أخبار وتقارير

بعد كشفها عن مساعي ضم البحر الأحمر لعُمقها الاستراتيجي.. دلائل تنفيذ إيران لمخططاتها باستخدام الحوثيين (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 

تصريحات إيرانية تتحدث عن رفع العُمق الاستراتيجي للبلاد ليصل إلى 5000 كم، ومجلة بريطانية تُشير إلى شكوك حول الاشتباه بتقديم سفينة إيرانية غامضة معلومات استخباراتية للحوثيين، وهو ما يؤكد مُجدداً أن الحوثي تعمل فقط من أجل تنفيذ أهداف إيران في المنطقة، من خلال تحويل اليمن إلى مُنطلق لعملياتها الإرهابية لتهديد دول الجوار والملاحة الدولية.

 

سفينة إيرانية تساعد الحوثيين

فحسبما ذكرت “فايننشال تايمز”، شكك خُبراء بحريون في أن سفينة تجارية إيرانية غامضة تقوم بمساعدة الحوثي، لاستهداف حركة المرور التجارية في البحر الأحمر، حيث انتقلت سفينة “بهشاد”، التي تبدو ظاهريا وكأنها ناقلة بضائع عادية، إلى خليج عدن في يناير، بعد سنوات في البحر الأحمر، مع تصاعد الهجمات الحوثية، ومنذ ذلك الحين، اتبعت “بهشاد” مسارا غير تقليدي وبطيئا ومتعرجا حول تلك المياه القريبة من مدخل البحر الأحمر، كما لاحظ الخبراء أيضا انخفاضا في هجمات الحوثيين خلال الشهر الماضي، عندما كانت “بهشاد” على ما يبدو خارج نطاق العمل.

 

رفع العمق الاستراتيجي لإيران

وفي مشهد آخر يؤكد التبعية الحوثية لإيران، قال المُستشار العسكري للمرشد الأعلى والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني يحيى رحيم صفوي، إنه يجب أن يرتفع العمق الاستراتيجي لبلاده إلى 5000 كم ليشمل البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، في تصريحات نادرة عن توسيع القمع الاستراتيجي للبلاد ليشمل معظم دول المنطقة وخطوط الملاحة، كما أشار إلى أن هجمات البحر الأحمر لن تتوقف (في إشارة إلى هجمات الحوثيين).

 

أهمية مُتزايدة للحوثيين بالنسبة لإيران

من جانبه، قال عبد الرسول ديفسلار هو خبير في السياسة الخارجية والدفاعية لإيران، في تصريحات صحفية، إن إدخال البحر الأحمر إلى العمق الاستراتيجي لإيران يُشير إلى أن طهران ستقوم بصياغة خطط استراتيجية طويلة المدى لتعزيز وجودها هناك، وهي نتيجة مُباشرة للأهمية الاستراتيجية المتزايدة للحوثيين بالنسبة لطهران.

 

وجود طويل في البحر الأحمر عبر الحوثيين

وعلى جانب آخر، يرى ابراهيم جلال وهو باحث يمني في معهد الشرق الأوسط، أن تعليق “مُستشار مُرشد إيران يحيي صفوي” علناً يؤكد ما أشار إليه كثيرون منذ فترة طويلة حول طموح طهران الاستراتيجي لإقامة وجود طويل الأمد في البحر الأحمر عبر الحوثيين لتعزيز مناطق نفوذها وبسط نفوذها للسيطرة على شبه الجزيرة العربية وشرق وشمال أفريقيا والتجارة البحرية والأمن بشكل عام، كما أشار إلى أن توسيع إيران للنفوذ والامتداد الاستراتيجي في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب يسمح بمزيد من التأثير والتهديد والسيطرة على ممرات الشحن الرئيسية من هرمز حتى قناة السويس، وجبل طارق على المدى الطويل.

 

سفينة بهشاد الإيرانية وعلاقتها بدعم الحوثيين

وبالنسبة للسفينة الإيرانية التي يٌعتقد أنها تُقدم خدمات للحوثيين، قال جون غاهاغان، وهو رئيس شركة “سيدنا غلوبال” المتخصصة في المخاطر البحرية، إنه بالنسبة لسفينة شحن مفترضة، فإن سلوك “بهشاد”، المسجلة في إيران وترفع علمها، كان “غير عادي للغاية"، قائلاً: "إنها تطرح أسئلة كبيرة حول دورها في الأزمة الحالية. إذا لم تزود نظام الحوثيين بمعلومات استخباراتية عن تحركات السفن، فماذا تفعل؟".

 

الحكومة تتهم طهران بدعم الحوثيين

من جانبها، قال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن النظام الإيراني يواصل تزويد جماعة الحوثي، بأحدث المنظومات العسكرية من الصواريخ الباليستية الموجهة والطائرات المسيرة والزوارق والغواصات غير المأهولة"، داعياً  المُجتمع الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لاتخاذ موقف من سلوك النظام الإيراني، واستمراره في تهريب الأسلحة للحوثيين، حد قوله.

 

مُجرد ذراع لإيران

وعلى جانب آخر أشار مُحللون سياسيون، إلى أن ما كشف عنه تحقيق الفايننشال تايمز وتصريحات المُستشار العسكري للمرشد الأعلى والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني يحيى رحيم صفوي، حول رفع العُمق الاستراتيجي لإيران ليشمل البحر الأحمر والبحر المتوسط، يُجدد التأكيد على أن الحوثيين مُجرد ذراع لإيران في اليمن وأن الجماعة لا تتحرك إلا وفقاً لأوامر نظام الملالي في طهران الذي يرمي للسيطرة على الخليج العربي بأكمله وليس فقط اليمن، وهو ما يستدعي الدول العربية للتعامل مع إيران على أنها عدو يُريد تدمير العرب والسيطرة على مُقدراتهم.