أخبار وتقارير

عيال زايد لم يتركونا.. دور الإمارات في تحرير عدن بين التضحيات والدفاع عن الحق والبطولة (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 
تأتي ذكرى تحرير عدن لتُذكرنا دائماً بدور دولة الإمارات العربية المُتحدة التي بذلت الغالي والنفيس من أجل تطهير أراضي اليمن من دنس الاحتلال الحوثي الإيراني، فقد اختلط دماء جنود الإمارات بدماء أبناء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ليرتقى العشرات من أبناء إمارات الخير دفاعاً عن اليمن واليمنيين وعن العروبة في مواجهة مشروع الكهنوت الإيراني.
 

دور في تحرير عدن والجنوب ومأرب والساحل

ولعبت دولة الإمارات العربية المُتحدة، دورًا محورياً في تحرير عدن وبقية المدن الجنوبية، وكذا الساحل الغربي لليمن، إضافة إلى اضطلاعها بدور محوري في تحرير مناطق واسعة في محافظة مأرب في الأشهر الأولى لعاصفة الحزم، حيث دفعت أبوظبي بالمئات من أفراد وضُباط قواتها المسلحة، إلى خطوط المواجهة المباشرة ضد مسلحي الحوثي.
 

عيال زايد لم يتركونا

من جانبه، تحدث الشيخ هاني بن بريك، التحام القوات الإماراتية في معركة التصدي والتحرير حتى الانتصار على جحافل الغزو الحوثي، حيث  قال عبر منصة إكس: عيال زايد لم يتركونا بمفردنا نقتحم المواقع في يوم السادس والعشرين، والسابع والعشرين من رمضان، بل ركبوا معنا العربات واقتحموا المواقع ونفذوا خطة قائد التحالف العربي العميد علي الطنيجي والتي تم اعتمادها من القيادة العليا والتي تدرب عليها رجالنا في عصب بإشراف مباشر من العميد علي الطنيجي، وكان العهد صلاة العيد في المطار وهذا ما نص عليه القائد في كلمته للرجال في عصب وهي مسجلة منتشرة .
 

أعظم الأثر في معارك التحرير

‏وتابع الشيخ هاني بن بريك: "كان لتواصل القيادة الإماراتية المُباشر بنا عن احتياجات المقاومة لتحرير عدن أعظم الأثر في معارك التحرير، والتي توجت في السابع والعشرين من رمضان، وفي هذا اليوم أراد الله أن يرتقي أول شهيدين لنا في نفس العربة عدني وإماراتي، والعجب كانا صديقي طفولة الملازم عبدالعزيز الكعبي وأحمد الجحوشي".
 

تضحيات أبطال الإمارات

من جانبه، أكد المحلل السياسي هاني مسهور، أن العاصمة عدن سطرت أروع الملاحم البطولية في معركة التحرير من مليشيات الغزو الحوثية قبل ٩ سنوات، قائلاً: "من رحم معركةٍ ضارية، انبثقت عدنُ من جديد، كطائرٍ فينيق ينبعث من رماده، بفضل تضحياتِ أبطالِ الإماراتِ والجنوبِ والعربِ، تحرّرت عدنُ من براثنِ الظلمِ والطغيانِ، لتبقى عاصمةً عربيةً صامدةً، تُرفرفُ رايةُ الكرامةِ والعزةِ على أسوارِها".
 

أشاوس الإمارات المُدافعين عن الحق والعروبة

وأضاف هاني مسهور: "على أرضِ عدنَ، سطّرتْ أروعُ ملاحمِ البطولةِ والفداءِ، تلاحمتْ أرواحُ الشهداءِ من كلّ حدبٍ وصوبٍ، لتُرويَ ترابَ عدنَ وتُزهرَ حريتها، فمن الإماراتِ، جاءَ أبطالٌ أشاوسُ، مدافعينَ عن الحقِّ ورافعينَ رايةَ العروبةِ، ومن الجنوبِ، برزَ رجالٌ أحرارٌ، يذودونَ عن أرضِهم وكرامتهم"، وأكد: "ونحنُ نحتفلُ بذكرى تحريرِ عدنَ، نُحيّي ذكرى أبطالِنا الذينَ بذلوا أرواحَهمْ فداءً للوطنِ. ونُعاهدُهم على مواصلةِ مسيرةِ النضالِ من أجلِ تحقيقِ الحريةِ والاستقلال الثاني".
 

الإمارات رمز التضحية والعطاء

وختم المُحلل السياسي هاني مسهور، منشوره قائلاً: "عدنُ، يا رمزَ الصمودِ والعزةِ، ستبقى منارةً للعربِ، تُشعّ بنورِها وتُلهمُ الأجيالَ القادمةَ، الإماراتُ، يا رمزَ الكرمِ والنخوةِ، ستبقى رمزًا للتضحيةِ والعطاءِ، تُخلّدُ ذكرى أبطالِها الذينَ بذلوا أرواحَهمْ فداءً للوطنِ العربيِّ.
 

الكعبي أول شهداء التحرير

وبالحديث عن شُهداء الإمارات في معركة التحرير، فبعد اكتمال السيطرة على مطار عدن الدولي، كُلف الملازم عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي من قوات الفرسان بالعمل في فرقة التوجيه والارتباط العملياتية إلى جانب المشاركة في الهجوم الرئيسي لتأمين المطار، حيث توجه الكعبي لتأمين «دوار ريمي» وحتى محطة الحمصي للوقود قبل أن يقصفها الحوثيون بالقذائف والرصاص لتخترق شظية درعه الواقي وتصيبه بالصدر، إلى أن استشهد المُلازم الكعبي إلى جانب جُندي يمني أصيب بالرأس فيما أصيب ضابط إماراتي أخر بالقدم، حيث يعد الكعبي أول شهداء الإمارات والتحالف العربي في معركة تحرير عدن واليمن بالكامل؛ إذ حفرت بطولته في قلوب أهل اليمن، وسجلت في التاريخ بماء الذهب، فيما لا زال عبق دمائه الزكية يفوح من تراب مديرية خور مكسر في العاصمة المؤقتة عدن.
 

