أخبار وتقارير

مُعاناة فاقمتها الهجمات الأخيرة.. صيادو اليمن بين فكي كماشة حظر الحوثي للصيد وألغام الجماعة البحرية (تقرير)


       

تقرير  - عين عدن - خاص

يوماً بعد يوم تظهر خسائر يمنية جديدة جراء هجمات الحوثي البحرية، وفي المُقابل تُحقق الولايات المُتحدة الأمريكية وحُلفاؤها مكاسباً جراء ضربات الجماعة التي لا  تسمن ولا تُغني من جوع، ففي الوقت الذي تسببت فيه هجمات الحوثي في توقف موانئ يمنية عن العمل وما ترتب على ذلك من زيادة أسعار السلع، استفادت واشطن في عسكرة البحر الأحمر وباب المندب.

 

الصيادون اليمنيون ينضمون لقائمة ضحايا الحوثي

العاملون في مجال الصيد في اليمن، انضموا لقائمة ضحايا الهجمات البحرية الحوثية في البحر الأحمر وباب المندب، بعدما تسببت العملية العسكرية التي نفذتها جماعة الحوثي ضد السفن التجارية، في إغلاق الملاحة الدولية، وأثرت على الصيادين، بل وجعلت حرية التحرك للبحث عن الصيد محدودا، وذلك بعد أن شهد البحر الأحمر، تحركات عسكرية وتصعيدا غير مسبوق واستهدافا لعدد من السفن التجارية من قبل الحوثي، فمنذ نوفمبر العام الماضي حتى الشهر الجاري نفذ الحوثيون ما يزيد عن 28 هجوما طال السفن التجارية، تحت ذريعة نصرة غزة.

 

صيادو الأسماك الأكثر تضررا

هجمات الحوثي البحرية التي أعطت لأمريكا وبريطانيا وبعض من الدول الغربية مُبرراً لنشر أساطيل وبارجات حربية في البحر الأحمر بهدف حماية السفن التجارية من هجمات الحوثي، جعل التصعيد العسكري في المنطقة يزداد من حدته في ظل فشل الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، فصيادو الأسماك هم الأكثر تضررا من تلك العملية العسكرية.

 

تراجع عملية الاصطياد بشكل كبير

من جانبه، قال صادق حسن أحد الصيادين في الساحل الغربي، في تصريحات صحفية، إن الهجمات الحوثية المتكررة على السفن التجارية، وتحويل البحر الأحمر إلى ساحة صراع، أصبح مصدر قلق وخوف للصيادين، بل توقف العديد منهم عن الاصطياد خوفا على حياتهم، مُشيراً إلى أن مهنة الصيد تعتبر المصدر الرئيسي لمعظم ساكني المناطق الساحلية التي يعتمدون عليها، لكن التحركات العسكرية البحرية، تسببت في تراجع عملية الاصطياد بشكل كبير.

 

البحر الأحمر أصبح غريباً

ويواجه الصيادون صعوبات وعوائق أثناء عملية الاصطياد وذلك بسبب الصراع في البحر الأحمر، حيث يقول أحد الصيادين في تصريحات صحفية، إن البحر الأحمر أصبح بالنسبة للصيادين غريبا، إذ لا يستطيعون التحرك بحرية للحصول على الاسماك، بسبب التحركات العسكرية في المنطقة، مضيفا: نمارس الاصطياد بوقت محدود وبأماكن معينة لجلب القليل من السمك، ونعود إلى البيوت خوفا من أي مكروه قد يلحق بنا.

 

الأسر تمنع أبناءها من الاصطياد

وأشار صياد آخر، إلى أنه مع تزايد حدة التوتر في البحر الأحمر، منعت أغلب الأسر أبناءها من الخروج للاصطياد خوفا من استهدافهم من قبل الأطراف المتصارعة في البحر الأحمر، بل وأصيب الصيادون بالهلع والخوف في نفوسهم، لأن مصدرهم الرئيسي لتأمين قوتهم اليومي في خطر، مُعتبراً أن العمل في اصطياد الأسماك يعتبر مغامرة بالنسبة لنا، لكن على الرغم من ذلك مضطرون للعمل، لأنها الوسيلة الوحيدة لكسب الرزق.

 

مأساة 300 ألف صياد بسبب الحوثي

وعلى الرغم من توسع دائرة الصراع في البحر الأحمر، إلا أن الصيادين الواقعين تحت سيطرة القوات الحكومية محظوظون جدا عن قرنائهم الذين حرموا من الاصطياد في مناطق سيطرة جماعة الحوثي شمالي الحديدة، فعلى  شواطئ اللحية وست جزر يمنية أخرى، تم حظر الصيد بقرار حوثي، وبات أكثر من ثلاثمائة ألف صياد في الحديدة يعيشون المأساة، سيما بعد عزم جماعة الحوثي عسكرة السواحل المسيطرة عليها.

 

حظر الحوثي للصيد يفاقم حياة الصيادين

وقال أحد الصيادين ويُدعى مسعود مساوى، في تصريحات صحفية، إن القرار الذي اتخذته جماعة الحوثي في منع الاصطياد أثر بشكل كبير على حياة الكثير من الصيادين، لأن عملية الاصطياد تعد مصدرهم الوحيد لغالبية سكان السواحل اليمنية، مُشيراً إلى أن القرار فاقم من حياة الصيادين لأن أغلبهم لا يمتلكون مصدر دخل آخر، ولا يجدون مهنة ووسيلة أخرى لتوفير مستلزمات أسرهم اليومية، وهو ما أدى لنزوح الكثير من الصيادين لمناطق الشرعية، بغرض الاصطياد حتى وإن كان المحصول من الأسماك قليلاً .

 

استهداف الصيادين

ولم تكتف الجماعة المسلحة بقتل مئات الصيادين بالألغام البحرية في وقت سابق، بل عمدت على تدمير أكثر من تسعين مركزا للإنزال السمكي وحرمت الآلاف من مصادر عيشهم في البحر.