السيناريو الأسوأ لما بعد انتخابات أمريكا.. هذا ما قد يحدث للعالم
ناقشت الكثير من التقارير ما اعتبرته مخاطر عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض لكن القليل فقط تعرض لمخاطر هزيمته في الانتخابات.
وفي حال فوز نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في المجمع الانتخابي، فمن المرجح أن يطعن فريق خصمها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في النتيجة مثلما حدث في 2020 ونجم عنه عنف جرى احتواؤه وهو ما يرجع جزئيا إلى إغلاق كورونا حول العالم.
مخاطر رفض النتائج
وفي 2024، أصبح العالم في مكان مختلف تمامًا عما كان عليه قبل 4 أعوام بسبب الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا لذا فإن الاستقرار السياسي للولايات المتحدة باعتبارها الدولة الأقوى هو أمر غاية في الأهمية وأي نزاع حول نتيجة الانتخابات الرئاسية قد يكون له عواقب عالمية وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لها.
وقال برايان كلاس، الأستاذ المشارك في السياسة العالمية في جامعة كوليدج لندن، إن رفض ترامب قبول هزيمته سيخلق خطرين رئيسيين لبقية العالم الأول هو "جذب انتباه كل سياسي ومؤسسة إخبارية حول العالم الأمر الذي يترك نطاقا ضئيلا للتعامل مع أي شيء آخر مما يخلق مساحة للجهات الفاعلة السيئة الانتهازية للقيام بأشياء ذات رد فعل محدود".
وأضاف: "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التأثير على مكانة الديمقراطية الأمريكية في جميع أنحاء العالم وهي سحابة قد تخيم على رئاسة هاريس بأكملها إذا فازت".
وتابع: "كيف يمكن لأمريكا أن تحاضر العالم عن الديمقراطية عندما تحدث أشياء مثل 6 يناير/كانون الأول (في إشارة لاقتحام أنصار ترامب الكابيتول)؟ لا أحد يرى أمريكا كنموذج طموح للديمقراطية خلال عهد ترامب".
ورطة أوكرانيا
ورغم أن ترامب أوضح عداءه لأوكرانيا التي تتجه نحو هزيمة بطيئة ودموية إلا أنه حتى لو خسر الانتخابات ستكون كييف في ورطة.
وقالت جايد ماكغلين، الباحثة في كينغز كوليدج لندن إنه من المتوقع أن تقصف روسيا أوكرانيا خلال الشتاء وهو ما اعتبرت أنه سيكون كارثة للمناطق التي دمرت روسيا بالفعل معظم بنيتها التحتية للطاقة.
ويشعر مسؤولو حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالقلق من أن عدم الاستقرار بعد الانتخابات الأمريكية قد يجعل هذا السيناريو أكثر احتمالية.
الشرق الأوسط
وبالنسبة للصراعات المتعددة الأطراف في الشرق الأوسط أصبحت أكثر خطورة يوما بعد يوم ويعتقد عدد قليل من المسؤولين الغربيين أن يؤدي عدم الاستقرار في الولايات المتحدة إلى المزيد من التصعيد من جانب إسرائيل أو إيران أو حماس أو حزب الله فحتى الآن، فشلت واشنطن وحلفاؤها في منع تفاقم الصراع ليتحول إلى الوضع الأكثر خطورة الذي شهدته المنطقة منذ عقود.
وقالت مصادر في الناتو إن الانسحاب السياسي والدبلوماسي والثقافي والفكري من الشرق الأوسط على مدار أكثر من عقد أدى إلى تقليص النفوذ الذي تقوده الولايات المتحدة.
والسؤال الآن في حال شهدت الولايات المتحدة عدم استقرار بعد الانتخابات كيف سيكون الرد الغربي إذا خرجت عمليات تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل عن السيطرة.
وفي حين أن إدارة بايدن ستظل في السلطة خلال الفترة الانتقالية فإن فوضى عدم اليقين بشأن الإدارة القادمة من شأنها أن تعقد جميع قرارات السياسة الخارجية، وخاصة في الشرق الأوسط.
وقد يلعب عدم اليقين بشأن نتيجة الانتخابات دورا لصالح أولئك الذين يسعون إلى إهانة الولايات المتحدة وتشويه سمعتها كمثال للعالم.
وقال نيك تشيزمان، أستاذ الديمقراطية في جامعة برمنغهام، "إن المنافسين الدوليين الرئيسيين لأمريكا هما روسيا والصين، اللتان تستمتعان بأي فرصة لتصوير الديمقراطية الغربية على أنها فاشلة".
وتابع: "إن عدم الاستقرار في السياسة الأمريكية لديه القدرة على أن يؤدي إلى حالة من عدم اليقين العالمي ويخلق فرصا للأشخاص الذين يريدون التقليل من شأن الولايات المتحدة وقيمها".