أخبار وتقارير

مساع الحوثي لتهجير مواطني رأس عيسى.. مُخطط سيطرة إيران على نفط وموانئ اليمن تظهر ملامحه (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 

لا تتوقف ميليشيا الحوثي الانقلابية (ذراع إيران في اليمن) عن تنفيذ مُخططاتها الرامية للسيطرة على اليمن كُلياً، تنفيذاً لتوجيهات نظام الملالي في طهران الرامية لتحويل بلادنا إلى مُجرد مُنطلق للعمليات الإرهابية على دول الجوار والملاحة الدولية، وتمكين طهران من السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب ليكون للملالي الكلمة العُليا في أحد أهم ممرات التجارة في العالم وهو الهدف الأسمى الذي انقلبت لأجله ميليشيا الحوثي وترفض من أجله تنفيذ كُل مُبادرات السلام.

 

مساع تهجير مواطني رأس عيسى

وفي صورة من صور مساع ميليشيا الحوث لتنفيذ مُخططات إيران في اليمن، كشفت مصادر محلية رسمية عن عمليات تهجير قسري تقوم بها ميليشيا الحوثي للمواطنين في منطقة رأس عيسى بمحافظة الحديدة الساحلية، حيث قال وكيل محافظة الحديدة، وليد القديمي، إن لجنة تابعة لما يسمى جهاز الأمن والمخابرات الحوثي نزلت وقامت بتسجيل عدد الأسر والمواطنين في رأس عيسى والتي تتكون من ثلاث قرى هي دير الزحيفي ودير الولي وقرية ضبرة، تمهيداً لنقلهم خارج المنطقة على خطى ما تقوم به إسرائيل في غزة.

 

مُخطط المنطقة الاقتصادية النفطية

وحَذر وكيل مُحافظة الحديدة وليد القديمي، من تهجير المواطنين، موضحاً أن الميليشيات تسعى إلى تحويل رأس عيسى إلى منطقة اقتصادية نفطية حسب المخطط الذي يتم العمل عليه من قبلهم ومن أجل العمل بأريحية دون وجود مواطنين في المنطقة، مؤكداً أن العمل جار بإشراف خبراء إيرانيين وأجانب آخرين يتواجدون بين حين وآخر.

 

إيران تجني ثمار دعم الحوثي

وأضاف وكيل مُحافظة الحديدة، أن الميليشيا تقوم بشق طريق مختصر إلى رأس عيسى من منطقة المملاح على الساحل بدلاً من الطريق الرئيسي، ليسهل نقل المشتقات النفطية وما يتم تهريبه من هذا الميناء، كاشفاً عن سعي إيران لتحويل رأس عيسى إلى منطقة اقتصادية نفطية تعود عليهم بالمنافع عبر ميليشيا الإرهاب الحوثي، وقال: "بدأ الإيرانيون في التخطيط لجني ثمار دعمهم لهذه الميليشيا".

 

تحرير الحديدة يُحرر اليمن

وأشار وليد القديمي وكل مُحاقظة الحديدة، إلى  أن المُخطط الإيراني الذي تنفذه ميليشيا الحوثي الانقلابية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن تحرير الحديدة وموانئها هو الطريق لتحرير كل اليمن"، داعياً في هذا الصدد هيئة الأمم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس للقيام بواجبها بموجب قرارات مجلس الأمن وإيقاف انتهاكات وجرائم الحوثي على الشعب اليمني كافة في مناطق سيطرتهم.

 

شرعنة أممية لانتهاكات وإرهاب الحوثي

وتوجه وليد القديمي بذات الدعوة إلى بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) التي وصفها بـ"الميتة سريريا"، وقال: "للأسف أصبح بقاؤها مشرعناً لانتهاكات ميليشيا الإرهاب الحوثي في البحر الأحمر"، فمنذ  منتصف نوفمبر 2023 تحولت محافظة الحديدة بموانئها الثلاثة الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي إلى ثكنة إرهابية بفعل هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر تحت مزاعم نصرة غزة.

 

مُخطط الاستخواذ على النفط

وعلى جانب آخر، قال مُحللون سياسيون، إن بدء ميليشيا الحوثي إجراءات ميدانية لتهجير سكان منطقة رأس عيسى بمحافظة الحديدة، له أهداف تتمثل في أن تُسيطر إيران على محافظة الحديدة وموانئها الثلاثة ضمن مخطط متكامل للاستحواذ على الثروات النفطية للبلاد، وهو مُخطط يشمل أيضاً السيطرة على مأرب التي يربط بينها وبين ميناء رأس عيسى خط أنابيب بطول يقارب 440 كم، إضافة إلى الجوف وصنعاء، وهو ما تمكنت من تحقيقه إما كُلياً أو جزئياً، كما يشمل المُخطط إنشاء منشآت نفطية واستغلال البنية التحتية التي أنشأتها الدولة منذ الثمانينات.

 

بوادر ظهور المُخطط

وظهرت بوادر هذا المُخطط الحوثي م.ع منع الميليشيا تُجار الاستيراد من استقبال بضائعهم في ميناء عدن ومنع دخول الغاز المحلي إلى مناطق سيطرتها واستبداله بالغاز الإيراني، وفي نفس الشهر افتتح المعين بمنصب وزير النفط بحكومة المليشيا أحمد دارس، ما قيل حينها إنه "مشروع صيانة وإعادة تأهيل ميناء رأس عيسى النفطي"، حيث ركزت المليشيا جهودها على تهيئة ميناء رأس عيسى ليكون منفذا نفطيا لها بمواصفات إيرانية، وذلك بعدما وجهت التجار بعروض مسبقة لاستيراد الغاز من إيران.