أخبار وتقارير

مأرب.. "غزة" التي يقصدها الحوثيون (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

يوماً بعد يوم تظهر الأسباب الحقيقية للهجمات الحوثية في البحر الأحمر، رغم (مزاعم جماعة إيران في اليمن) بأن استهدافها للسفن التجارية وما ترتب عليه من توقف وشلل التجارة العالمية والملاحة الدولية هو نُصرة لغزة والمُقاومة الفلسطينية، فالجماعة بهجماتها حققت لواشنطن أهدافها المُتمثلة في عسكرة البحر الأحمر، وحققت هي أهدافها المُتمثلة في تخفيف الضغط الشعبي الداخلي عليها وغير ذلك من أهداف.

 

استغلال الحوثي القضية في تجنيد الأطفال

وفي آخر ما كُشف عنه حول الأهداف الحقيقية لهجمات الحوثي البحرية، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن جماعة الحوثي تستغل القضية الفلسطينية لتجنيد المزيد من الأطفال من أجل قتالهم الداخلي، حيث قالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في المُنظمة: "يستغل الحوثيون القضية الفلسطينية لتجنيد المزيد من الأطفال من أجل قتالهم الداخلي في اليمن".

 

 استبدال طفولة الأطفال بالنزاع

وأضافت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: ينبغي للحوثيين استثمار الموارد في توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال في مناطق سيطرتهم، مثل التعليم الجيد والغذاء والمياه، بدل استبدال طفولتهم بالنزاع، حيث تسببت سياسات الحوثي في مناطق سيطرتها إلى تراجع التعليم إلى حد كبير مع عدم إعطاء المُعلمين لحقوقهم ورواتبهم، وتسببت سياساتهم أيضاً في ارتفاع أسعار السلع الغذائية لمستويات لم يكن أحد يتخيلها

 

الكَذب باسم تحرير فلسطين

وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش، أنها تحدثت مع خمسة نشطاء حقوقيين وأفراد يعملون مع منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء اليمن أكدوا حصول زيادة كبيرة في تجنيد الأطفال في الأشهر الأخيرة، حيث قالت امرأة تدير منظمة غير حكومية تركز على حقوق الإنسان: “يجعل الحوثيون الأطفال يعتقدون أنهم سيقاتلون من أجل تحرير فلسطين، لكن الأمر انتهى بهم بإرسالهم إلى [الخطوط الأمامية في مأرب وتعز].

 

غزة التي يقصدها الحوثيون هي مأرب

وأضافت السيدة الحقوقية: في الواقع، غزة التي يقصدها الحوثيون هي مأرب التي وصفتها هيومان رايتس ووتش بـ [المدينة اليمنية ذات موارد نفطية هاجمها الحوثيون مراراً ]، كما يحاصر الحوثيون بشكل غير قانوني الجزء الشمالي الشرقي من مدينة تعز منذ 2015، حيث منعوا وصول المياه والمساعدات الإنسانية إلى المدنيين.

 

انتهاكات الحوثي الجسيمة ضد الأطفال

وبحسب “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” و”منظمة سام للحقوق والحريات”، وهي منظمة مجتمع مدني يمنية، جنّد الحوثيون أكثر من 10 آلاف طفل بين 2014 و2021، حيث أدرج الأمين العام للأمم المتحدة الحوثيين في قائمته السنوية للجماعات المسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة في كل عام منذ 2011، وقد أدرج الحوثيون في البداية على القائمة بسبب إقدامهم على تجنيد الأطفال واستخدامهم كجنود، ومنذ العام 2016 أدرجهم أيضا على القائمة بسبب قتل الأطفال وتشويههم والهجمات على المدارس والمستشفيات.

 

تعبئة الأطفال وتجنيدهم

من جانبه قال رئيس منظمة “سام” توفيق الحميدي لـ هيومن رايتس ووتش إن الحوثيين يستخدمون مؤسساتهم الحكومية في جهودهم لتجنيد الأطفال، بما في ذلك وزارات التعليم، والداخلية، والدفاع وقال: "جميعهم يعملون معا وينسّقون لتعبئة الأطفال وتجنيدهم".

 

زيادة أنشطة التجنيد في المدارس

وقال ناشط آخر، وهو باحث حقوقي، إن “أنشطة [التجنيد] في المدارس زادت بشكل كبير منذ 7 أكتوبر (وهو اليوم الذي هاجمت فيه المقاومة الفلسطينية الأراضي المحتلة في غلاف قطاع غزة وكبدوا فيه الاحتلال خسائر كبيرة)، بما في ذلك من خلال الكشافة المدرسية، يأخذون الطلاب من المدارس إلى مراكزهم الثقافية حيث يلقون محاضرات على الأطفال حول الجهاد ويرسلونهم إلى معسكرات الجيش والخطوط الأمامية.

 

استخدام الحوثيين للمساعدات في التجنيد

ووثّقت هيومن رايتس ووتش استخدام الحوثيين المساعدات الإنسانية التي تمسّ الحاجة إليها لتجنيد الرجال والأطفال في قواتهم. يحتاج 21.6 مليون شخص على الأقل في اليمن، حوالي ثلثَي السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، ويكافح 80% من سكان البلاد لتوفير الغذاء والحصول على الخدمات الأساسية وفقا لـ “صندوق الأمم المتحدة للسكان”.

 

وفي النهاية فقد جنّد الحوثيون آلاف الأطفال منذ بدء النزاع في اليمن العام 2014، وتحققت “الأمم المتحدة” ممّا لا يقل عن 1,851 حالة فردية لتجنيد الأطفال أو استخدامهم من قبل الحوثيين منذ العام 2010.