أخبار وتقارير

العليمي ينتقد والداعري يحذر.. تعامل المجتمع الدولي مع الحوثي بين التباطؤ والتماهي والتراخي والتساهل (تقرير)


       

تقرير عين عدن- خاص

دائما ما كانت الشرعية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وقبل ذلك، منذ انقلاب ميليشيا الحوثي، ما كانت تحذر من سياسات الميليشيا وخلفياتها الطائفية وتوجهاتها الإرهابية وخطورة السماح لها باحتلال أراض يمنية على المنطقة والعالم بأسره، وهو ما تحقق بالفعل من خلال هجمات الميليشيا البحرية التي شلت الملاحة الدولية.

 

تباطؤ تجفيف مصادر أسلحة الحوثيين

وفي آخر رسائل الشرعية التحذيرية، انتقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، خلال استقباله في الرياض جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، ما وصفه ب «تباطؤ المجتمع الدولي» في تجفيف مصادر أسلحة الحوثيين وتمويلهم وتفكيك رؤيتها العنصرية القائمة على الحق الإلهي في حكم البشر، والتعبئة العدوانية ضد المجتمعات، والديانات والحقوق والكرامة الإنسانية، وأكد صعوبة الوصول إلى سلام مستدام مع الجماعة لأنها تغلب مصالح إيران على مصلحة اليمنيين.

 

تماهي المجتمع الدولي مع الحوثي

وقبل شهرين وبالتحديد في 17 فبراير 2024، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، إن تماهي المجتمع الدولي مع مليشيا الحوثي يجعلها تطالب بالمزيد من المكاسب، مشيرا خلال فعالية نقاشية بمؤتمر الأمن الدولي في ميونخ بألمانيا، أنه طالما بقي السلاح الإيراني يتدفق لميليشيا الحوثي ستظل تهدد الملاحة الدولية، داعيا إلى مزيد من الضغوط الدولية على إيران من أجل رضوخ مليشيا الحوثي واستجابتها لجهود السلام، كما جدد دعوته للمجتمع الدولي لدعم الشرعية من أجل استعادة السيطرة على كافة المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، مؤكدا ضرورة تجفيف منابع الأسلحة التي تأتي إليهم من إيران...

 

تراخي المجتمع الدولي

وفي نفس الإطار، قال الفريق الركن محسن الداعري وزير الدفاع، خلال لقائه في عدن، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) الجنرال مايكل بيري والوفد المرافق له، إن مليشيات الحوثي الإرهابية لم تف بأي جزء من اتفاق استوكهولم كعادتها في نقض العهود والمواثيق، في ظل تراخي المجتمع الدولي بإلزامها بتطبيق الاتفاق، مشيرا إلى أن المليشيات الحوثية استغلت هذا الاتفاق لتجعل الحديدة منطلقا لتهديد الملاحة البحرية، واستهداف السفن التجارية وناقلات النفط.

 

تساهل المجتمع الدولي

وزير الدفاع الفريق محسن الداعري، أشار أيضا خلال لقاءين منفصلين مع سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن والملحق العسكري ستيورس بيبلز، والسفيرة البريطانية لدى اليمن عبده شريف والملحق العسكري جوناثان فريم، إلى أن الحماقات التي أقدمت عليها مليشيا الحوثي في خطوط الملاحة الدولية "نتيجة لتساهل المجتمع الدولي" رغم تحذيرات الحكومة اليمنية المستمرة.

 

مصالح أمريكا مع إيران والحوثي

وكان المحلل السياسي الدكتور ثابت الأحمدي، قد قال في تصريحات صحفية: "مليشيا الحوثي ذراع إيراني مثله مثل مليشيا حزب الله، وغيرها من المليشيات في المنطقة، مع مراعاة اشتراطات اللاعبين الدوليين، الذين سهلوا، وأعطوا الضوء الأخضر للحوثي، منذ وقت مبكر، بالخروج من مران، والسيطرة على العاصمة صنعاء، وهذه المسألة لم تعد خافية على أحد، مشيرا لوجود مصالح دولية وإقليمية، لا سيما مصالح أمريكا مع إيران ومليشيا الحوثي، لأهداف معينة، وابتزاز دول معينة في الإقليم"...

 

تخادم حوثي مع أمريكا

وتابع المحلل السياسي الدكتور ثابت الأحمدي: "مليشيا الحوثي تتخادم إلى حد كبير مع أمريكا وبعض الدول الأخرى، لأغراض تخص هذه الدول، بصرف النظر عن مصالح الشعب اليمني المتضرر من هذه المليشيا، أما بالنسبة للإيرانيين فهي جزء منهم، وتابعة لهم منذ وقت مبكر"، وأردف: "إدارة بايدن الأمريكية رفعت مليشيا الحوثي من قائمة الإرهاب، مع أنها إرهاب في نظر المجتمع اليمني، وفي نظر المجتمع الإقليمي، وفي جامعة الدول العربية"، وزاد: "إدارة بايدن رفعت مليشيا الحوثي من قائمة الإرهاب، ولا تزال حتى اللحظة تدعمها لوجستيا ومعنويا، وبالكثير من أوجه الدعم"

 

مسرحية حوثية برعاية أمريكية

وقال الدكتور ثابت الأحمدي: "السفن الإسرائيلية، وسفن العالم، تجوب البحر الأحمر يوميا، ولا أحد يستطيع إيقافها، لا مليشيا الحوثي ولا غيرها"، وتابع: "على الأرجح السفينة تحمل أسلحة للحوثيين ، وستستلم المليشيا هذه الأسلحة المرسلة إليها، وستعيد السفينة، بصورة واضحة جدا، فمليشيا الحوثي أقل من أن تجرؤ على التلاعب بملفات جادة، سواء في إسرائيل، أو في أمريكا"، مشيرا إلى أن هذه المسرحية سمح للمليشيا التلاعب بها لتحقيق أغراض متعلقة بكسب الجماهير، والفرار من أزماتها الداخلية، بعد أن كانت تمر بمرحلة قريبة من انتفاضة من الداخل...