أخبار وتقارير

بسبب جَرفه لألغام الحوثي.. "موسم السيول" في اليمن من إخصاب الأرض لنقل الموت (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 
لا يتوقف المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام "مسام" عند عملية نزع الألغام فقط بل واصل من جهوده لتشمل عقد ندوات يُشرح فيها مدى خطورة الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي، بالإضافة لعمله على تطوير أداء الفرق اليمنية في نزع الألغام وإصدار تحذيرات للمواطنين بين الحين والآخر، والتصدي للتهديدات المُباشرة لحياة الشعب اليمني، وتعزيز الأمن في المناطق اليمنية، ومُساعدة الشعب اليمني في معالجة المآسي الإنسانية الناتجة عن انتشار الألغام، بالإضافة إلى إنشاء آلية لدى المجتمع اليمني تمكنه من تحمل المسؤولية على المدى الطويل.
 

خطورة الألغام المُهاجرة

وفي آخر جهود المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام "مسام"، حذر من خطورة "الألغام المهاجرة" التي تجرفها السيول خلال موسم الأمطار على حياة المدنيين في جميع أنحاء اليمن، حيث قال المشروع في بيان صحفي: "نجدد تحذيراتنا للأهالي في جميع المناطق اليمنية، من خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة التي من الوارد أن تجرفها السيول من المواقع الملوثة إلى المناطق السكنية والزراعية خلال موسم الأمطار".
 

تهديداً إضافياً للمدنيين

وأضاف البيان أن "الألغام المهاجرة" تمثل تهديدا إضافيا للمدنيين وسط الحرب المستمرة في اليمن، وقال: "لقرون عديدة، كان اليمنيون ينتظرون موسم الأمطار ويرحبون به، باعتباره موسم الخصوبة والزراعة، لكن السيول الآن تجتاح كل شيء في طريقها، بما في ذلك الألغام الأرضية وغيرها من مخلفات الحرب".
 

مواصلة العمل لتأمين حياة المدنيين

وأوضح "مسام" أنه وعقب حادثة إصابة مدنيين، أحدهما طفل إثر انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول إلى منطقة سائلة وادي بيحان بمحافظة شبوة، باشر الفريق التاسع أعمال التطهير لمجاري السيول في المنطقة، وتمكن من نزع لغم أرضي مضاد للدبابات، ويواصل عمله لتأمين حياة المدنيين.
 

دعوات للحذر 

ودعا المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام "مسام"، كافة المزارعين ورعاة الأغنام والإبل في الوديان والمزارع والصحاري، خصوصاً في مناطق التماس الملوثة بالألغام، إلى الحذر في التعامل مع كل ما يجدونه من أجسام غريبة جرفتها سيول الأمطار الغزيرة إلى مناطقهم.
 

عدم الاقتراب من الأودية والجيال

وناشد المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام "مسام"، المواطنين بالإبلاغ الفوري عن أي جسم غريب يُشتبه بكونه لغماً أو عبوة ناسفة إلى الجهات المختصة، وعدم الاقتراب من الأودية والجبال التي قد تكون ملوثةً بالألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب.
 

ضحايا جرف السيول للألغام

وخلال الأعوام الماضية تم تسجيل عدة حوادث في محافظات مأرب، والجوف، وحجة، وشبوة، والبيضاء، والضالع، ولحج، وتعز والحديدة، نتيجة انفجارات ألغام وعبوات متفجرة أخرى في مناطق كانت آمنة، نتيجة جرف السيول لتلك الأجسام الخطيرة.
 

من جرف الخير إلى نقل الموت

وعلى جانب آخر، قال خُبراء إن تحذيرات المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام "مسام"، من " الألغام المُهاجرة"، تُمثل جرس إنذار وتنبيه للمواطنين من مواقع الألغام وتحركاتها نتيجة سريان السيول وهو ما ينقذ حياة ملايين المواطنين خاصة المُزارعين ورُعاة الأغنام والإبل في الوديان والمزارع والصحاري الذين يتعاملون يومياً في مسار هذه السيول الجالبة للألغام الحوثي، كما أشاروا إلى أن الميليشيا حولت موسم جرف الخير والخصوبة والزراعة إلى موسم لنقل الموت. 
 

نزع أكثر من 500 ألف لغم

الجدير بالذكر، أن إجمالي ما تم نزعه من ألغام بمختلف أنواعها في اليمن بلغ أكثر من 500 ألف لغم زرعتهم ميليشيا الحوثي الانقلابية في مُختلف المُحافظات اليمنية، نحو 55,503,975 متراً مربعاً طهرته فرق مسام الهندسية، حيث قَدم مسام على إثر ذلك 30 شهيداً و47 جريحاً من فريق عمله المتخصص بنزع الألغام خلال فترة عملهم نتيجة لما قامت به الميليشيات من زراعة الألغام بطريقة عشوائية.
 

ألغام صناعة حوثية

إلى ذلك، تتعامل فرق مشروع «مسام» الهندسية مع الألغام الأرضية المتعارف عليها كافة، فضلاً عن الألغام المحلية التي تصنعها ميليشيا الحوثي في المعامل الخاصة بها، بجانب تلك التي زُرعت بأشكال مختلفة، فضلاً عن الألغام المعدلة التي تطورها جماعة الحوثي باستمرار في العديد من المناطق سواءً على شكل أحجار وخرسانات حديدية وغيرها من الأشكال المألوفة والخادعة، فيما يبذل مسام جهده لإزالتها بتقنيات حديثة، فضلاً عن التدريب المستمر للفرق للتعامل مع الألغام المموهة والجديدة والمتطورة.
 

إتلاف بعد النزع

لا تقتصر جهود المشروع على نزع الألغام والعبوات الناسفة بشتى أنواعها، بل إتلافها أيضاً لضمان عدم استخدامها مجدداً، ويسعى بشكل متواصل على تحديث قدراته وتطوير أساليبه في مجال نزع الألغام، رغم إصرار المليشيات الحوثية في اليمن على تطوير أساليبها لاستهداف أكبر قدرٍ من المدنيين.