مُدير هيئة محو الأمية في عدن هذا الحوار:

 

رئيس تحرير عين عدن : تحدثت في مُقابلة سابقة عن التسرب من المدارس وعن أن نسبة الأمية تتعدى الـ50%، ونسبة التسرب من التعليم الابتدائي 53%، ومن الثانوية 37%، هل هذه النسب لازالت كما هي؟، وما هو السبب وراء زيادة نسبة الأمية والتسرب من التعليم؟

الدكتور عصام المقبلي: بالفعل كان لي حديث سابق عن النسب وهي نسب مخيفة، عن ارتفاع نسبة الأمية وفق تقارير أممية، وقلت إنها تتجاوز الخمسين في المئة في المناطق المحررة، وأكدت هذه التقارير مسوحات محلية مثل المسح العنقودي للجهاز المركزي للإحصاء، الذي أكد وقارب هذه النسب المخيفة، التي أكدت أن نسبة التسريب من التعليم الابتدائي 53% والتسريب من التعليم الثانوي 37%، وسبب ذلك حالة الفقر، حيث فيتوجه الطلاب الثانوي للبحث عن فرص عمل اما التسريب من الابتدائية مرجعه النزوح بسبب الحرب وعدم قدرة الأسر شراء احتياجات أبنائها ياسيدي الجانب الاقتصادي يخل بكل شيء في الحياة. 

 

رئيس تحرير عين عدن : هل تؤثر الأمية والتسرب من التعليم على مُستقبل الدولة من وجهة نظرك؟

الدكتور عصام المُقبلي: طبعاً تؤثر نسبة زيادة الأمية على البلد، الأمية يرادفها الجهل والتخلف والتراجع، وإفرازاتها الجريمة والفقر، الأمية مرتبطة بالأمن القومي للبلد، الأمية إخلال بالحياة الطبيعية.

 

رئيس تحرير عين عدن : هل هُناك دعم من السُلطة لملف محو الأمية؟

الدكتور عصام المُقبلي: بالنسبة للدعم ما سأقوله لك حقيقة مؤلمة، أولًا غياب أي رؤية حكومية في هذا الاتجاه، لا توجد رؤية شاملة لمكافحة الأمية، عملنا يقوم على اجتهادات ونشاطات وتحركات، الداء والمرض خطير جدا، يحتاج اهتمام ورؤية دولة، أما سؤالك عن الميزانية، فميزانية عدن في محو الأمية سبعة ألف ريال يمني فقط، لكن أنا توجهت للأخ وزير الدولة محافظ محافظة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، وما تشاهده من نشاط في عدن وحيوية جادة هو بسبب سند الأخ المحافظ لإدارتنا، والأجمل من ذلك وجه مديري المديريات بالتفاعل مع إداراتنا واعتماد مشروعاتنا ضمن خطط الاستثمار، هذا الأمر نعده هو الفيصل في زيادة ناشطنا.

 

رئيس تحرير عين عدن : ما الرسالة التي تُريد أن توجهها لكُل صاحب قرار في دعم محو الأمية؟

الدكتور عصام المقبلي: رسالتي موجهة للحكومة، نحن في خطر شديد، الأمية منتشرة بشكل مُخيف، يجب أن تكون هناك رؤية دولة لمتابعة الأمية وانتشارها، يجب أن تعد خططا استراتيجية لذلك، وأقولها حقيقة، المنظمات الدولية مهما قدمت وساعدت وتشكر على جهودها، لكنها لا تحمل هم الدولة ولا يمكن أن تكون بديلة للدولة، فالدولة والحكومة الأصل، والواجب عليها أن تمتلك الرؤية هي لا غيرها.

 

رئيس تحرير عين عدن : هل هُناك شخصيات مُعينة أو جهة تُسهم في دعم محو الأمية بعيداً عن السلطة الرسمية؟

الدكتور عصام المقبلي: من نشعر أنه يحمل همنا هي قيادة السلطة المحلية وتسير معنا وفق الممكن والمسموح، ونشعر أيضاً بوزير المالية، الأستاذ سالم صالح بن بريك ووزير الخدمة الدكتور عبدالناصر الوالي، بإحساسهم معنا ومباركتهم لعملنا ومتابعتهم لنا وتشجيعهم لنا وتواصلهم معي كمدير عام، هذا الأمر يسعدني وطاقمي جدا، ثُم الشكر الذي قدم لنا من المستشار الرئاسي لناشطنا في عدن، والذي كان من الدكتور عبدالعزيز المفلحي وأيضا بلغنا متابعة مكتب رئيس الوزراء لجهودنا هذه الأمور أسعدت طاقم العمل في عدن جدا، إضافة لمشاركة بعض المنظمات خطواتنا تعد مقومات لاستمرار الاجتهادات.

 

رئيس تحرير عين عدن : ما هي أحوال موظفي محو الأمية وهل رواتبهم كافية أم أن هُناك تقصير من السُلطة في ذلك؟

الدكتور عصام المقبلي: بالنسبة لموظفي إدارة محو الأمية في عدن، فتعتمد على متعاقدات برواتب ضعيفة جداً، لكن المتعاقدات مكافحات يحملن رسالة وقيمة عليا، تتمثل في السعي لاكتساب الحسنة والأجر، عمرك شفت ناس بهكذا نبل وأخلاق في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، من خلالكم أوجه رسالتي للدولة بتثبيت كُل المتعاقدات دون استثناء تقديرا لما بذلوه من عطاء ورفع رواتبهم التعاقدية إلى ستين ألفا كراتب عقد حتى يتم التثبيت.

 

رئيس تحرير عين عدن : الجنوب كان في يوم من الأيام الدولة الوحيدة في الوطن العربي الخالية من الأمية، هل هُناك رؤية معينة من المُمكن أن تحل أزمة الأمية من جذورها في عدن؟

الدكتور عصام المقبلي: نعم لاحظ أن حديثنا عن عدن، وهذه النسبة المخيفة في عدن، التي أعلن في الثمانينيات خلوها من الأمية، للأسف هذا واقع مؤلم، الحل الوحيد رؤية دولة وخطط خمسية تعد للقضاء على الأمية.

 

رئيس تحرير عين عدن : ما هي الإنجازات والنجاحات التي حققتها هيئة محو الأمية تحت إدارتكم؟

الدكتور عصام المقبلي: إنجازات عدن يُشار لها بالبيان، فلا يمر يوم واحد إلا ويرافقه إنجاز، وهذا لا ينسب للدكتور عصام المقبلي فقط، النجاح سببه تكاتف أسري حقيقي في إدارتنا (وقد أرسل لنا الدكتور عصام المقبلي ملف كامل لإنجازات هيئة محو الأمية في عدن، خلال عام ونصف تحت إدارته، للاطلاع عليه).