أخبار وتقارير

بعدما وصل عدد الضحايا لـ41 منذ مطلع 2024.. "الألغام" مشروع الحوثي لإبادة اليمنيين (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 

جاءت إصابة ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين (3 ـ 17 سنة) وجميعهم من أسرة واحدة، بجروح جراء انفجار جسم حربي في منطقة الزبيريات بمديرية قعطبة التابعة لمحافظة الضالع، حسبما كشف المرصد اليمني للألغام، ليكشف مدى الإجرام الذي تُمارسه ميليشيا الحوثي بحق اليمن واليمنيين، حيث وصل عدد ضحايا ألغام ميليشيا الحوثي العشوائية منذ مطلع 2024 إلى 41 مدنياً، كما حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يوليو الماضي، من أن البقايا غير المنفجرة (الألغام) تُهدد ملايين اليمنيين.

 

أكثر من مليون و250 ألف لغم

وكان المُدير العام للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد الركن أمين العقيلي، قد أشار إلى أن «البرنامج نزع وأزال أكثر من 800 ألف لغم من ألغام الميليشيات الحوثية ومخلفات الحرب، ليصل إجمالي الألغام والمواد غير المنفجرة المنزوعة في البلاد عبر فرق البرنامج والشركاء في المشروع السعودي "مسام" إلى أكثر من مليون و250 ألف منذ عام 2015.

 

تطهير ملايين الأمتار من الأراضي اليمنية

ومنذ انطلاق أعمال مشروع مسام السعودي لنزع الألغام من اليمن مُنتصف 2018 تمكن من تطهير 55,390,882 متراً مربعاً، وانتزاع 436.376 لغماً وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، بينها 6,494 لغماً مضاداً للأفراد و143,951 لغماً مضاداً للدبابات و277,92 ذخيرة غير متفجرة، إضافة إلى 8,011 عبوة ناسفة.

 

ضحايا بالآلاف

وكانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، قد كشفت عن مقتل ألف و219 من اليمنيين جراء حوادث انفجار الألغام الحوثية المُضادة للأفراد والدروع في البلاد خلال الفترة من يناير 2018 وحتى فبراير 2024م، وإلى جانب ذلك؛ شهدت المحافظات التي شملتها إحصائية الشبكة وقوع 3 آلاف و607 حالات تضرر بشرية شملت القتل والإصابة بسبب الألغام الأرضية المضادة للدروع والمضادة للأفراد التي زرعتها الجماعة الحوثية.

 

تعز في صدارة ضحايا الألغام

ووفقاً لتقرير الشبكة فإن محافظة تعز تصدرت قائمة المحافظات المتضررة من حيث عدد القتلى جراء الألغام، بـ214 حالة قتل، تلتها محافظة الحديدة بـ154 حالة، ثم محافظة مأرب بـ148 حالة، ومحافظة الجوف بـ102 حالة، وتوزعت بقية الحالات على المحافظات الأخرى، كما وثق الفريق الميداني للشبكة ألفاً و624 حالة إصابة بانفجار لغم أرضي، بينها 403 أصيب فيها أطفال و236 حالة أصيبت فيها نساء، مبينة أن عدد الجرحى الذين يعانون من إعاقات دائمة بسبب الألغام الأرضية بلغ 764 حالة إعاقة، بينهم 272 حالة بُتِرت فيها أطراف الضحايا، بالإضافة إلى حالتي فقدان للبصر.

 

حَرب ضد ألغام الحوثي

من جانبه قال أسامة القصيبي مدير مشروع «مسام» السعودي لنزع الألغام، إن من أغرب العبوات الناسفة التي واجهته هي تحويل علب الفول إلى مُتفجرات، وذلك عبر وضع قطع حديدية وبارود وحشوة منفجرة متصلة بكبسولة كهربائية تنفجر بمجرد الاقتراب منها، مُشيراً إلى أن 85% من الألغام التي نزعتها فرق «مسام» هي «محلية الصنع، وتم تطويرها لتلحق أكبر ضرر ممكن تجاه المدنيين»، كما كشف عن أن فرق «مسام» لا تقوم بنزع ألغام تقليدية كما هو متعارف عليه دولياً، بل تواجه ما سماها «حرباً» ضد الألغام الحوثية الموجودة في اليمن.

 

مئات الآلاف من الألغام

وأوضح مدير عام مشروع «مسام» أن الفرق الميدانية تمكنت منذ انطلاق عمل المشروع نهاية يونيو 2018 وحتى الأسبوع الأول من فبراير الحالي، من نزع 386282 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، زرعتها ميليشيا الحوثي بعشوائية في مختلف المحافظات اليمنية، مُشيراً إلى أن مجموع الألغام المضادة للأفراد بلغ 6051 لغماً، ومجموع الألغام المضادة للدبابات بلغ 136423 لغماً، ومجموع الذخائر غير المنفجرة بلغ 236081 وحدة، بينما العبوات الناسفة بلغ مجموعها 7727 عبوة.

 

جذوع نخيل متفجرة

من أكثر أنواع الألغام والعبوات الناسفة التي تعاملت معها فرق «مسام»، التي تم تطويرها وتمويهها من قبل الميليشيات الانقلابية، حسب أسامة القصيبي مدير مشروع «مسام» السعودي لنزع الألغام، ما كان على شكل أحجار وخرسانات حديدية وغيرها من الأشكال المألوفة والخادعة، بالإضافة إلى تمويه العبوات الناسفة على شكل صخور مفخخة أو جذوع نخل متفجرة، ووضعها في مزارع المواطنين، إلى جانب تعامل مشروع «مسام» مع عبوات ناسفة في إطارات السيارات.

 

الزراعة العشوائية للألغام

من أهم التحديات التي تواجه «مسام» على الأرض، عدم وجود خرائط لزراعة الألغام، يقول أسامة القصيبي مدير مشروع «مسام» السعودي لنزع الألغام: منذ بدء العمل وحتى اليوم، وبناء على ذلك يتم الاعتماد على فرق المسح الميدانية، وكذلك المعلومات التي يتم جمعها من الميدان، وبلاغات المواطنين، وأيضاً حوادث الانفجارات التي تحدث بشكل شبه يومي"، يُضاف إلى ذلك الزراعة العشوائية للألغام، وصعوبة الحصول على معلومات دقيقة توضح وتحدد المناطق الملغومة، وصعوبة التضاريس في اليمن، واستمرار زراعة الألغام حتى الآن بشكل لم يتوقف.