إنقاذ اليمن لا يحتاج لمتسوّلين، بل لرجال دولة

إذا أرادت الشرعية، وهي صادقة، أن تحرّر صنعاء، فعليها أن تتحرك على كافة المستويات، وعلى قادتها أن يتحدّثوا ويتصرّفوا بروح رجال الدولة، لا بروح المتسوّلين والتابعين منكسري الرؤوس، المهانين، الذين يمدّون أيديهم للآخرين.
فأولا، يجب أن تطمئن الشرعية الحلفاء وتقنعهم بجديتها، ثم تضمن لهم مصالحهم بما يتناسب مع قوانين الجمهورية اليمنية، ولا أعتقد أن أي دولة تريد أكثر من مصالحها إذا ضَمِنت ووثِقت، كما لا أرى أن من مصلحة أي دولة انتهاك سيادة أي بلد إذا كان هناك التزام وثقة متبادلة.
ثم على الشرعية، بمعية الحلفاء، إن كانوا جميعا صادقين، أن تتحركوا دوليا لضمان كل المصالح وإنهاء المخاوف التي نشأت نتيجة تقارير كاذبة ومزيفة، كان الهدف منها استمرار الحرب السياسية وإبقاء اليمن واليمنيين تحت رحمة الموت، ونحن متأكدون أن من استطاع إقناع المجتمع الدولي بأمور أكبر وأخطر من إيقاف الحرب في اليمن، قادر على تحييده على الأقل، لمنع عرقلة الجيش الوطني كما حدث في نِهم والحديدة وغيرها سابقا.
فهل تستطيع قيادات الشرعية القيام بهذا العمل البسيط؟ إن لم تكن قادرة، فعليها أن تستقيل، وهناك من يستطيع إنقاذ اليمن الذي وصل إلى مرحلة مأساوية غاية في الصعوبة، فاليمن له أبناؤه الطيبون القادرون على قيادته وإنقاذه، ومن المعيب والمخجل أن يتمسّك الحلفاء بقيادة لم تضمن مصالح الشعب اليمني ولم تحترمه، ولم تضمن حتى مصالح الحلفاء، بل اكتفت بأخذ العطايا التي لا تصبّ في مصلحة اليمنيين ولا الحلفاء.
أما عن الثناء والمديح ورفع التقارير الكاذبة وضرب الصدور، فهذه الممارسات يستطيعها أردأ شخص يجيد القراءة والكتابة، ولا داعي لأن يقدّمها رجل يمثل دولة، كما لا أعتقد أن هذه الأساليب أصبحت تنطلي على الحلفاء.
لم نكتب هذا للتسلية أو كمحاولة للنيل من أحد أو لأي أهداف سياسية، إنما هذه الأحرف نابعة من عقل قلب يحترقان كل يوم بل وكل لحظة لأجل الوطن الكبير الذي يقترب كل يوم من هاوية أكبر من السابقة، وواجبنا إنقاذه ونحن مبجبرين على إنقاذه، وسننقذه بإذن الله.
نؤمن أن النصر من عند الله وحده، لكن علينا أن نبذل الأسباب ونتخذ الخطوات اللازمة لتحقيقه، فلنعمل بالمسببات، و ونحن على ثقة بنصر الله.