أخبار وتقارير

اتجار الحوثيين في المخدرات بين ثراء القيادات وتمويل الحرب وزيادة أعداد المدمنين لضمان ولائهم (تقرير)


       

تقرير عين عدن- خاص

 

لا تتوارى جماعة الحوثي الانقلابية التي تتخذ من الدين ستارا للسيطرة بقوة السلاح على عدد من محافظات اليمن، لا تتوارى في الاتجار بأي شيء في سبيل تمويل حربها الشعواء التي تشنها على اليمن واليمنيين، حتى إن كانت هذه المواد التي تتاجر فيها محرمة دينيا وخلقيا مثل المخدرات، وهو ما كشفته تقارير دولية وحقوقية وأكدت ممارسات جماعة إيران في اليمن.

 

الحوثي تبيع مخدرات تلقتها من إيران

وفي آخر تقرير كاشف لممارسات الحوثي وطرق تمويلها من نظام الملالي في إيران، قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن جماعة الحوثي تلقت المخدرات والمشتقات النفطية من إيران وقام الحوثيون بإعادة بيعهما لتأمين الأموال التي يحتاجونها، كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الحوثي يتلقون أسلحة وتدريبا من إيران بدلا من الدعم المالي المباشر، لكن الخبراء يقولون إنهم تلقوا أيضا المخدرات، وفي الماضي، بعض المنتجات النفطية، وكلاهما يمكن إعادة بيعهما، مما يوفر للحوثيين الأموال التي يحتاجونها.

 

تحقيقات أممية تكشف اتجار الحوثي في المخدرات

وفي فبراير 2023، كشفت تحقيقات لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن، عن سبعة مصادر تحصلت من خلالها ميليشيا الحوثي على الأموال بشكل غير قانوني وغير مشروع خلال 2022 لتمويل جهود الحرب في اليمن، منها تهريب المخدرات كمصدر لتمويل الجماعة، حيث أشار التقرير إلى أنه تلقى معلومات عن عدد متزايد من حوادث تهريب المخدرات والاتجار بها في اليمن ومصادرة السلطات لبعض الشحنات، فضلا عن تقارير تفيد بتورط الحوثيين .

 

تمويل المجهود الحربي

وفي أكتوبر 2021، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، إن ميليشيا الحوثي تدير مئات الشبكات لتهريب وتجارة المخدرات والإيقاع بعشرات الآلاف من الضحايا من فئة الشباب، في مخطط خطير لإغراق اليمن بهذه الآفة، كما أشار إلى أن التقارير الواردة من مناطق سيطرة الحوثي تؤكد تورط قيادات حوثية بارزة في شبكات الاتجار بالمخدرات واتخاذها كمصدر رئيسي لتمويل ما تسميه "المجهود الحربي"، مشيرا إلى استدراج واستقطاب ميليشيا الحوثي، الآلاف من الشباب للانخراط في صفوفها، والزج بهم في معاركها العبثية التي تستهدف أمن واستقرار اليمن والمنطقة...

 

الميليشيا حولت اليمن لسوق مفتوحة للمخدرات

وفي نوفمبر 2022، قال تقرير صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، إن ميليشيا الحوثي حولت اليمن إلى سوق مفتوحة للمخدرات، بهدف الإثراء السريع، مؤكدا أن تهريب المخدرات والاتجار بها مرتبط ارتباطا وثيقا بميليشيات الحوثي، كما أوضح التقرير ضلوع قيادات حوثية في تهريب المخدرات بأنواعها والمتاجرة بها وتسهيل المرور لها بكميات كبيرة، فقد أشارت تقديرات اقتصادية إلى أن حجم الأموال المتدفقة في خزائن الانقلابيين من المخدرات قد بلغ 6 مليارات دولار سنويا، حيث تعاون ضباط إيرانيون مع تجار المخدرات في كولومبيا لإنتاج كارتيلات ومراكب غاطسة لتهريب الأسلحة ومكونات الصواريخ والمخدرات إلى الحوثيين.

 

 

تخدير المقاتلين للاستمرار في القتال

 

من جانبه أوضح الباحث والمحلل السياسي الدكتور حمزة الكمالي في تصريحات صحفية سابقة، أن ميليشيات الحوثي تدير شبكة لتهريب المخدرات والأسلحة والأدوية المغشوشة عبر الحدود البحرية والبرية، مشيرا إلى أن الحوثيين يتبعون نفس النهج المالي والاقتصادي لميليشيا «حزب الله» المشهورة بتجارتها للمخدرات، وهو يقوم بتصدير كميات هائلة منها للحوثيين لترويجها في اليمن، حيث اعتادت الحوثي، على استخدام حبوب الهلوسة لتخدير مقاتليها حتى يستمروا في القتال لفترات طويلة دون أن يشعروا.

 

غرس الأفكار الطائفية

وعلى جانب آخر، قال المحلل السياسي محمود الطاهر، إن ميليشيات الحوثي تمارس مخططا ممنهجا لتغييب عقول الشباب عبر تهريب كميات هائلة من المخدرات التي أصبحت منتشرة في المدارس والجامعات والنوادي والمقاهي، مشيرا إلى أن الميليشيات سعت على مدى أعوام إلى غرس أفكارها الطائفية والإرهابية في نفوس الشباب والنشء، ولكنها وجدت صعوبة بالغة في ذلك نتيجة الوعي بحقيقتها، فلجأت إلى تجارة المخدرات لتحقيق أهدافها الطائفية، بالإضافة إلى توظيف عوائدها في تمويل العمليات الإرهابية، وتحقيق الثراء الفاحش لقيادات الجماعة.

 

 

إتلاف مزعوم

وفي مقابل ذلك، كررت ميليشيا الحوثي مؤخرا إنتاجا مشاهدا إحراق ما زعمت أنه كمية كبيرة من المخدرات دخلت مناطق سيطرتها عبر التهريب، حسب مزاعمها، وهي العادة التي درجت عليها خلال السنوات الماضية، لنفي تورطها في نقل المخدرات وتهريبها والمتاجرة بها داخل البلاد وفي المنطقة، إلا أن مصدرا قضائيا يمنيا في تصريحات صحفية سابقة فند مزاعم الحوثي بالقول، إنه من غير المنطقي الحديث عن ضبط هذه الكمية من المخدرات دون إلقاء القبض على جزء من شبكة تهريبها، لافتا إلى أنه على اطلاع، بحكم منصبه؛ بإقدام الميليشيات الحوثية نفسها على الإفراج عن عدد من السجناء المتهمين بتهريب المخدرات، والتعاون معهم.

 

 

ضمان ولاء المدمنين

وأرجح المصدر القضائي، أن إغلاق ملفات قضايا المخدرات دون البت فيها، يهدف لتمكين المخدرات من التغلغل في أوساط المجتمع من ناحية، ولعدم الكشف عن المسؤولين عن نشرها والمتاجرة بها من ناحية ثانية، ولابتزاز صغار المتاجرين بها ومتعاطيها، واستغلالهم في مهام تخدم مشروع الميليشيات، مشيرا إلى أن الميليشيا تستخدم المخدرات في استدراج الشباب والأطفال، وتجنيدهم للقتال معها، بعد تمكن عناصرها من إغوائهم والتسبب في إدمانهم، حيث يهدف المسؤولون إلى زيادة أعداد المدمنين، وتحويلهم إما لمصدر دخل، وإما للحصول على ولائهم وطاعتهم...