أخبار وتقارير

رغم إنكار الجماعة للمجاعة... توسل الحوثي للأمم المتحدة من أجل المساعدات يفضحها (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

بعد أن دابت ميليشيا الحوثي لسنوات على اتهام المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة بأنهم جواسيس لقوى الغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لدرجة اضطرت على سبيل المثال برنامج الأغذية العالمي لتعليق توزيع المساعدات الغذائية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وفي النهاية لم تجد الميليشيا فرارا من الاستغاثة بالأمم المتحدة لإعادة المساعدات من جديد مع تسبب سياسات الميليشيا في تفشي المجاعة بمناطق سيطرتها.

 

استغاثة خوفا من ثورة الناس

وقبل أيام قليلة، طالب مسؤول الإغاثة في الجماعة إبراهيم الحملي، خلال لقائه مدير مكتب الأوتشا في اليمن ماركوس ويرني، إعادة صرف المساعدات بمختلف القطاعات للإسهام في تخفيف المعاناة الإنسانية، والحد من الانزلاق نحو مراحل خطيرة من المجاعة، حيث تخشى الميليشيا من يؤدي تفاقم المجاعة في مناطق سيطرتهم إلى إشعال ثورة الناس التي تختمر منذ سنوات بسبب فساد الجماعة وفشلها في إدارة المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، لكنهم مع ذلك يستمرون في ابتزاز وكالات الإغاثة الأممية.

 

وقف برنامج الأغذية العالمي لعمله

وفي ديسمبر الماضي أعلن برنامج الأغذية العالمي في اليمن، إيقاف برنامج مساعداته الغذائية العامة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بسبب عدم التوصل الى اتفاق مع السلطات من أجل تنفيذ برنامج أصغر يتناسب مع الموارد المتاحة للأسر الأشد ضعفا واحتياجا، حيث يريد البرنامج الأممي الوصول لاتفاق على آلية يحرص من خلالها على وصول المساعدات إلى المستحقين بدلا من مسلحي الجماعة وانصارها، وقد أدى قرار التعليق إلى وقف المساعدات الغذائية عن نحو 9.5 ملايين شخص...

 

رفض حوثي للتتبع الأممي لمسار المساعدات

ومنذ عام 2019، يمنع الحوثيون نظاما بيومتريا تريد الأمم المتحدة استخدامه لتتبع مسار المساعدات، بدلا من ذلك، يصر الحوثيون على أن تستخدم الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة قائمة حصص وضعتها إدارتهم الخاصة، تعمل هذه القائمة أيضا كسجل للخدمة العسكرية، تم شطب عائلات تعارض الحوثيين أو لا ترسل أطفالها إلى الجبهة من قائمة الحصص، كما أمهلت النيليشيا في يناير موظفي الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية العاملين في صنعاء مهلة 30 يوما لمغادرة البلاد ردا على الهجمات الأمريكية البريطانية.

 

بقرة حلوب

ينشط الحوثيون في إعاقة تدفق المساعدات، حيث يصرون على أن تستخدم الأمم المتحدة قائمة المستفيدين الخاصة بالحوثيين وأن يسمح للحوثيين بالإشراف على التوزيع، كما منعوا وصول عمال الإغاثة الدوليين ويفرضون ضرائب ورسوما جمركية على شحنات المساعدات ويبيعون المساعدات، حيث تقول مجلة الإيكونوميست: باختصار، يعاملون برنامج المساعدات الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات كبقرة حلوب، حتى أن أمميا سابقا شبه ميليشيا الحوثي بإسرائيل قائلا:؟ يستخدمون المساعدات كسلاح ".

 

جواسيس لأوروبا

وقال عمال إغاثة في منظمات محلية في تصريحات صحفية هذا الأسبوع، إن الحوثيين يتعاملون معهم كجواسيس للولايات المتحدة وبريطانيا، حيث يشير مسؤول منظمة إغاثة محلية تعمل في حجة يتلقى تمويلا لمشاريعه من متبرعين في الاتحاد الأوروبي، إلى أنه بعد الهجمات البحرية للحوثيين أصبح العمل أكثر خطورة" أصبحت الاتهامات بكوننا جواسيس لأوروبا "، مشيرا إلى أنه مع توقف برنامج الغذاء وتضرر أنصارهم يفرضون الأسماء ويراقبون بقوة مسلحة توزيعها عليهم وترك المحتاجين، كما أشار إلى أن الميليشيا تخيرهم بين توزيع المساعدات لأنصار الجماعة أو السجن والتهمة جاهزة" جاسوس لأوروبا...

 

سجن وإغلاق للمنظمة الإغاثية

وعلى جانب آخر، قال عاملون إغاثيون في مناطق سيطرة الحوثي في تصريحات صحفية، إنهم يحتاجون إلى تصريح من الحوثيين في أبسط عملية توزيع حتى لو كانت 10 حصص غذائية ويجب ألا تخرج من القائمة التي تطرحها الميليشيا ومخالفة ذلك عقابه السجن أو إغلاق المنظمة، أما الموظفون الأجانب يمكن أن يفقدوا تصاريح الدخول أو الخروج، كما تم اعتقال بعض الموظفين المحليين (ثلاثة ممن يعملون في الأمم المتحدة موجودين في السجن توفي عامل إغاثة في منظمة إنقاذ الطفولة وهي مؤسسة خيرية مقرها بريطانيا، أثناء احتجازه لدى الحوثيين في أكتوبر الماضي)، بينما قال موظف أممي سابق: "لا يوجد أي مكان آخر في العالم تتسامح فيه الأمم المتحدة مع هذا الأمر، لكن 20 مليونا قد يتضورون جوعا إذا انسحبنا".

 

استغاثة رغم الإنكار

وقال محللون سياسيون، إن لقاء قيادات في ميليشيا الحوثي الانقلابية مع مدير مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة هو ابتزاز آخر: "إما أن تعيدوا المساعدات كما نريد أو تتحملون مسؤولية المجاعة التي تذهب إليها في مناطق سيطرتهم"، كما أشاروا إلى أن الاستغاثة الحوثية ، تأتي رغم إنكار الميليشيا وجود مجاعة في مناطق سيطرتهم، ويعتبرون تلك إشاعات أمريكية وإسرائيلية تريد الانتقاص من هجماتهم المزعومة في البحر الأحمر...