أخبار وتقارير

تعيين الزنداني وزيراً للخارجية يثُير الجدل.. هل عقمت باقي مُحافظات الجنوب أن تنجب قيادات؟ (تقرير)


       
 

تقرير عين عدن – خاص

 
جاء تعيين الدكتور شايع محسن الزنداني وزيراً للخارجية وشؤون المغتربين، بدلاً من الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الذي تم تعيينه رئيساً للحكومة، ليُثير الجدل في الوسط السياسي والصحفي وعلى مستوى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حول تغافل أبناء مُحافظات الجنوب الأخرى من التعيينات الحكومية، وذلك بعدما أصبح وزير الخارجية الجديد، ثالث شخصية من أبناء مُحافظة الضالع تتولى حقيب وزارية، بعد وزير الدفاع الفريق الرُكن مُحسن الداعري ووزير النقل عبدالسلام صالح حُميد.
 

الجنوب ابتلاه الله بالضالع

من جانبه عَلق الكاتب الصحفي ماهر عبدالحكيم الحالمي، على قرار تعيين الدكتور شايع محسن الزنداني وزيراً للخارجية بالقول: "إن الشمال ابتلاه الله بصعدة والجنوب ابتلاه الله بالضالع، مُشيراً: وزير النقل ضالعي، وزير الدفاع ضالعي، وزير الخارجية ضالعي، ثلاث حقائب وزارية هامة منحوها لضالع فما بالك بالمناصب اللي أسفل الحقيبة الوزارية بتكون أغلبها ضالع".
 

نَهج الإقصاء والتهميش

واستكمل الكاتب الصحفي ماهر عبدالحكيم الحالمي قائلا: الشمال ابتلاه الله بصعدة والجنوب ابتلاه الله بالضالع، ويقول لك الوطن للجميع وهم ينتهجون الإقصاء وتهميش بقيت أبناء مناطق المُحافظات الجنوبية، أين موقع أبناء لحج وعدن والمهرة و ردفان ويافع والصبيحة؟، وتساءل الكاتب الصحفي قائلاً: "لماذا لا يتم ترشيح من أبناء هذه المُحافظات وزيرًا للخارجية؟ أم أن المناصب تقتصر فقط لأبناء محافظة الضالع؟"
 

قنبلة موقوتة تهدد نسيج الجنوب

وأشار الصحفي الحالمي، إلى تصالح شعب الجنوب وتوحده لأجل استعادة دولتهم وهو ما نتج عنه تحرير الأرض عسكرياً، إلا أنه سياسياً لازال أبناء الجنوب يتصارعون، فالشعب يرى أن نهج القيادة لازال مُستمر بفكر أبائهم وحصر المناصب المدنية والعسكرية لمحافظة واحده، فتجد أغلب المسؤولين منها سوی مناصب عليا أو متوسطة، والمناطق الأخری قلة قليلة، وهذا خطر جدًا وهي قنبلة موقوتة وسوف تنفجر مسببة كارثة علی نسيجنا الجنوبي.
 

مناطقية يروج لها العدو

وأوضح الكاتب الصحفي ماهر عبدالحكيم الحالمي، أن العدو (في إشارة للحوثيين) دائماً ما يتغنی ويضرب بنا بسلاح المناطقية ويريد تمزيق المحافظات الشرقية الجنوبية عن المحافظات الشمالية الجنوبية، وقيادتنا نراها لم تستوعب الدروس السابقة ولم تتعظ من التجارب السابقة التي يراهن عليها العدو، لذا نكرر أشركوا دماء جنوبية في المجال العسكري و الأمني والحكومي من المحافظات الشرقية وامنحوا لهم المناصب بالأغلبية، لنكسبهم  ولنثبت لهم أن أبناء المثلث وبالذات أبناء الضالع لا يقاتلون للمناصب لغرض الزعامة واستعادة حكم الجنوب لهم بالقوة كما يروج العدو.
 

أشركوا أبناء المحافظات الشرقية

وحذر ماهر الحالمي مما قال عنه، مغبة العمل الذي تسلكوه في إقصاء أبناء المحافظات الشرقية في المناصب الهامة الحكومية والعسكرية والأمنية، شعب الجنوب يريد دماء جديدة ومن محافظات الشرقية المهرة، سقطری، حضرموت، شبوة، الذي يراهن عليها العدو والذي فيها الثروة.
 

تصفيات كأس المناصب

وكتب الناشط سُلطان علي باجيل النعماني، عبر حسابه على فيس بوك ساخراً: "قائمة منتخب الجنوب المشارك في تصفيات كاس المناصب داخل عدن ، عضو مجلس القيادة الرئاسي الزبيدي الضالع، مدير مكتب رئاسة الجمهورية الشعيبي الضالع، وزير الدفاع الداعري الضالع، وزير  الخارجية الزنداني الضالع، وزير النقل زبيدي الضالع، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب شاعري الضالع، قائد الشرطة العسكرية شاعري الضالع، أركان البحرية شاعري الضالع، مدير أمن عدن شعيبي الضالع،  المجلس الانتقالي الجنوبي زبيدي شاعري شعيبي، الضالع، من قرية واحدة، إنها قرية مباركة".
 

اختلال نصاب حكومة المناصفة

الصحفي فارس الحميري، كتب عبر حسابه على إكس: "تعيين د. شايع الزنداني وزيرا للخارجية، بعد أسابيع من تعيين د. أحمد بن مبارك رئيساً للحكومة، الزنداني تقلد مناصب عدة في وزارة الخارجية، آخرها سفير اليمن في الرياض، وينحدر الرجل من محافظة الضالع، بتعيين الزنداني وزيرا للخارجية، هل أختلَّ نصاب حكومة المناصفة التي تم تشكيلها مطلع 2020 بين المحافظات الشمالية والجنوبية؟"، وهو ما رد عليه الصحفي إياد قاسم بالقول: "عادي عادي خذو لكم وزارة الثقافة أو السياحة من الإرياني، معه ثلاثة في واحد (في إشارة لوزارة الإعلام والسياحة والثقافة)".
 

الانسلاخ من القضية الجنوبية للضالعية

وعلى جانب آخر، قال مُحللون سياسيون، إن تعيين الدكتور شايع الزنداني وزيراً للخارجية يأتي من حصة المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة، وهو ما يُشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزبيدي المُنتمي لمُحافظة الضالع يُفضل إعطاء الحقائب الوزارية لأبناء مُحافظته، التي كانت مُديرية تتبع إب حتى عام 1934، وهو ما يُثير أبناء باقي محافظات الجنوب من عدم تمثيلهم في المواقع القيادية، ما يجعل المجلس ينسلج من قضيته الجنوبية للضالعية.