أخبار وتقارير

بعد مصرع شابين.. "ألغام الحوثي" تقتل اليمنيين ومسام تُطهر الأرض وتؤمن المُنشآت (تقرير)


       

تقرير - خالد شائع :

 
ما زال "الزرع الشيطاني" الحوثي المُتمثل في الألغام يحصد أرواح اليمنيين يوماً بعد يوم، في دليل واقعي على أن الميليشيا الانقلابية تستهدف إبادة اليمنيين عن بكرة أبيهم دون تفرقة بين رجال أو نساء أو أطفال، فالجميع سواسية في أعين جماعة إيران في اليمن، وذلك بتحقيق هدف تحويل اليمن إلى دولة فاشلة ومُنطلق للعمليات الإرهابية لتهديد دول الجوار والملاحة الدولية، إلا أن مشروع المملكة "مسام" لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام كان ولا زال حائط الصد والصخرة التي تُدمر عليها ألغام الحوثي.
 

تفاصيل الحادث

جاء مصرع كُلا من فضل صالح حجيف، وهواش محمد حجيف، بانفجار لغم حوثي أثناء مرورهما بدراجتهما النارية بمنطقة كهبوب القريبة من مضيق باب المندب، وهي منطقة تتبع مُديرية المضاربة ورأس العارة في الصبيحة بمحافظة لحج، وقد أشار مصدر محلي في تصريحات صحفية إلى أن الشابين استشهدا جراء انفجار لغم من مخلفات ما زرعته مليشيات الحوثي الإرهابية في منطقة كهبوب قبل انسحابها منها.
 

أكثر من 10 آلاف ضحية مدنية

وقبل أقل من خمسة أشهر وبالتحديد في 15 أكتوبر 2023، قال مُدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد أمين العقيلي، في حوار نشره المركز الإعلامي للمشروع السعودي لتطهير اليمن من الألغام "مسام": "هناك إحصائية مسجلة، وثقت أكثر من 10 آلاف ضحية مدنية لألغام الحوثيين مع توسعها وتمددها في المحافظات، بداية من صعدة إلى عمران وصنعاء وتعز وعدن والبيضاء والضالع والحديدة وأبين والجوف وحجة، وحتى ذمار وإب وريمة"، وأضاف أن العدد الحقيقي للضحايا أكبر بكثير مما تم توثيقه، وأن هذا الرقم يشمل فقط من تم الوصول إليهم وتسجيلهم.
 

تأمين مسام لعدد كبير من المدارس

وعلى جانب آخر، تسببت ألغام الحوثي في تضرر نحو 400 مدرسة في عدة محافظات يمنية، تعز ومأرب والحديدة وشبوة وحجة والجوف، كما أدت إلى تسرب آلاف الطلاب عن التعليم، كما خرجت المئات من المدارس عن الجاهزية بسبب تفجيرها بالألغام والعبوات الناسفة، أو تحويل البعض منها إلى ثكنات عسكرية ومخازن للمتفجرات، إلا أن مشروع مسام استطاع تأمين عدد كبير من المدارس في عدة محافظات وإعادة العملية التعليمية إليها، والحد من تسرب عدد كبير من الطلاب من المقاعد الدراسية.
 

تطهير مسام لأراضي اليمن

وفي غضون ذلك، يلعب المشروع ‫السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) دوراً أساسياً في تطهير مساحات شاسعة من الأراضي من الألغام والمتفجرات التي زرعها أو خلفها الحوثيون في كل المناطق التي وصلوا إليها، وساعد المشروع في تمكين عشرات الآلاف من المزارعين والنحالين من استئناف عملهم، كما عاد آلاف الطلاب إلى مدارسهم، حيث نزع المشروع منذ انطلاقه في 2018 وحتى 26 يناير الماضي 430 ألفا و323 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة في مساحة تزيد على 53 مليون متر.
 

تضرر النحالين والمُزارعين

وقال مُراقبون، إنه بسبب الألغام الحوثية الأرضية المزروعة بشكل عشوائي يُعاني أكثر من 100 ألف نحال يمني، إذ لم يعد بمقدورهم التنقل بحرية بين المراعي وهو ما أسهم في تهديد مصدر الدخل الوحيد لهم، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المزارعين الذين منعتهم الألغام من استئناف أعمالهم، فيما أشاد نُشطاء بجهود مشروع مسام واعتبروه بارقة أمل لهم في مُستقبل أفضل، بعدما حاولت الميليشيا تحويل البلاد لأرض موت وامتناعها عن تسليم خرائط هذه الألغام التي ستساعد في جهود تطهير الأراضي اليمنية من الألغام.