عن عيد الإبداع وهموم المبدعين



 

قبل يومين مر علينا ال٢١ من إبريل اليوم العالمي للإبداع والمبدعين مرور الكرام ،ولو ان ثمة إدارة للإبداع أو وزارة تهتم بهكذا مناسبة لكان للأمر شان آخر، لكن سيطرأ القصور في كل الأحوال كما هو جاثم على وزارة الثقافة وملحقاتها 

عموما عيد إبداع مبارك للمبدعين عامة وللمتعددين فيه خاصة الذين يمسكون بخيوط مواهبهم المتعددة ويمنحونها إكسيرا متفردا، ملونا ومضيئا حتى لاتهمل موهبة على حساب أخرى، ويبلون بلاءً إبدعيا حسنا أو يموتون وهم يحاولون..

للمتعددين الذين يتنفسون عبير الحرف وبهاء الكلمة وينسجون معناه ويشكلون مبناه 

للذين يزينون الكلم في مواضعه ويرمزون به ومن خلاله وبالريشة يلونونه ويجردونه ويتماهون في لونه وهم يعبرون. من سرياليته إلى انطباعيته إلى تكعيبيته ووحشيته إلى دادائيته وإن أصيبوا بفترة المرحلة الزرقاء..الخ الخ الخ.

 إلى الضوء المعتق الطالع من آخر النفق وهو يطل ويتشكل على هيئة حرف أبيض يلوح لهم من بعيد.و يقول للمبدع/ة :  أنا هنا تعال خلفي ظلام ، تعال وبدده

 إليهم وهم ويؤثثون به عالمهم  الحالم الخاص، وعالم من يقرأهم ،ومن يستشرفهم في لوحة أو يطرب لهم على كف لحن مسافر من وتر أغن، في إصبع بيانو ،في حزن ناي، وشجن كمان ،ونوستالجيا ساكسفون أو أوكورديون

للذين يبزغون من ثنايا اللوحة وأنسجة جيناتها اللونية حين المخاض

 للذين ينفخون الحياة في يباس خشبة المسرح ويمنحونها إيناعا واخضرارا مجيدا يزرعون الخشبة ويذرعونها على طول (ميزان سينها ) وعرضه على متن حرف.

 لهم وهم يعرون لنا الأقنعة بقناع باسم أوساخر وآخر حزين ويمارسون في ذواتنا فعل التطهير فنضحك احتراقا على شفا دمعة

فالخشبة حرف واللوحة حرف واللحن أساسه حرف ، إنه الحرف المبحر في المواويل مرورا بالآه وليس انتهاءً ب ياليل..ياعين 

وقد يقود الحرف إلى حتف كما ساق المتنبي وقبله السيد المسيح إلى ما أفضوا إليه

وللحرف الجامع للمواهب كلفته الباهظة فقد دفع ثمنها الكثير بعد أن زج بهم في خانات الإلحاد والتضليل والزندقة وإلى ظلمات السجون وانتهوا إلى المشانق والمقاصل والقتل والحرق

 

يا مبدعي العالم والإنسانية

 ياأحبة الحرف وأصدقاءه ورفقته أما بعد :

أحييكم بتحية الإبداع 

لايخفى عليكم فالمبدع المتعدد مكروه عند قوم تحركهم عقد النقص ونوازع الغيرة،

 كما هو بالمقابل محبوب عند آخرين، تنور الفضيلة أفئدتهم يحاربه المعقدون بكل ما أوتوا من حقد وغيض 

ومن أطرف ماروي عن المبدع المتعدد أن أحدهم وهو معتوه أخرق رأس تحرير مجلة في غفلة من الزمن فضاق بموهوب متعدد ذرعا واشتعل به فتيل الحسد فخافه وهابه 

حتى انه قال: لما يفعل هذا المتعدد كل شيء؟!  حتى لو طلبنا ميكانيكي في المجلة لقال انا لها !

هههههه نقول لهذا المختل مُت بغيضك أيها النكرة فهو عذر اقبح من ذنب. وهي شهادة ضمنية سقطت من زاوية مظلمة من لسانك الأفعواني

 

أما غزة، فياااالغزة ومبدعيها

 غزة فلسطين، غزة هاشم ومن ينسى غزة. إيييه كم هو متفرد إبداعهم، يبدعون في فعل المقاومة يوازي حرفهم بين حجر وصاروخ فتتجلى جنائن الشهادة بأبهى هيئة وحلة أو يموتون وهم يفعلون، لايبدع في تأثيث معنى الشهادة إلا هم إنه حصر عليهم 

فعل لايتقنه إلا شعب الجبارين  فلهم السلام عليهم السلام .

 

هذا إبداعهم ..فأين أثركم؟

 

بسّام الحروري