إحتفالات غير رسمية بتعز.. فوضى خارج إطار القانون
في العادة، يتم تنظيم ورعاية الاحتفالات الوطنية الكبرى في اليمن، مثل أعياد (26 سبتمبر، 14 أكتوبر، 22 مايو، و30 نوفمبر)، بشكل رسمي وبإشراف كامل من السلطات المحلية، فالقيادة العليا ممثلة برئاسة الجمهورية هي من تتولى تحديد التوقيت والمكان المناسبين لإشعال شعلة الاحتفال، وتكليف شخصية رسمية محددة للقيام بهذا الأمر مرة واحدة فقط على مستوى الجمهورية، دون تكرار في المحافظات الأخرى، كما يُصدر رئيس الجمهورية كلمة خطابية بهذه المناسبات، تُعتبر الكلمة الرسمية الوحيدة المعتمدة على مستوى الوطن.
كما تقوم رئاسة الجمهورية، عبر الحكومة، بالدعوة لإقامة احتفال رسمي والتي تحددها اللجنة العليا للاحتفالات، بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية، وعلى مستوى المحافظات والمديريات، تُنظم الاحتفالات والفعاليات بشكل رسمي من قبل السلطات المحلية، بمشاركة الجيش والأمن والأحزاب والمكونات المختلفة، وذلك بناءً على دعوة رسمية من السلطات المحلية للحضور والمشاركة، وتُقام هذه الاحتفالات إما بشكل نخبوية نوعي أو شعبي مفتوح، حسب ما يتم تحديده من زمان ومكان.
ولا يحق لأي جهة أو مكون آخر تنظيم احتفالات أو مسيرات شعبية أو مسلحة خارج إطار هذه الفعاليات الرسمية، والاستثناء الوحيد يكون للأحزاب والمكونات التي يمكنها تنظيم فعاليات داخل مقراتها الخاصة، دون أن تكون احتفالات عامة أو تتطلب الخروج إلى الشوارع والساحات إلا بعد الحصول على تصريح رسمي من السلطات، كون هذه المناسبات تحمل طابعاً وطنياً رسمياً وليست ميداناً للدعاية الانتخابية أو الترويج لمكونات أو شخصيات بعينها.
وفي ضوء هذه اللوائح المنظمة، فإن الفعالية التي أُقيمت في مدينة تعز، مساء اليوم، وشهدت حشداً شعبياً في شارع جمال، تُعد مخالفة واضحة للوائح الرسمية، خاصة وأن الدعوة لها جاءت من كيان غير رسمي وغير مرخص ومجهول الهوية، وهذا الأمر يتكرر مع الفعالية المخطط لها غدًا السبت، والتي تتضمن مسيرات شعبية ومسلحة في شارع جمال بالتوازي مع الفعالية التي تنظمها السلطة المحلية، وكلا الحدثين يخالفان القوانين المنظمة للاحتفالات الوطنية.
ما يزيد من خطورة هذا الأمر هو التزامن بين الفعالية غير الرسمية التي تنظمها الجهة المجهولة والفعالية الرسمية للسلطة المحلية، مما يوحي وكأن هناك محاولة لإظهار مكون أو مكونات موازية أو رديفة للسلطات الرسمية، وهذا النوع من الفعاليات، إذا تُرك دون تنظيم، يمكن أن يؤدي إلى فوضى وزعزعة النظام العام.
* كاتب وناشط سياسي