أخبار وتقارير

"أحبّك كل من عرفك ومن لم يعرفك".. إعلاميون جنوبيون ينعون بكلمات مؤثرة زميلهم عبدالكريم العبادي


       

نعى عدد من الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين زميلهم الإعلامي عبدالكريم العبادي الذي أستشهد اليوم في هجوم إرهابي غادر استهدف القوات الجنوبية التي تطارد فلول الإرهاب أطراف محافظة أبين.

 

وكتب الإعلاميين كلمات مؤثرة ، في استشهاد زميلهم الذي كان نبأ استشهاده صادم لهم، وحزين على الوسط الإعلامي والصحفي الجنوبي خصوصاً والجنوب بشكل عام.

 

وفي هذا الصدد كتب الصحفي والأديب الشاب صقر الهدياني كلمات مؤثرة في رثاء زميله عبدالكريم العبادي، وقال : "ياألله، شهقتُ من أعماق روحي، وصلني الآن خبر استشهاد صديقي الصحفي عبدالكريم العبادي بوادي عومران، أثر استهدافه بعبوة ناسفة!"

 

واضاف : "يألله يا ألله، أقسم أنّي صُدِمتُ صدمة مدوية، لم أكن أفكر أن يموت عبدالكريم بهذه السرعة، ثمّة أمر مريب، عبدالكريم ذو الأرواح السبعة، الشاب المغامر الذي لا يهاب هادم اللذات، كان قلبي آمنًا عليه، لم يكن سهلًا، لكن حب الوطن الدافق في عروقه لا يدع مجالًا للشك أنَّ هذا النسر لن يموت إلا في خطوط النار، كنتُ أدرك أن صديقي سيموت كما يموت الفرسان، لكن لم أستعجل في بالي فكرة موته، لا زال شابًا زهو الجبين!".

 

وتابع الصقر الهدياني : " آاااااخ، أي وجع اليوم في روحي، أشعر بالندم يقضّم قلبي من حشاه، منذ عام وأنا منقطع عنه، آخر تواصل بيننا كان قبل عام، انقطعنا ذات ليلة عن الحديث بعد شجار بسيط، منذها ذهب كلٌ منّا في انشغلاته، لكنه ظل في الذاكرة، لن أنسى تلك الليالي المقمرة في كورنيش الحمراء، قضيتُ أشهرًا بصحبته، كان نبيلًا وشهمًا، كان دائما بجانبي، وكنا كالإخوة، لم يجرحني قط، ولم أجرحه قط، قضينا صداقة عميقة، وتشاركنا مواقف قمة في الإخاء والمودة أنا وعبدالكريم ومجموعة من الرفاق".

 

وقال الأديب الهدياني في الرثاء: "رباه، هذه فاجعة مرعبة، مات عبدالكريم موتة اجتثت عمقًا من أعماقي، كأنَّ شجرة طيبة بداخلي خُلِعتْ من جذورها!

 

وتابع : "والله أني أشعر بالندم والقهر، أريد أن أبكي بكاءًا مريرًا حتى يُشفى غليلي، مقهورٌ جدًا، والحزن ينحت روحي من عوارضها، ليس لأننا افترقنا آخر مرة مجروحين، لا لا ليس هذا، لم يذهب حزينًا مني، أنا متأكد، كان الشجار عاديًا كما يحدث بيننا كل مرة كصديقين نتشاجر ليلًا، وفي الصباح نلتقي بقلبين صافيين. حزينٌ لأني انشغلتُ عنه في دراستي وخصوصياتي، وراح كل منا دون أن نتواصل، حزينٌ لأني منذ عام لم اسأله عن حاله، لم نلتقِ، ولم نتعانق ككل مرة، مع أني متأكد أنه لم يمت مجروحًا مني، وإن حدث ذلك فأنا أؤمن بروحه المتسامحة والنبيلة، متأكد أنه سامحني عند أول شهقة".

 

وقال الهدياني : "آه، يزيد قهري كلما تذكرتُ أنه رحل دونما أن أتتبع أخباره كأخ نبيل، حزين لأنني تركته يمضي في طريقه دون كتفي، كم أتمنى لو أني جلستُ معه ساعة أخيرة قبل رحيله، ليت الزمان يعود يا صديقي وفي الحمراء نلتقي، أمام جبل حديد، بجوار كورال، بالقرب من الجسر، بمحاذاة بحر عدن، قُبال جزيرة العمّال، ليت تلك الجلسات تعود!".

 

وختم بالقول : "ما أحززني هذه الليلة، لن أنساك يا زندًا كنت للأيام أدخره، عليك الرحمة أيها الفتى الكريم، طبتَ حيًا وميتًا يا ابن الضالع العظيمة.

 

بدوره كتب الصحفي فارس الحسام : "الكل ينعي استشهادك أخي عبدالكريم العبادي، لقد أحبّك كل من عرفك ومن لم يعرفك.. كافحت في هذه الحياة وأنت شاب في مقتبل العمر لأجل نيل سبل العيش الكريم لك وللآخرين في هذا الوطن المكلوم".

 

واضاف : "ذهبت لمرافقة أبطال قواتنا المسلحة والأمن لتطهير تراب الوطن من فلول الشر والإرهاب، وأنت تعلم تماماً أن ثمن هذا العمل الوطني النبيل التضحية بروحك وحياتك ثمناً لذلك في أي لحظة متوقعة".

 

وقال الحسام في تعليق : "أنت وغيرك الكثير من الشباب الجنوبيين ستبقون مدعاة فخر واعتزاز للشعب وللوطن، في كل زمان ومكان".

 

وختم بالقول : "عظم الله أجر الوسط الصحفي والإعلامي بهذه الفاجعة وهذه الخسارة.. وعظم الله أجر أهلك وأقاربك ومحبيك..نحتسبك عند الله شهيد ولا نزكي على الله أحدا.".

 

هذا واستشهد مساء اليوم الثلاثاء الإعلامي الجنوبي عبدالكريم العبادي، أثر انفجار عبوة ناسفة في وادي عومران بمديرية مودية محافظة أبين.