أخبار المحافطات

البيضاني: الحوثي حوّل الهدنة إلى استراحة محارب وقح يشهر الفأس في وجه الشجرة التي يستظل بها


       

أكد الكاتب والمحلل السياسي صالح البيضاني أنه على الرغم من بلاغة الدرس السياسي الذي خلفته حروب صعدة ومآسيها المبكية ومآلاتها المريرة، إلا أن الكثير من القادة السياسيين اليمنيين الذين خاضوا غمار هذا الصراع، لم يستفيدوا أبدا منه، وما نشهده اليوم من أخطاء إستراتيجية صغيرة وكبيرة على حد سواء لبعض القادة في معسكر “الشرعية” الذين كانوا على مقربة من حروب صعدة، ندرك أنهم ما زالوا يرتبكون ذات الأخطاء أو الخطايا القاتلة.

 

وأشار إلى أن هذه الاخطاء تمثلت حينا من خلال الوقوع في فخ الوساطات والاتفاقات والهدن التي مهدت الطريق للحوثيين من صعدة إلى صنعاء بين عامي 2004 و2014، وحينا آخر عبر ممارسة نفس الدور الابتزازي الذي تعاملت به الكثير من القوى السياسية اليمنية مع حروب صعدة باعتبارها فرصة مناسبة للمحاكمات الداخلية وتسجيل النقاط والإيقاع بالخصوم السياسيين وتوريطهم.

 

وتابع :" إذا ما فككنا واقع الملف اليمني وتداعياته المتلاحقة، في ظل “الهدنة الأممية” الهشة التي لم يلتزم بها الحوثيون، بقدر ما حوّلوها إلى استراحة محارب وقح يشهر الفأس في وجه الشجرة التي يستظل بها، ويقطف ثمارها في نفس الوقت دون خجل أو وجل، نجد أن المعادلة مختلة بالكامل، حيث يقف خصوم الحوثيين في العراء تقريبا دون إستراتيجية واضحة، يتلقون الضربات ويواصلون دون كلل لعب دور الطرف العاقل والملتزم في معادلة الحرب ويمضون قدما في سياسة الرهان على كسب ود المجتمع الدولي من خلال التعاطي المفرط مع طلبات المبعوث الأممي وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التي يفرضها التعنت الحوثي، في سياسة بائسة أثبتت الأحداث أنها لم تزد الحوثيين إلا تصلبا، ولم توقف يوما سيل المطالب الدولية التي تتركز على كاهل الطرف “العاقل” لإرضاء الطرف “المجنون”!