اليمن في الصحافة

البيان: الكهرباء في اليمن بين تضاؤل وهدر وارتفاع تكاليف


       

في الوقت الذي انسحب فيه معتز محمود من الاشتراك في محطة الطاقة الكهربائية التابعة لأحد المستثمرين، إثر بلوغ قيمة الاستهلاك الشهري (25000) ريال (20) دولاراً، بسعر (900) ريال للكيلو واط الواحد، فإن علي عتيق لا يزال يدفع مرغماً (3000) دولار شهرياً ثمناً لاستهلاك الكهرباء كي لا يفسد الدجاج واللحوم في برادات محله التجاري في تعز.

ويعد ضعف خدمات الكهرباء في اليمن مشكلة مزمنة، كما صنـفت كواحدة من أقل البلـدان في معدلات إنتاج الكهرباء، وقبـل الانقلاب الحوثي، لـم يكـن يحصـل أقـل مـن نصـف عـدد السـكان على الكهربـاء.

متوسط الاستهلاك

ويبلغ المتوسـط السـنوي لنصيـب الفرد من اسـتهلاك الطاقـة الكهربائية في اليمـن 255 ك. س، وهـو أقل بكثير من المتوسـط السـنوي في منطقة الشـرق الأوسط، بينما على المسـتوى العالـمي يبلغ 100,3، يضـاف إلـى ذلـك أن توفـر الوصـول إلـى الكهربـاء وموثوقيتهـا كانا دون المسـتوى المطلـوب، بسبب نقص إمدادات الوقـود والتخريب المتكـرر لأبراج النقـل التـي تربـط محطة كهرباء مأرب - وهـي محطـة الطاقـة الكبرى في اليمن - بالشـبكة الوطنية.

وعلى الرغـم مـن أن القـدرة الكهربائيـة المركبة للمؤسسـة العامة للكهرباء كانـت حوالي 5,1 جيجاوات، فلـم تكـن القـدرة الكهربائيـة المتاحـة في عامـي 2012 و2013 سـوى 1 جيجاوات تقريبـاً، وبالـكاد بلـغ عـدد المشـتركين الذيـن زودتهـم هـذه القـدرة الكهربائيـة 2 مليـون مشـترك فقـط. وشهدت الشبكة الوطنية للكهرباء انهياراً شديداً بعد الانقلاب، ونظـراً للعجـز في توليد الكهرباء يتم شـراء الطاقـة الكهربائية مـن منتجي القطـاع الخـاص مـن قبل المواطنين بأسعار باهظة.

عجز مستمر

وفي الوقت الراهن، فإن كثيراً من محطات توليد الكهرباء الحكومية لا تعمل بكامل طاقتها، إما بسبب مشاكل فنية أو بسبب نقص الوقود.ويأتي الاعتماد الكبير على الديزل في توليد الطاقة، حسب ورقة بحثية لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ضمن الأسباب الرئيسية لاستمرار ضعف خدمات الكهرباء في اليمن. في حين يأتي خيار استخدام الغاز وتأهيل البنية التحتية على رأس الحلول المتاحة لإصلاح منظومة الكهرباء في البلاد.

استثمار في الطاقة

ويعد الاستثمار في الطاقة المتجددة أرخص كثيراً، حسب مختصين لـ«البيان»، ويجعل الدولة تتحرر من تكاليف المازوت والديزل والصيانة والغاز للأبد، لا سيما وأن اليمن يمتلك 2500 كم من الشريط الساحلي بمتوسط سرعة رياح تصل إلى 8 أمتار في الثانية، وتعتبر مديرية المخا ومحافظة المهرة هما الأفضل في هذا المجال.

ويحتاج بناء محطة لإنتاج الكهرباء عبر الرياح لأكثر من 3 ملايين و300 ألف يورو لإنتاج 3 ميجاوات، أي أن إنتاج 1000 ميجاوات يحتاج ملياراً و100 مليون دولار من دون شبكة التمديدات.

احتياج

ويبلغ احتياج اليمن الحقيقي 1500 ميجاوات، وفي عام 2013 كان إنتاج الـ19 محطة كهرباء في الجمهورية 1097 ميجاوات من محطات غاز ومازوت وديزل أرهق الدولة وكلفها مليارات الدولارات للإنشاء وللخدمات ومليارات للتشغيل، ورغم ذلك ظلت تشهد انقطاعات مستمرة، مع شبكة مهترئة، كان لها انعكاسات سالبة على التنمية والخدمات.

ويستخدم السكان منذ الانقلاب الطاقة الشمسية والطاقة التجارية للحصول على الكهرباء.