خبراء: تناول اللبن لا يزيد من إفراز المخاط في حالات الإصابة بنزلات البرد
يسود اعتقاد بأن شرب اللبن أثناء الإصابة بنزلات البرد يفاقم حدة الأعراض ويزيد من إفراز المخاط والبلغم، ولكن باحثين في الولايات المتحدة يؤكدون أن هذا الاعتقاد مرتبط بأعراض ظاهرية لدى البعض، وأن اللبن في الحقيقة لا يؤدي إلى زيادة الأعراض المرضية في حالات الإصابة بنزلات البرد.
وتقول الباحثة جولي بون من مركز “مايو كلينيك” الطبي في الولايات المتحدة إن “اللبن لا يؤدي إلى إفراز البلغم”، وتؤكد في تصريحات للموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية أنه رغم أن المخاط يزداد كثافة في حالات عدوى الجهاز التنفسي، فإن هذه العملية لا ترتبط باستهلاك اللبن.
وأوضحت أن الشعور الظاهري بزيادة إفراز المخاط عند شرب اللبن يرتبط بأن اللبن يصنع غشاء حول منطقة الفم والحلق بشكل مؤقت، مما يعطي إحساسا ظاهريا بزيادة المخاط والبلغم داخل الجهاز التنفسي.
ولا تدعم الأبحاث العلمية الحديثة فكرة الامتناع عن تناول الألبان أثناء عدوى الجهاز التنفسي باستثناء في حالات مرضى الحساسية تجاه تناول الألبان. وتقول بون إن بالنسبة لمن يعانون من البرد أو التهاب الحلق، فإن شرب اللبن ربما في حقيقة الأمر ينطوي على فائدة بالنسبة لهم، لأن قوام اللبن البارد والناعم يساعد في تقليل حساسية أنسجة الحلق الملتهبة، كما أن فائدته الغذائية تساعد في تقوية الجسم ومساعدته على مقاومة العدوى.
◙ رغم أن المخاط يزداد كثافة في حالات عدوى الجهاز التنفسي فإن هذه العملية لا ترتبط باستهلاك اللبن
وينصح الخبراء أيضا في حالات الإصابة بنزلات البرد بالإكثار من تناول الماء والمرق والمشروبات الدافئة، مع استخدام أجهزة الترطيب لتقليل الاحتقان والغرغرة بالماء والملح لتقليل أوجاع الحلق.
ويمكن أن يساعد اللبن في مكافحة نزلات البرد. وبحسب اختصاصية التغذية المسجلة في مستشفى تكساس للأطفال والمتحدثة الرسمية لأكاديمية علم التغذية كريستي أل كينغ، فإن “الزبادي غني بالبروبيوتيك، ما يساعد في تعزيز جهاز المناعة.” وقد وجدت الدراسات التي نظرت في فوائد البروبيوتيك نتائج واعدة، من حيث مكافحته لنزلات البرد، ويمكن أن تعزى الفوائد المحددة فقط إلى السلالات الفعلية المدروسة، والتي لا توجد بالضرورة في أنواع الزبادي العادية وغير المكملة.
وقال نائب رئيس قسم بحوث التغذية في المجلس الوطني للألبان ميكي روبين إن اللبن هو خيار غذائي مغذ، والبروبيوتيك مفيد للصحة، لذا فإن تضمينه في خطة شاملة للأكل الصحي يُعتبر أمرا جيدا، ولكن التوصية بتناول اللبن خصيصا لمكافحة البرد سيكون أمرا سابقا لأوانه.
ويحتوي الزبادي أيضا على عامل آخر يعزز المناعة، أي الزنك. وتشير الأبحاث إلى أن الزنك يمكن أن يقلل من مدة أعراض البرد، ولكن كميات الزنك اللازمة لتقديم هذه الفائدة يجب أن تبلغ 75 ملليغراما على الأقل، وهي أعلى بكثير من الكمية المتوفرة في كوب من اللبن، والتي تبلغ ملليغرامين من الزنك.
وتوفر الكربوهيدرات في اللبن الطاقة، ما يساعد على التعافي من أعراض البرد، وفقا لكينغ. ووجدت دراسة حديثة، بتمويل من المجلس الوطني للألبان، أن عندما تستهلك النساء اللبن يوميا لمدة تسعة أسابيع، تنخفض معدلات الالتهاب في فحوصات الدم التابعة لهن، ما يمكن أن يشير إلى آلية يمكن من خلالها للزبادي أن يكون مفيدا في مكافحة أعراض البرد. ورغم أن قدرة اللبن على مكافحة البرد ما زالت في المرحلة النظرية وتحتاج إلى إثباتات، إلا أن الخبراء يقولون إنه ليس هناك من سبب وجيه لعدم اختيار تناول الزبادي وخصوصا عندما تعاني من صعوبة في البلع، أو من التهاب في الحلق، أو حتى سيلان الأنف.