أخبار وتقارير

إهمال وفساد وسوء إدارة وأعذار واهية.. غضب واسع جراء استمرار أزمة الكهرباء في عدن (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

حالة من الغضب شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي جراء ما قالوا عنه فشل المجلس الانتقالي الجنوبي في إدارة شؤون مُحافظات الجنوب المُحررة والواقعة تحت سيطرته أمنياً وعلى رأسها توفير خدمة الكهرباء مع بدء دخول فصل الصيف الذي يُعاني فيه أبناء عدن والجنوب من الحر الشديد، فتحت وطأة صيف حارق يئنّ فيه أهالي عدن من شدة الحرارة تزداد معاناة المواطنين جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي لتتحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق.

 

سخرية من شماعات الانتقالي

من جانبه سخر الصحفي محمد المسبحي، من عنوان صحفي على أحد المواقع الإخبارية كان مفاده "أزمة  كهرباء عدن حرب ممنهجة على الجنوب"، حيث قال المسبحي عبر "الفيسبوك": "الناس منذ 2018 صابرة على هذه الشماعات التي تعلقون فشلكم عليها، فمفيش داعي تكرروا نفس الإسطوانة على أن أزمة الكهرباء حرب ممنهجة على الجنوب"، مُضيفاً: "ما نشتي نسمع بعد اليوم أنكم الشرفاء وغيركم الفاسدين ولا أنتم المناضلين وغيركم الخونة، تأكدوا أن الجنوب نحن وأنتم ومش يا نحن يا أنتم، يا فاشلين خميسكم عزيمة يا رفاق الدرب".

 

فشل يعود للمحسوبية والواسطة

من جانبه، قال عُمر الهارش القيادي بانتقالي مُحافظة أبين أن سبب فشل عدد من المؤسسات يعود للمحسوبية والواسطة، حيث كتب الهارش منشور له على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "أن ‏الفشل هو الإخفاق في إبعاد وإزاحة العناصر السيئة وطنياً وأخلاقياً من المراكز والمراتب والأطر والمواقع الحساسة التي شغلتها عنوة في الهياكل والبُنى الوطنية السياسية والإدارية والعسكرية والأمنية المتواجدة على الساحة الجنوبية، والعجز هو عدم الدفع بالعناصر والكفاءات النزيهة والمُخلصة والوطنية الصادقة مع شعبها ووطنها لتأخذ مكانها ومواقعها لتحمل المسئوليات والإيفاء بالواجبات والاستحقاقات الوطنية الماثلة.

 

توافر الكهرباء مرهون بتواجد قيادة الجنوب

من جانبه، قال القيادي السابق بالمجلس الانتقالي الجنوبي صالح النود عبر حسابه على فيس بوك: "إذا دخل الصيف على عدن، والكهرباء ما زالت على حالها فلا تستحق القيادات الجنوبية العيش على أرض الجنوب وأفضل لها أن تُغادر المشهد بدلاً من تمرير هذا العذاب على شعبها تحت مُسمى أننا (نُحقق مكاسب سياسية) في شراكة مع من هم السُبب في تجميد الحياة في الجنوب ويتحكمون بالجنوب اليوم، وأضاف بأنه لا مكاسب سياسية تحققت ولا شعب نجأ من العذاب، واختتم: سنة بعد سنة بعد سنة نفس الكلام ونفس الوعود ونفس الفشل ونفس الكذب".

 

مُطالبة الزبيدي بست محطات كهرباء

وأعاد عدد كبير من النُشطاء تداول تغريدة للصحفي صلاح بن لغبر قال فيها: "بإمكان إيرادات شهر واحد من نفط شبوة وحضرموت أن تبني محطة كهرباء تكفي عدن ولحج والضالع وأبين، يحتاج ذلك فقط إلى تخلي هادي وعياله عن عائدات شهر أو شهرين وتحويلها إلى البنك المركزي بدلاً من حساباتهم الشخصية"، حيث علق الصحفي صالح الحنشي قائلاً: "سنتين من لما تخلى هادي عن السلطة بكلها مش بس عن عائدات النفط حق شهرين، وأصبح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المسئول عن الموارد في مجلس القيادة بما فيها موارد النفط، مُشيراً: "إذا كانت عائدات النفط حق شهرين تكفي لشراء محطة كهرباء تكفي لأربع محافظات، يعني أنه أصبح من حقنا أن نُطالب الزبيدي بست محطات كهرباء، لأن استمر تصدير النفط سنة بعد إزاحة هادي عن السلطة".

 

فشل اقتصادي وأعذار واهية

 من جانبه علق الصحفي صالح العبيدي بالقول: الانتقالي عسكرياً نجح اقتصادياً فشل، بينما قال الصحفي فتحي الحسني، إنه في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى التبريد يضطرّ سكان عدن إلى العيش في ظروف بدائية دون كهرباء تُشغل مُكيفات الهواء أو مراوح السقف ناهيك عن الأجهزة الكهربائية الأساسية الأخرى، حيث تزداد مأساة المواطنين وبدلاً من العمل على إيجاد حلول جذرية تكتفي الجهات المعنية بتقديم أعذار واهية لا تُقنع أحدًا وتُلقي باللوم على عوامل خارجية دون تحمل أي مسؤولية عن تقصيرها.

 

إهمال وفساد وسوء إدارة

وأضاف الكاتب الصحفي فتحي الحسني في مقال صحفي: "في كل مرة تنقطع فيها الكهرباء تخرج علينا التصريحات الجاهزة التي تتحدث عن نقص الوقود أو الأعطال الفنية دون أي خطوات ملموسة على أرض الواقع لمعالجة هذه المشكلات، إنّ أهالي عدن لم يعودوا يُصدّقون هذه الأعذار الواهية فهم يعلمون تمامًا أنّ أزمة الكهرباء ليست وليدة اللحظة بل هي نتيجة تراكمات من الإهمال والفساد وسوء الإدارة على مدار سنوات طويلة".

 

لم يبذلوا أي جهد لحل الأزمة

وأشار فتحي الحسني، إلى أن المسؤولين عن الأمر لم يبذلوا أي جهد حقيقي لتحسين البنية التحتية للشبكة الكهربائية ولم يعملوا على صيانة محطات التوليد بشكل دوري كما أنهم لم يُكلفوا أنفسهم بالبحث عن حلول بديلة لتوفير الطاقة مثل الطاقة الشمسية أو حتى طاقة الرياح، كما شدد على أن صمت الجهات المعنية على معاناة أهالي عدن يُعدّ جريمة لا تُغتفر فلا يجوز الاستمرار في تجاهل هذه الأزمة بينما يُحرم المواطنون من أبسط حقوقهم في العيش الكريم، وهاهم أهالي عدن اليوم يُطالبون بوضع حد لهذه المهزلة وتحميل المسؤولين عن تقصيرهم وإيجاد حلول جذرية لأزمة الكهرباء.