اليمن في الصحافة

البيان: ألغام الحوثي تنهك اليمنيين


       

قبل أكثر من ثلاث سنوات، كانت روان (15 عاماً) على آلية نقل محلية برفقة شقيقتها وشقيقيها الصغيرين بينما كان والدهم عبد الباري يحيى فارع، يُسرع بهم بعيداً عن القتال الدائر قرب منزلهم الواقع في محيط مطار الحديدة. اصطدمت الدراجة بلغم أرضي أسفر انفجاره عن مقتل والد روان وشقيقيها، البالغين من العمر 3 و8 سنوات، على الفور. أصيبت روان بجروح طفيفة وحاولت جر شقيقتها حنان (10 أعوام) المصابة بجروح خطيرة إلى مكان آمن.

أمضت روان الساعات الـ 12 التالية على الهاتف مع عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، الذين قدموا لها إرشادات الإسعافات الأولية حتى نفدت بطارية هاتفها. بينما ظلت حنان تنزف، حتى تمكن عاملون في الإغاثة الدولية، من تأمين سيارة إسعاف لنقل الفتاتين عقب اتصالات مكثفة مع الأطراف المعنية.

توفيت حنان في المستشفى، وتعيش روان حالياً تحت كنف جدها وجدتها. أشار عمها، الذي سرد أحداث يونيو 2018، إلى أن الأسرة تبذل كل ما في وسعها لمساعدة روان، قائلًا: «كانت تجربة مؤلمة للغاية بالنسبة لها. فقدان المرء لوالده وجميع إخوته وأخواته دفعة واحدة وهذا أمر لا يمكن تحمله أو تجاوزه».

حصار عبر الألغام

تم نُزع أكثر من 334 ألف لغم وعبوة ناسفة في جميع أنحاء اليمن منذ منتصف 2018، وفقاً لمشروع مسام، وهو مشروع لنزع الألغام ممول من المملكة العربية السعودية. منذ ذلك الحين، أبلغ المشروع، بالتعاون مع المركز التنفيذي اليمني للأعمال المتعلقة بالألغام، عن إزالة 4960 لغماً مضاداً للأفراد، و123355 لغماً مضاداً للدبابات، و7345 عبوة ناسفة، و198400 قطعة من الذخائر غير المنفجرة.

وتوضح الدراسة الموسومة بـ (الألغام في الحديدة.. موت من باطن الأرض)، أنه رغم تحوّل خطوط المواجهة بعيداً عن مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر أواخر العام الماضي، لكن لا يزال سكان الضواحي الشرقية والجنوبية بالمدينة محاطين بآلاف الألغام المزروعة منذ منتصف عام 2017، والتي أسفرت عن مقتل 832 شخصاً على الأقل منذ ذلك الحين.

إحصائية

وتسببت الألغام الأرضية التي زرعتها قوات الحوثيين من يناير 2021 وحتى أوائل أبريل 2022، إلى جانب الذخائر غير المنفجرة، بمقتل أو إصابة 363 مدنياً في عدد من المحافظات، وفقاً للمرصد اليمني للألغام المعني بجمع معلومات عن ضحايا الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في البلاد.

تقرير

أفاد تقرير صادر عن مؤسسة «كار» لأبحاث التسلح في النزاعات في سبتمبر 2018، إلى أن الحوثيين صنعوا الغالبية العظمى من الألغام الأرضية المزروعة في جنوب الحديدة محلياً، كما أنهم صادروا ألغاماً مضادة للدبابات وأدخلوا تعديلات عليها لتنفجر بمجرد تعرضها لقوة ضغط لا تتجاوز 10 كيلوغرامات فقط بدلاً من 100 كيلوغرام، أي إمكانية تفجرها بمجرد تعرضها لوزن طفل صغير.