أدب وثقافة

مهرجان يافع التراثي.. تجديد موروث آخر الحضارات القديمة (تقرير)


       

تقرير – عين عدن خاص:

في اليوم العاشر من بعد عيد الأضحى المُبارك انطلق "مهرجان يافع التراثي"، الذي يتم الاحتفال به سنويًا، والذي يُحيي تراث حمير العريق باعتبارها آخر الحضارات القديمة، حيث يستمد منه اليمنيون زهاء قوتهم وجلدة صبرهم وكفاحهم الطويل لحماية وطنهم.

 

توافد قيادات قبلية وعسكرية وسياسية

وخطف "مهرجان يافع السنوي" هذا العام الأنظار بعد أن توافدت قيادات قبلية وعسكرية وسياسية بارزة للاحتفالات لمشاركة المواطنين في الجبال الشماء أحياء تراث حمير العريق، حيث تخلل الاحتفال فقرات متنوعة، مثل الزي الشعبي، رقصة البرع، حمل الأسلحة القديمة، الزوامل التي تفاخر بتاريخ يافع.. وغيرها.

 

تجديد موروث آخر الحضارات القديمة

وتعتبر قبيلة يافع الحميرية من بين سائر قبائل الجنوب واليمن، التي لا زالت تحتفظ بتراث الأجداد كتقليد سنوي لتجديد موروث آخر الحضارات القديمة، حيث يشارك رجال وأطفال بالزي التقليدي اليافعي التاريخي، فيما يحتزم آخرون بالخناجر ويحملون السلاح القديم على أكتافهم قبل أن تقرع الطبول وتنطلق الرقصات الحربية وسجلات الشعر الشعبي.

 

رقصات البرع

وتؤدى رقصات "البرع" الحميرية العسكرية خلال الاحتفال بالتراث اليافيعي على وقع الطبول، حيث تُشارك النساء إلى جانب الرجال المتشحة بالأسلحة والجنابي اليمنية المعروفة وويتم أداء الرقصات إلى جانب ترديد الزوامل فيما يقدم المهرجان جوائز مالية للمُبدعين والقائمين على خدمة المُجتمع.

 

تراث نفخر به

قال أحد النُشطاء عبر تويتر، إن من أجمل الثراث الشعبي المُحبب لديه، هو التراث اليافعي والأزياء اليافعية، قائلًا: "دامت كل ربوع الوطن في شموخ"، بينما قال ناشط آخر: "هنا يافع هنا مصنع الرجال، هنا التراث والحضارة، هنا رايتي حاضرة وشامخة.

وأشار ناشط آخر: في يافع كبقية الجنوب ترك لنا الأسلاف الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به، تراثنا أمانة الأجداد التي يحملها اليوم الأحفاد والذي وجب علينا الحفاظ عليه وتأصيله وتطويره ليكون جزء من بناء الشخصية اليافعية الثقافية.

 

أقوى فعاليات الجزيرة العربية

ويرى نُشطاء، أن مهرجان ‫يافع للتراث الثقافي يُعتبر من أقوى الفعاليات الثقافية والفنية القبلية في الجزيرة العربية ويمتد منذُ مئات السنين ويحمل تاريخا كبيرا ونهجا فنيا وثقافيا متميزا، فحمير هي القبيلة التي حكمت جنوب الجزيرة العربية أكثر من 600 عام بين 115 قبل الميلاد إلى 525 ميلاديا، وتعد قبيلة يافع أهم بطونها، وبحسب المراجع التاريخية فقد دخلت يافع الإسلام لتشكل مددا للخليفة أبو بكر الصديق في فتوحاته.

وفي النهاية فإن الاحتفال بالتراث اليافعي أظهر مخزون من الآثار والتراث الذي تركه الأجداد والآباء ويتفاخر به الأبناء، فيافع هي موطن "ناطحات السحاب الحجرية الفريدة في العالم"، وتشتهر بفن العمارة والبنايات التي تتسامق مع الجبال الوعرة لتشكل لوحة فاتنة من الجمال.