غَير ميزان المعركة

وبحسب شهادات يمنية لمقاتلين شاركوا إلى جوار الكعبي، فإن الكعبي كان يقود كتيبة الدبابات في معركة تحرير مطار عدن، وكان لها الفضل في تغيير ميزان المعركة داخل عدن، ودحر الحوثيين منها في زمن قياسي، كما أشرف ابن منطقة الفوعة في مدينة العين الإماراتية قبل استشهاده على تدريب أكثر من 200 جندي وفرد في المقاومة الجنوبية، وباعتباره أول شهداء عاصفة الحزم وإعادة الأمل، فقد وجّه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، آنذاك، بمعاملة الشهيد الملازم أول عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي من القوة الإماراتية، معاملة الشهيد السعودي ماديا ومعنويا.
 

سُلطان الكتبي شهيد تعز

وفي ملحمة فريدة من نوعها، سطر العقيد الركن سلطان الكتبي أسمه بأحرف من نور، في صفوف معركة تحرير عدن في يوليو 2015، قبل أن يقود عملية توغل عبر الشريط الساحلي لتأمين خليج عدن باتجاه مضيق باب المندب، إلى أن خط مع رفاقه أحد أهم الانتصارات تحت غطاء ناري من بوارج قوات التحالف العربي، التي تقدمت لتحرير مضيق باب المندب وجزيرة ميون، وطرد الحوثيين رغم الألغام البحرية، ثُم أسندت إليه مُهمة شؤون المقاومة اليمنية، عندما أطلق التحالف عملية عسكرية واسعة النطاق حملت اسم «نصر الحالمة»، بهدف تحرير تعز، وفك الحصار الذي تفرضه عليها المليشيات، إلى أن استيقظ الشعبان اليمني والإماراتي على إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية استشهاد العقيد الركن سلطان محمد بن هويدن الكتبي خلال مشاركته في عمليات تحرير محافظة تعز.
 

البلوشي صقر شبوة

وفي أغسطس 2017، نعت القوات المسلحة الإماراتية بفخر استشهاد النقيب الإماراتي أحمد خليفة البلوشي مع 3 من زملائه أثناء أداء مهامهم الاعتيادية، بمحافظة شبوة، حيث كان البلوشي على متن مروحية قتالية وهو أحد صقور الإمارات الذين أذاقوا مليشيات الحوثي الويلات وكبدوها خسائر فادحة لكن تعرضت مروحيته لخلل فني ما أدى إلى هبوطها اضطراريا وارتطامها بالأرض.
 

الشامسي شهيد إنسانية الإمارات

أطلق عليه «شهيد إنسانية الإمارات»، إنه هادي الشامسي الذي سقط بنيران أهل الشر وهو يؤدي واجبه في إغاثة المتضررين من الحرب في أعقاب تحرير العاصمة المؤقتة عدن وهزيمة الانقلاب الحوثي، حيث تزامنت حادثة استشهاد الشامسي التي وقعت في منتصف أكتوبر 2015، مع بدء القوات الإماراتية مرحلة جديدة من معركة مكافحة خلايا التنظيمات الإرهابية، والتي حاولت أن توجد لها موطئ قدم مستغلة الفراغ الأمني وانشغال الجميع بالمعارك ضد مليشيا الحوثي، فقد كان أحد جنود الإنسانية الذين شاركوا لمساندة فرق الهلال الأحمر الإماراتي.
 

الفلاسي شهيد عدن

كانت معركة تحرير عدن أول اختبار للقوات المسلحة الإماراتية والتي قدمت فيها دماء زكية لشهداء أبطال، كان على رأسهم الرقيب أول سيف يوسف أحمد الفلاسي، الذي يعد أحد الأبطال الذي قدموا حياتهم فداء من أجل حماية الأمن القومي العربي من خطر التمدد الحوثي في اليمن، ففي يوليو 2015، ترجل الفلاسي عن صهوة جواده تاركا وراءه قصصا فريدة توثق حبه للمغامرات والطبيعة وتمسكه بتراث الإمارات والعادات والتقاليد الأصيلة.
 

45 شهيد في وقتاً واحد

وفي سبتمبر 2015، أعلنت دولة الإمارات العربية المُتحدة، عن استشهاد 45 جندياً من قواتها العسكرية، بعد قصف مخزن أسلحة باليمن عبر صاروخ أرض أرض، حيث علق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذي كان في ذلك الوقت نائباً لحاكم أبو ظبي، حيث أكد اعتزاز بلاده بالوقفة التاريخية مع السعودية في صد العدوان عن اليمن.
 

تخليد ذكرى شهداء الإمارات في عدن

وعرفاناً بما قدمته دولة الإمارات العربية المُتحدة لليمن واليمنيين، خاصةً على مستوى تقديم أبنائها شُهداء من أجل تحرير عدن وغيرها من مُحافظات اليمن،  نُحت على واجهة مبنى مُحافظة عدن بالشارع الرئيسي في المعلا صور لشُهداء دولة الإمارات على أرض اليمن تحت عنوان: "شُهداء لا يموتون"، وذلك تخليداً لذكرى شهداء الإمارات والتحالف العربي الذين لا يمكن أن ينساهم اليمنيون أبدا، وذلك ضمن سلسلة فعاليات نظمتها حملة “شكرا مملكة الحزم" و"شكرا إمارات الخير” تخليدا لشهداء السعودية والإمارات وشهداء الوطن.