أخبار وتقارير

يوم تأسيس المملكة.. قروناً من التواصل والإخاء والشراكة في الجغرافيا والدم والنسب مع اليمن (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 

ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية هو يوم مشهود ليس للشعب السعودي فحسب بل للأمة العربية والإسلامية واليمن على وجه الخصوص، حيث يعتبر اليمنيون أن نهضة المملكة هي جزء لا يتجزأ من نهضة اليمن، وأن تاريخ البلدين شاهد على حضارة كبيرة شهدتها الجزيرة العربية وكانت المملكة واليمن شريكين في هذه النهضة الحضارية نظراً إلى الروابط القبلية والأخوية الضاربة في عمق التاريخ.

 

يوم تأسيس المملكة

وتحتفل السعودية اليوم 22 فبراير بيوم تأسيس البلاد، على يد الإمام محمد بن سعود عام 1139 هـ / 1727م، لتنطلق من عاصمتها الدرعية رحلة بناء دولة عظيمة قبل ثلاثة قرون، حيث يؤكد الإعلان عن يوم التأسيس العُمق التاريخي للأسرة السعودية المالكة، إذ تعود سلسلة الحكم لديها إلى ما يقارب 600 عام، منذ أسس مانع المريدي مدينة الدرعية، وهو الجد الـ13 لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

 

قروناً من التواصل

تأتي ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية على الشعب اليمني لتعيد للتاريخ قروناً من التواصل والإخاء والشراكة في الجغرافيا والدم والنسب، فهذه العلاقات التي وضع أسسها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله شكلت بداية جديدة لمراحل متعددة تمثلت في توطيد روح الإخاء وبناء الروابط بين الشعبين السعودي واليمني.

 

السند والعضد لليمن

وبحسب عدد من الكُتاب والمؤرخين اليمنيين فإن المملكة العربية السعودية، منذ تأسيسها كانت السند والعضد لأشقائها في اليمن في مختلف الأزمات والأزمنة، وساندت السلطات اليمنية في إفشال كل الدسائس والمخططات التخريبية التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة، وهو ما ظهر جلياً في قيادة بلاد الحرمين لتحالف دعم الشرعية في بلانا، استجابة لنداء الرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي، وما ترتب عليه من دحر لقوات الحوثي.

 

اتفاقية الطائف وتتويج روابط الشعبين

ومثلت اتفاقية الطائف بين اليمن والمملكة أرضية لاستقلالية ووحدة البلدين وتتويجا للعراقة والروابط الاندماجية بين الشعبين الشقيقين، ومفتاحا لمزيد من التواصل والبناء اللذان ساهما في تعزيز التواصل بين مختلف شرائح المجتمع، ما أدى إلى تجاوز الكثير من التحديات والمخاطر، ولعل المبادرة الخليجية التي قدمتها المملكة واحدة من الجهود الإنسانية والأخوية، فضلاً عن إطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل.

 

عظمة المملكة ومكانتها في قلوب اليمنيين

لقد كانت للمملكة أياد بيضاء في اليمن منذ ستينات القرن الماضي، فما يقدمه اليوم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ومشروع "مسام"  لنزع الألغام من أراضي بلادنا، كُل هذا شاهد ويدل على عظمة المملكة ومكانتها في قلوب الشعب اليمني، فهذا الاحتفاء بيوم التأسيس هو احتفاء للشعب اليمني الذي عاصر قيادة المملكة الرشيدة وشهد على كل مراحل النهضة العمرانية والتنموية في المملكة.

 

نظرة المملكة لليمن

وعلى جانب آخر، أشار سياسيون إلى أن مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود وأبناءه جميعاً كانوا يولون العلاقة اليمنية السعودية اهتماماً خاصاً، ويقدمون كل ما بوسعهم في سبيل نهضة واستقرار اليمن، والدليل على ذلك تأكيد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان على أهمية هذه العلاقة، وإشارته خلال لقائه مشائخ القبائل اليمنية، إلى أن "المملكة تنظر لليمن على أنه العمق الاستراتيجي للأمة العربية، وهي أساس العرب، وهي أصل العرب، كل جذورنا وكل أعراقنا ترجع في الأخير لليمن، وأكبر خطأ قام به العدو أنه يحاول المس في عمق وصلب العرب، جمهورية اليمن الشقيقة، وذلك ما دعا كل العالم العربي أن يستنفر لما يحدث في اليمن".