ثورة 26 سبتمبر.. استمرار النضال والتمسك بالمبادئ
مع كل عام يمر، يتجدد احتفالنا بذكرى ثورة 26 سبتمبر كرمزٍ حيّ لتاريخٍ صنعه اليمنيون بنضالهم وتضحياتهم، وهذه المناسبة الوطنية ليست مجرد احتفالٍ يمر مرور الكرام، بل يجب أن تكون دافعاً إضافياً لتجديد العهد بالدفاع عن مبادئ الثورة وأهدافها، والتمسك بالمشروع الجمهوري العظيم الذي جسد حرية الإنسان وكرامته، وفتح الباب أمام بناء دولة المؤسسات والقانون.
نحتفل اليوم بذكرى الثورة في وقت تواجه فيه الجمهورية تهديدات جسيمة تسعى لإعادتها إلى عصور الجهل والعبودية والخرافة، وهذه التهديدات، التي تتجسد في المشروع الرجعي المدعوم من الميليشيات الانقلابية، لا مستقبل لها، لأن إرادة الشعب اليمني كانت وما زالت أقوى من كل محاولات التراجع والعودة إلى الوراء، فمن كل مدينة، ومن كل جبل وسهل، نهض اليمنيون في مقاومة بطولية تسطر اليوم معركة جديدة في صفحات التاريخ لا تقل أهمية عن تلك التي خاضها أجدادهم في ثورة 26 سبتمبر الخالدة.
صحيح أن هذه الحقبة المظلمة أثقلت كاهل اليمنيين وزادت من معاناتهم، لكنها لن تدوم طويلاً، وإن المقاومة المستمرة لشعبنا، المدعومة بعزيمة لا تلين، تزداد قوة يوماً بعد يوم حتى تحقيق النصر الكامل وإسقاط الانقلاب واستعادة الدولة، وما نشهده من مظاهر الاحتفال بعيد الثورة في مناطق سيطرة الميليشيات، رغم القمع والاعتقالات، يعكس أن روح الثورة لا تزال حية في قلوب اليمنيين، وأن أحلامهم وطموحاتهم في الحرية والمستقبل الأفضل لا يمكن أن تنطفئ تحت أي ظرف.
إن اليمنيين قد حسموا موقفهم ولن يقبلوا العودة إلى عصور الظلام والجهل، فطموحاتهم وأحلامهم اليوم أوسع وأكبر من أن تحطمها جماعات تحمل مشاريع بالية تجاوزها الزمن بآلاف السنين، وكما انتصر الشعب اليمني في 26 سبتمبر 1962م، على الطغيان والاستبداد، فإنه سينتصر اليوم أيضاً على كل من يحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
وفي الختام، نؤكد أن كل عام يمر وثورتنا تتقدم، وأن روح سبتمبر المجيد ستظل حاضرة في وجدان كل يمني، وكل عام واليمن وشعبه في تقدم وازدهار، وسبتمبر مجيد على الجميع.
* عضو مجلس النواب- محافظ تعز الأسبق