أخبار وتقارير

تصريحات العليمي وبن مبارك حول الردع صدمت الجماعة.. لماذا رضخت الحوثي ورَحبت بالسلام!؟ (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 

جاء وَقع تصريحات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي حول إعادة تنظيم القوات المُسلحة، وتصريحات دولة رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المُغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، حول الاستعداد لأي سيناريوهات بعد تسبب الحوثي في وقف خارطة الطريق، جاء وَقع هذه التصريحات بالصدمة لدى مليشيا الحوثي التي كانت تتخيل أن الشرعية ليس لديها خيار سوى السلام، فما كان من الميليشيا إلى النزول من برجها العاجي والاصطدام بواقع أن الجيش الوطني قادر إلى العودة من جديد لساحات الحرب ومواجهة الانقلاب ومحوه.

 

تراجع حوثي وترحيب بالسلام

وفي تنازل واضح وتراجع عن لهجة التهديد والوعيد التي تتبعها دائماً ميليشيا الانقلاب، أعلنت جماعة الحوثي عبر ما يُسمى رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط وزعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، استعدادهم لتوقيع خريطة السلام، رغم أن الميليشيا لم تُبد أي أراء منذ انطلاق مساع إقرار خارطة السلام، حيث أكد المشاط «الحرص التام والمتجدد على المضي قدماً في طريق السلام»، بينما طالب عبدالملك الحوثي بسرعة الانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى استحقاقات السلام.

 

تعزيز قدرات الردع والجهوزية

تنازلات ميليشيا الحوثي جاءت بعد كلمة لفخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، خلال اجتماع حضرته قيادة وزارة الدفاع وعلى رأسها وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، وعبر الاتصال المرئي رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، أكد خلاله فخامة الرئيس العليمي إلى ضرورة تعزيز قدرات الردع والجهوزية العالية لأية خيارات، مُذكراً بأن المليشيات ما تزال تراهن على خيار الحرب، كما أكد على المُضي قُدما في برنامج توحيد القوات المسلحة والأمن وكافة التشكيلات العسكرية واعادة تنظيمها وتكاملها تحت مظلة وزارتي الدفاع والداخلية.

 

توقف خارطة الطريق

دولة رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المُغتربين الدكتور أحمد عوض بن مُبارك، كان قد تحدث أيضاً عن توقف خارطة الطريق المُعلن عنها من قبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المُتحدة، والتي رحبت بها الحكومة، بسبب التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية والذي أدى للتصنيف الخاص لمليشيا الحوثي كإرهابين دوليين، كما أشار إلى أنه بتوقف خارطة الطريق تراجع أفق الحل السياسي، وهو ما عده خُبراء تأكيد حكومي رسمي على أن الشرعية لن تستمر في السعي نحو السلام إذا ما وجدت استمرار للتعنت الحوثي وهي رسالة فهمتها الميليشيا جيداً، لذا سارعت وعلى لسان أكبر قياداتها إلى الترحيب بالسلام وخارطة الطريق الأممية.

 

تيقن حوثي من استعدادات الشرعية

وعلى جانب آخر، أشار مُحللون سياسيون، إلى أن التراجع الذي أبدته ميليشيا الحوثي وحديثها عن ترحيبها بالسلام وخارطة الطريق، جاء بعد أن أيقنت الميليشيا أن الشرعية جاهزة لكافة السيناريوهات في مواجهة الانقلاب وأنها تتحدث عن السلام وتُقدم التنازلات من أجله، بهدف رفع المُعاناة عن المواطنين في كُل مُحافظات اليمن وليس من موقف ضعف، كما أشاروا إلى أن تنازلات الحوثي في ذكرى عاصفة الحزم تحمل الكثير من الدلالات أهمها يقينها بأن الجيش اليمني والتحالف العربي بقيادة المملكة جبهة دفاع واحدة عن اليمن واليمنيين، لذا حاولت الميليشيا استمالة التحالف في ذكرى الحزم.

 

حالة ارتباك حوثية

وأضاف مُحللون سياسيون إلى أن موقف مليشيا الحوثي وإعلانها عن ترحيبها بالسلام وخارطة الطريق، يعكس حالة ارتباك لدى الجماعة المدعومة إيرانيا بعد أن أعلنت الحكومة المعترف بها دوليا الأسبوع الماضي، توقف خارطة الطريق لإحلال السلام، نتيجة التصعيد العسكري الحوثي في جبهات القتال بالمحافظات اليمنية وخاصةً مأرب وتعز والضالع، وما يحدث من تحشيد وعسكرة وعمليات حوثية بالبحر الأحمر.