أخبار وتقارير

رغم كُل ما فعلته الجماعة.. لماذا لم يدرج الاتحاد الأوروبي الحوثي على قائمة الإرهاب حتى الآن؟ (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 

لماذا لم يدرج الاتحاد الأوروبي جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب حتى الآن؟ سؤال أصبح يطرح نفسه بقوة على الساحة السياسية المحلية والعربية والإقليمية والدولية؟ فالجماعة وحسب زعمها قامت باستهداف سُفن بريطانية في البحر الأحمر وعطلت التجارة العالمية والملاحة الدولية واحتجزت سُفناً تجارية، وهي أمور لم يقم بها تنظيم القاعدة أو داعش، فماذ ينتظر الاتحاد الأوروبي ودوله الـ27، حتى يدرجوا هذه الجماعة على قوائم الإرهاب.

 

إدراج الحوثي على قائمة الإرهاب للاتحاد الأوروبي

من جانبه، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، في مؤتمر صحفي عُقد في بروكسل لبحث تطورات الأوضاع في اليمن والمنطقة أهمية إدراج ميليشيات الحوثي على قائمة الإرهاب للاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن ذلك يشكل أولوية بالنسبة لليمن والمنطقة، كما أشار إلى أن الإجراءات اللازمة من الاتحاد الأوروبي تشمل إدراج ميليشيا الحوثي في قائمة المنظمات الإرهابية كجزء من أولويات تلك الإجراءات.

 

عسكرة الحوثي للبحر الأحمر

وتعليقًا على قرار الاتحاد الأوروبي بإرسال بعثة عسكرية في البحر الأحمر، أكد وزير الخارجية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، على ضرورة التنسيق مع الدول المجاورة للبحر الأحمر، معتبرًا إياها مسؤولة عن أمنه، ومحملًا ميليشيا الحوثي مسؤولية عسكرة البحر الأحمر.

 

استهداف سفينة نفط بريطانية

وكان المُتحدث بإسم الحوثيين قد أعلن عن أن عناصر الجماعة نفذت عملية استهداف للسفينة النفطية البريطانية مارلين لواندا في خليج عدن، وكانت الإصابة مباشرة ما أدَّى إلى احتراقها"، وزعم مُتحدث الحوثيين المدعو يحيي سريع، أن "عملية الاستهداف للسفينة النفطية البريطانية، تأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطينيّ وضمن الرد على العدوان الأمريكي- البريطاني على اليمن"، حسب وصفه.

 

شركات عالمية توقف وتعلق مسار البحر الأحمر

ضربات الحوثي تسببت أيضاً في تصاعد قرارات شركات وهيئات ملاحة بحرية دولية وعالمية بإيقاف وتعليق وتغيير مسار مرور سفنها عبر البحر الأحمر، منها مجموعة سي إتش روبنسون اللوجستية العالمية، ومجموعة الشحن الفرنسية "سي إم إيه - سي جي إم"، وشركة ناقلات النفط البلجيكية "يوروناف"، وشركة إيفرغرين التايوانية لشحن، وشركة الشحن النرويجية غرام كاريرز وهاباغ لويد المتخصصة في ناقلات شاحنات السيارات، وشركة شحن الحاويات الكورية الجنوبية "إتش إم إم"، وشركة الشحن النرويجية "هوغ أوتولاينرز"، ومجموعة الشحن الدانماركية ميرسك.

 

وشركة البحر المتوسط للشحن "إم إس سي" يوم 16 ديسمب، وأوشن نتورك إكسبرس، وهو مشروع ياباني مشترك بين شركات ميتسوي أو إس كيه لاينز ونيبون يوسن وكاواساكي كيسن كايشا، وشركة "أورينت أوفرسيز كونتينر لاين"، ومقرها هونغ كونغ، ومجموعة "ولينيوس فيلهلمسن" النرويجية، وشركة الشحن البحري التايوانية "يانغ مينغ".

 

ماذا ينتظر الاتحاد الأوروبي؟

وعلى جانب آخر، أشار محللون إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي مُثير للريبة، مُتسائلين ماذا يمكن لجماعة الحوثي أن تفعل أكثر من ذلك حتى يتم إدراجها على قائمة المُنظمات الإرهابية الخاصة بالاتحاد الأوروبي؟، كما طالبوا الاتحاد الأوروبي ودوله الـ27 بتعلم الدرس من حليفتهم الكبرى الولايات المُتحدة الأمريكية التي أزالت الجماعة من قوائم الإرهاب في 2021 وما لبست ان إعادتها بعدما اكتوت بنارها وعرفت خطأها.

 

منفعة أمريكية حوثية مشتركة

وشدد مراقبون للوضع، على أن ما يحدث في البحر الأحمر بين الحوثي من جهة والولايات المتحدة وحُلفائها من جهة أخرى مُجرد تمثيلية ليس أكثر أو أقل، فالحوثيون حتى الآن لن يصيبوا جندياً واحداً سوى أمريكياً أو بريطانياً، كما أشاروا إلى أن الولايات المُتحدة هي أكبر مُستفيد من هذا التصعيد بعد عسكرتها للبحر الأحمر وباب المندب وهو حلم أمريكي طالما أرادوا أبناء العم سام، وفي المقابل تستفيد جماعة الحوثي في تخفيف الضغط عليها بعدما أصبح الشعار الأهم في مناطق سيطرتها: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، فلا طعام ولا وقود ولا رواتب ولا أي احتياجات إنسانية.